صدر حديثًا عن مكتبة الدار العربية للكتاب، التابعة للدار المصرية اللبنانية للنشر، رواية الروح الثامنة، للكاتبة والروائية المصرية نرمين يسر. قامت الدار المصرية اللبنانية، فور صدور الرواية، بترشيحها لمسابقة "كاتارا" للرواية العربية في دورتها الأولى، وهي جائزة سنوية أطلقتها المؤسسة العامة للحي الثقافي، كاتارا في بداية العام 2014، وتقوم المؤسسة بإدارتها وتوفير الدعم والمساندة والإشراف عليها بصورة كاملة من خلال لجنة معينة لإدارة الجائزة، وتهدف إلى ترسيخ حضور الروايات العربية المتميزة عربيًا وعالميًا، وإلى تشجيع وتقدير الروائيين العرب المبدعين لتحفيزهم على المضي قدمًا نحو آفاق أرحب للإبداع والتميز. نشرت الكاتبة عددًا من القصص القصيرة بمختلف المجلات العربية والمصرية، وتُرجمت قصصها القصيرة ونُشرت بمجلات ثقافية إنجليزية وتشيكية، وتكتب مقالات أسبوعيًا لجريدة التحريرالمصرية وجريدة الكويتية الصادرة من الكويت. ولم تسع رواية نرمين، إلى تقديم إجابات نهائية جاهزة حول هذه الروح الثامنة المتجاوزة لأفق الأرواح السبعة التراثية، لكنها فقط، تُشير من بعيد إلى الجدوى المؤكدة لمراوغة الحضارة الآنية، تلك الحضارة التي تُقدم الإجابات المعلبة والسياقات الجاهزة، إنها تطرح هنا اختراقًا عمليًا وواقعيًا لكل تلك الإجابات والسياقات البديهية وتعيدها إلى موطن التساؤل الأول. وتطرح الرواية، إننا باختصار إزاء ذات تفيض على العالم وشخوصه الساعية فى دروبه بتعاسة بالغة، تمد يديها لتنتشل هذا ولتزيح العمى عن بصيرة ذاك، وتتحمل وحدها الألم وتيجان الأشواك. وتصف الرواية الأحداث بطريقة مختلفة، فتقول في أحد نصوصها، "كنت قد تأخرت على، رامي، صديق الطفولة، التقيته في الجريون، حيث ينتظرني، اختلست ابتسامة لامبالية من جعبة أحاسيسي المتنقلة، وكانت ليلة قضيناها وسط قرقعة الكؤوس، والحديث عن الزبائن والسخرية من طراز ملابسهم مقارنة برواد المقهى في زمن آخر كانت وسط القاهرة فيه تعج بكبار الكتّاب والمثقفين والفنانين، وليس كما تبدو الآن كعاهرة أثقلت وجهها بالأصباغ الرخيصة، تنتظرعلى كرسي خشبي ذي مسامير بارزة لأول مدعي ثقافة يمر من أمامها، تُغريه بمستقبل عظيم وليال صاخبة وشهرة تتعدى حدود القارة، حين يكتشف كل أشباهه أنها خدعة، وأنها كالنداهة، تعدك ولاتفي، تُشبعك غرورًا حين يصفق لك عشاقها وعشيقاتها، ثم تعاني جوعًا عاطفيًا حين ترافق غيرك".