روت الممثلة الأمريكية أنجيلينا جولي، المبعوثة الخاصة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، تفاصيل زيارتها الأخيرة للعراق والمشاهد الأليمة التي عاشتها مع المشردين من أبناء العراقوسوريا . وقالت جولي -في مقال لها نشر اليوم الأربعاء بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية- "زرت العراق خمس مرات منذ عام 2007، بيد إنني لم أرى مثل هذا الكم من المعاناة التي يعانيها النازحون الآن، وجئت للعراق لزيارة مخيمات اللاجئين التي تأوي المشردين العراقيين والسوريين الذين يحاولون البحث عن ملاذ آمن من الصراعات التي مزقت بلادهم". وأضافت: "خلال أربع سنوات تقريبا من الصراع، تشرد نحو نصف تعداد الشعب السوري البالغ 23 مليونا ونزح أغلبهم لدول الجوار، وفي العراق نفسه، فر أكثر من مليوني شخص من الصراع والإرهاب الذي تمارسه الجماعات المتطرفة، وقد عانى هؤلاء اللاجئين والنازحين من ممارسات وحشية لا توصف.. الأطفال بلا تعليم، إنهم يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة، ولكن العنف يحاصرهم من كل جانب". وتابعت جولي بالقول: "حرصت على زيارة مخيمات اللاجئين لسنوات عديدة وحاولت تقديم الدعم والتضامن المعنوي خلال سماعي لقصص اللاجئين في تلك المخيمات، ولكن في هذه الزيارة الأخيرة أُصبت بالخرس.. فماذا أقول لأم تنهمر الدموع من عينيها وهي تروي اختطاف داعش لابنتها، وكيف تتمني لو أنها اخٌتطفت معها حتى لو تم اغتصابها وتعذيبها، بدلا من البقاء بعيدة عن ابنتها". وتساءلت: "ماذا أقول لطفلة تبلغ 13 عاما وهي توصف كيفية اغتصابها هي وأخريات بمستودعات الأسلحة، ولاسيما انتحار أخوها عند علمه بهذا الحادث.. كيف اتفوه بكلمة عندما تنظر لي سيدة في مثل عمري وتروى لي مقتل عائلتها بأكملها أمام أعينها لينتهي بها المطاف للعيش في خيمة وتحصل بالكاد على ما يسد رمقها"، هكذا تساءلت أنجلينا جولي مستنكرة ضعفها أمام كم الفظائع التي استمعت لها في خيام اللاجئين. وأشارت جولى إلى أنها ذهبت إلى خيمة أخرى التقت فيها بأسرة مكونة من 8 أطفال، بدون أم أو أب، الأب قتل والأم فقدت وعلى الأرجح خطفت، أكبر الأبناء صبي -19 عاما- وهو معيل الأسرة الوحيد. وأضافت: "عندما أشرت له أنه يتحمل مسئولية ثقيلة على كاهله بالنسبة لسنه الصغير، اكتفى بالتبسم لها وهو يضع ذراعه حول أخته الصغيرة، معربا عن امتنانه لقدرته على العمل لمساعدة أخوته الصغار". واختتمت جولي بالقول: "من يستطيع أن يلومهم على اعتقادهم بأننا تخلينا عنهم في محنتهم.. إن المساعدات الإنسانية التي يتم تقديمها للاجئين هي جزء بسيط للغاية من احتياجاتهم الفعلية، بالإضافة إلى عدم تحقيق أي تقدم بشأن إنهاء الحرب في سوريا منذ انهيار مؤتمر جنيف قبل 12 شهرا"، مضيفة: "لا شيء يؤهلك لواقع مفعم بكل هذا الكم الهائل من البؤس الإنساني الفردي لقصص المعاناة والموت، ونظرات الجياع والأطفال المصابين بصدمات نفسية".