بدأت وزارة الزراعة في اتخاذ الإجراءات اللازمة لفتح الباب لاستيراد بذور القطن قصير التيلة، الذي تستورده مصانع الغزل والنسيج من الخارج لتصنيعه. وقال مصدر مسؤول بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، إنه سيتم مخاطبة الشركات الخاصة بالتقاوي لاستيراد البذور الخاصة بالقطن قصير التيلة، الذي لا تنتجه مصر ولا تزرعه، لافتًا إلى أن ذلك سيكون بجانب زراعة الأقطان طويلة التيلة، موضحًا، أن أهم الدول المنتجه له هي الولاياتالمتحدة واليونان والهند. وأضاف المصدر الذي - رفض ذكر اسمه - أن وزارة الزراعة ستُخاطب وزارة الصناعة والتجارة لفتح للتواصل مع شركات الغزل والنسيج للتعرف على أنواع الأقطان التي تستوردها، كي يتسني للزراعة استيراد البذورة اللازمة لزراعة الكميات المطلوبه للمصانع المصرية . وأضاف المصدر، أن الأقطان قصيرة التيلة تُمثل 65% من زراعات أقطان العالم حاليًا بجانب التقاوي التقليدية، التي يتم الاختيار بينها لتكون بمواصفات خاصة تُلائم الأجواء المصرية. وأكد المصدر، أن وزارة الزراعة ستلتزم بتوفير التقاوي اللازمة لزراعة المحصول قبل تاريخ 31 مارس، الذي هو أخر موعد للزراعة، طبقًا لمطالب التجار لتحسين جودة المحصول، ووفقًا للتوجه الجديد في الوزارة لتطبيق الزراعة التعاقدية في محصول القطن، وأن هناك ضرورة لتحويل المصانع المصرية إلى استخدام الأقطان طويلة التيلة، وأن يتم تصدير المنتجات القطنية في شكل ملابس مما يزيد من العائد عليها. من جانبه شدّد خبير البورصات العالمية، الدكتور نادر نور الدين، على أن قرار استيراد بذور التقاوي للأقطان قصيرة التيلة، يحتاج إلى دراسة عميقة، أهمها ضرورة تفتيت الجمهورية إلى مناطق بعيدة، تخصص منها مناطق لزراعة الأقطان قصيرة التيلة ومناطق أخرى لزراعة طويل التيلة، تجنبًا للخلط بينهما، الأمر الذي أدى إلى تدهور زراعة القطن المصري. وأضاف نور الدين، أنه على وزارة الزراعة الإعلان عن نيتها الحقيقية في زراعة القطن قصير التيلة إذا ما كان محورة وراثيًا أم عادية، لافتًا إلى أن الدول المصدرة لبذور الأقطان قصيرة التيلة أهمها الولاياتالمتحدةالأمريكية وهي تعتمد على 85% من بذورها محورة وراثيًا، ثم تأتي الصين والهند وبنجلاديتش وباكستان، أكثر الدول المصدرة وتعتمد على 65% من البذور المحورة وراثيًا. وحذّر خبير البورصات العالمية، من أن تخرج مصر ومصانع الأقطان الطويلة المصرية نهائيًا من السوق العالمي، لزراعة الأقطان الطويلة والفائقة، بينما تبقى السودان وبوركينافاسو مستمرة في زراعتها، منوهًا إلى أن هذا التحول يأتي في صالح الأقطان الأمريكية، الذي يعتبر خطأ كبير ترتكبه الزراعة في حق الأقطان المصرية. وأشار نور الدين، إلى خطورة استيراد تلك البذور المحورة وراثيًا، نظرا لخطورتها وتأثيرها السيء في التسبب بحساسية للجلد وعدم ثبات الألوان في النسيج وتسبب نفوق الحيوانات، التي تتغذى على بقايا المحصول بعد الحصاد. وأوضح أن وزارة الزراعة لا تستطيع إنجاز كل ذلك في شهر واحد، لافتًا إلى أنه كي نُغير استراتيجية زراعة الأقطان الطويلة والفائقة الطول إلى زراعة الأقطان المتوسطة والقصيرة، يجب لمصانع الغزل المصرية المتخصصة فقط في إنتاج خيوط الأقطان الطويلة والفائقة، وأن يتم تحويلها لتصنيع الخيوط من الأقطان القصيرة والمتوسطة.