مراسلو التحرير رغم كل التصريحات التى يدلى بها المسؤولون تبريرا لأزمة نقص أسطوانات الغاز فى المحافظات، بتعطل مصانع التعبئة، وقلة حصص التموين، والوعد بحل الأزمة وانتهائها قريبا، تبقى النتيجة واحدة والوضع على ما هو عليه، معاناة يومية للمواطنين فى أنحاء متفرقة من الجمهورية بحثا عن أنبوبة بوتاجاز. ففى بنى سويف تجمع المواطنون أمام المستودعات فى حالة غضب شديد بسبب تفاقم الأزمة، بينما تمكنت مباحث التموين من ضبط أحد مصانع تعبئة أسطوانات البوتاجاز بمنطقة غياضة الشرقية بمركز ببا متوقفا عن العمل دون مبرر والامتناع عن تعبئة وإنتاج أسطوانات البوتاجاز من الغاز الصب المتوافر بالمصنع، فضلا عن انصراف عمال الوردية قبل المواعيد المقررة. وفى سوهاج، ورغم ما تمر به البلاد من أزمه طاحنة فى أسطوانات الغاز، فإن لأسطوانات الغاز بالمحافظة استخداما آخر، حيث شهد مركز طما شمال المحافظة معركة استخدمت فيها أسطوانات البوتاجاز لإشعال النيران فى منازل أطراف المشاجرة، وتبادلوا خلالها إطلاق الأعيرة النارية والتهديد بأسطوانات البوتاجاز الممتلئة. وفى الشرقية، أعرب المئات من الأهالى عن غضبهم واستيائهم الشديد بسبب عدم تمكنهم من الحصول على أسطوانة بوتاجاز، مشيرين إلى أن المحافظة لها نصيب الأسد فى الحصول على آلاف الأسطوانات التى تبلغ 66 ألفا و164 أسطوانة، ولكن البلطجة وتجار السوق السوداء يسيطرون عليها، بحسب ما يؤكدون. وفى المنوفية، ما زالت الأزمة قائمة رغم ضخ كميات إضافية من الأسطوانات على القرى والمدن التى ظهرت فيها الأزمة، وعلى الرغم من حملات مديرية التموين المستمرة على مستودعات الغاز لضبط المخالفين، بينما تزايدت الأزمة بقرى مركز أشمون بسبب عدد القرى الكبير وقلة المستودعات، ويؤكد الأهالى أن سعر الأنبوبة فى السوق السوداء وصل إلى 30 جنيها. وفى الدقهلية كشف مصدر بمديرية التموين بالمحافظة أن السبب فى الأزمة هو تراجع حصة المحافظة من أسطوانات البوتاجاز، مشيرا إلى أنها كانت تبلغ مليونين و950 ألف أنبوبة فى ديسمبر 2013، فى حين تراجعت الكمية إلى مليونين و726 ألف أنبوبة فى ديسمبر 2014 بفارق وصل إلى نحو 224 ألف أنبوبة، مؤكدا أن هذا الفارق فى الحصة هو السبب الرئيسى فى تفاقم الأزمة الحالية. وفى الغربية، وصل سعر الأسطوانة فى السوق السوداء إلى 70 جنيها بعد أن كانت 35 جنيها فى بداية الأزمة، حيث ينتظر المواطنون بالساعات أمام مستودعات ولم يتمكنوا من الحصول على أسطوانة عن طريق بطاقات السلع التموينية. وأعلن رئيس الشعبة العامة للمواد البترولية بالاتحاد العام للغرف التجارية، الدكتور حسام عرفات أن بوادر انتهاء الأزمة بدأت تظهر فى بعض المحافظات، وذلك عقب قيام وزارة البترول بضخ كميات إضافية من أسطوانات الغاز بالسوق، قائلا إن نسبة العجز فى أسطوانات البوتاجاز بالمحافظات بلغت 15%. عرفات أوضح أن سبب تفاقم الأزمة خلال الأيام الماضية يعود إلى سياسة التخزين والفهم الخاطئ لدى كثير من المواطنين، لافتا إلى أن هناك مواطنين قاموا بشراء كميات كبيرة من أسطوانات البوتاجاز لتخزينها خوفا من استمرار الأزمة، وهو الأمر الذى ساهم فى نقص المعروض فى الأسواق، قائلا إن تجاهل الحكومة لتكرار الأزمة كل عام فى فصل الشتاء ساهم فى زيادتها، مشيرا إلى أنه كان من الأفضل أن تكون وزارتا التموين والبترول على استعداد لمواجهة الأزمة قبل حلول الشتاء، خصوصا أن الأزمة كانت متوقعة فى ظل موجة الصقيع التى ضربت البلاد الأيام الماضية، وما زالت مستمرة حتى الآن فى بعض المحافظات.