حركة "كفاية" هي الأب الروحي لثورة 25 يناير، والشرارة التي اخترقت قلاع وحصون نظام مبارك، لتتجرأ جميع صفوف المعارضة من بعدها على اختراق سقف الحرية الذى حبسوا فيه، الي النداء بأقصى ما يمكن أن يصل اليه الصوت من قوة ب" أرحل يا نظام" تحت شعاري "لا للتمديد"، و"لا للتوريث". احتفلت الحركة المصرية من أجل التغيير"كفاية"، أمس الجمعة، بالذكرى العاشرة لتأسيس الحركة بمقر المجلس الوطني المصري، بحضور القيادات وعدد من الشخصيات العامة. وتم خلال المؤتمر العام تحديد سياسة الحركة خلال السنوات القادمة، وتدشين حملتين، الأولى للتصدي لمحاولات تشويه ثورة 25 يناير، وأخرى لجمع توقيعات "حاكموهم 30 سنة فساد". مسيرة الحركة: تأسست حركة كفاية عام 2004، بتجمع مختلف القوى السياسية المصرية، حيث صاغ 300 من المثقفين المصريين والشخصيات العامة، بعد التغيير الوزاري الذى أجراه مبارك خلال هذا العام، وثيقة تأسيسية تطالب بتغيير سياسي حقيقي في مصر، تحولت هذه الوثيقة بعد ذلك إلى مشروع حركي، هدُف إلى إسقاط مبارك ومنع محاولة توريث ابنه جمال الحكم من بعده. وبدأت الحركة في تنظيم التظاهرات خلال 22 محافظة، للتنديد بالنظام القائم وبالأحوال السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتردية خلال تلك الأيام، وركزت خلال تظاهراتها على التعبير عن رفضها التجديد للرئيس حسني مبارك لفترة رئاسة خامسة، وسعى الرئيس المخلوع إلى التمهيد لتولي ابنه جمال مبارك الرئاسة من بعده. وشنت الأجهزة الأمنية حملات أمنية موسعة لاعتقال المعارضين والمنتميين إليها، ووصفت الجمعيات الحقوقية المحلية والدولية، وقتها هذه الحملات بالوحشية. وخرج من رحم الحركة العديد من الحركات النوعية والفئوية مثل "شباب من أجل التغيير"، و"عمال من أجل التغيير"، و"صحفيون من أجل التغيير"، و"طلاب من أجل التغيير". واستطاعت الحركة اجتذاب العديد من الحقوقيين والنشطاء السياسيين والإعلاميين وكان على رأسهم كلا من عبدالوهاب المسيري، وجورج إسحاق، وأمين إسكندر، وأبو العلا ماضي، وحمدين صباحي، وأحمد بهاء الدين شعبان، وكمال خليل. بدأت فاعليات الحركة بالتظاهر أمام دار القضاء العالي في ديسمبر 2004، وتجمعت امام في معرض القاهرة للكتاب 4 في فبراير 2005، ثم في ميدان التحرير في مارس 2005، نظمت تظاهرات في 15 محافظة على مستوي الجمهورية في 2005، وكما تظاهرات 25 مايو 2005 يوم الاستفتاء على الدستور للتنديد به، ومع مرور الوقت بدأت شهرة الحركة تزداد وتكسب كل يوما مؤيدين لها، حتى دعت الى الإضراب العام في مصر فى 6 أبريل 2008 ." انتقادات وجهت إلى الحركة: وجهت إلى الحركة العديد من الانتقادات منها أنها كانت تسعى إلى إزالة النظام الحاكمة دون تقديم بديل له، كما أنها لا يوجد لها كيان سياسي يستطيع أن يقدم برنامج للإصلاح وإدارة الدولة أو تأسيس نظام جديد، ولذلك كان يرى البعض ان دورها اقتصر فقط على تنشيط الحراك الثوري. "كفاية" تموت إكلينيكيا: يختلف الكثيرين حول نشاط الحركة خلال الفترة الحالية فالبعض يرى أن الحركة انتهى وجودها من الشارع المصري ولن تعود الى الحياة السياسية مرة اخرى، وهناك فريق اخر يرى ان الحركة فكرة لن تموت مهما مضى عليها الزمان. وقال امين إسكندر أحد مؤسسي الحركة: "انسحبت من الحركة لأنها مات إكلينيكيا ولم تعد تقوم بدور سياسي يؤثر على الحياة المصرية"، مشيرا الى أن الحركة كانت تسعى الى تحقيق اهداف معينة وهذه الأهداف تحققت وبالتالي وبالتالي استمرارها لم يعد ضروري. من ناحية أخرى، أكد القيادي بالحركة أحمد الأهواني تواجد الحركة بالشارع، من خلال الحركات الأخرى التي خرجت من رحمها، فالقائمين على حركت تمرد التي نظمت لتظاهرات 30 يونيو، كانوا ينتمون إلى " كفاية" في وقت سابق. بينما قال هيثم عواد القيادي بكفاية، أن اختفاء الحركة كما يقول البعض يعود إلى أن الإعلام الذى لم يعد يسلط الضوء على فاعلياتها على الرغم من تواجد الحركة بالشارع.