"من الرق والفقر والمرض إلى الحرية والثروة والمجد"، عناوين عريضة سطرت حياة سارة بريد لاف المعروفة باسم مدام "سي جي ووكر" نسبة إلى زوجها الثالث تشارلز ووكر. آمنت ووكر بحق الحياة ولم تستسلم لظروفها التي تحولت من سيء إلى أسوأ فقد ولدت لأب وأم تحت الرق ولم ينقذها سوى العمل في حقول القطن في بداية لرحلة شاقة لأولى محطاتها اليتم في سن السابعة. بدأت سارة حياتها كعاملة في حقول القطن واستطاعت أن تصبح فيما بعد واحدة من أهم وأعظم السيدات العصاميات الرائدات في مجال الأعمال في القرن العشرين. في الثالثة والعشرين من عمرها أصابها مرض في فروة الرأس تسبب في فقد أغلب شعرها مثلها في ذلك مثل الكثيرين من نساء عصرها نتيجة لسوء التغذية والممارسات الصحية الخاطئة لافتقار معظم الأمريكيين الزنوج إلى السباكة والتدفئة المركزية والكهرباء. ازداد إيمان ووكر بالحق الإنساني في تذوق الجمال حيث كانت ترى أن الزنوج الفقراء لا يحصلون على العناية اللازمة مما يفقدهم حق إنساني أصيل، لذلك بدأت في إنشاء مركز تجميل وصالون للزنوج وباعت منتجات خاصة باسمها للعناية بالشعر وفروة الرأس بالإضافة إلى تركيبات علاجية قامت بتسويقها لمدة عام ونصف بالبيع الشخصي في جنوب وجنوب شرق ولاية لويزيانا. لم تخجل ووكر من بدايتها وقالت عن ذلك إنها امراة جاءت من حقول القطن في الجنوب وعملت في المغسل وفي صنع الطعام وأن لهذا الفضل في أن تملك فيما بعد أحد أكبر مصانع العناية بالشعر بجهودها الذاتية، فهي صنعت نفسها بنفسها وتعلقت بجدران الحياة ولم يمنعها عن ذلك نظرة أحد ولا عوائق الظروف. استطاعت ووكر فهم الأمر وأن الحياة حق والإيمان وسيلة للعيش، فدافعت عن حقها في الحياة وازداد تمسكها بأيمان ولدت به ساعدها على النجاة والخلود وأن تصبح نموذجا لقوة نواتها الضعف. في عام 1919 قامت ووكر بأنشاء أحد أكبر المصانع المملوكة للزنوج في العالم في شبكة عالمية تضم 15000 من وكلاء البيع ومراكز تجميل في ثلاثة ولايات، ولم تتخلى في رحلتها عن تذوقها للإنسانية فساهمت في الدفاع عن الحقوق المدنية للزنوج وكانت من مؤيدي بناء كليات وجامعات للزنوج. وبعد توسع الأعمال الخاصة بووكر في المراكز والنوادي المحلية لعدة ولايات أمريكية، جاء اجتماع اتحاد مراكز ووكر في فيلادلفيا كنواة للاجتماع الوطني الأول لسيدات الأعمال في البلاد ولم تستخدم ووكر التجمع لتهنئة وكلائها على نجاحهم فقط وإنما أيضا لتحفيز دورهم الاجتماعي والسياسي، فقالت إن "الولاياتالمتحدة هي أعظم دولة تحت الشمس إلا أن الولاء للبلاد لا يجب أن يمنعنا بمثقال ذرة عن الاحتجاج ضد الباطل والظلم". توفيت ووكر في 25 مايو 1919عام بعد أن قدمت للعالم أسطورة إنسانية حية خالية من التعصب والنظرة العرقية وقائمة على المثابرة، وحب الإنسانية والتعلق بالحياة، وثابتة على قاعدة قوية من الإيمان بالله والقدرة الإنسانية لتغيير الواقع من حال إلى حال.