أعلن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس "أبو مازن"، أن للسلطات المصرية كل الحق فى اتخاذ جميع الأجراءات لحماية الأمن القومي المصري، مشيرًا إلى أنه إذا ثبت أن أفرادًا أوجماعاتٍ من حماس قد تورطت في أعمال إرهابية ضد مصر فمن حقها ملاحقة ومعاقبة هؤلاء. وأضاف عباس في الحوار الذي أجرته معه مجلة "الأهرام العربي" وتنشره، بعد غد السبت: "نحن أيدنا كل الإجراءات الوقائية التي اتخذتها السلطات المصرية لإغلاق الأنفاق ومنع تهريب الأسلحة والأشخاص ما بين غزة وسيناء وسنؤيد كل إجراء يحمي مصر من أي مخاطر، واعتقد أن موضوع من شاركوا في أعمال إرهابية بين يدي القضاء المصري النزيه الذي سيحسم الأمر. وأكد أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، رجل وطني عروبي سينقل مصر إلى مكانتها الريادية سواء على المستوى العربي أو الدولي، موضحًا أن القضية الفلسطينية هي من ثوابت الدولة المصرية والرئيس السيسي أنقذ أرواح آلاف الفلسطينيين في حرب غزة الأخيرة وبالرغم من ارتياب مصر الشديد للدور المشبوه لحماس ومع ذلك فإنها لم تترد في استقبال الوفد الفلسطيني الموحد بمن فيه قادة حماس ومتابعة المفاوضات لحظة بلحظة حتى وقف إطلاق النار. وعن المصالحة الفلسطينية خاصة بعد تفجيرات منازل قادة فتح بغزة، قال أبو مازن إن حماس تقدم كل يوم دليلا جديدا على رفضها المصالحة أو على الأقل اجتزائها إلى ما يخدم مصالحها الحزبية الضيقة دونما اعتبار للمخاطر التي تهدد قضيتنا الوطنية والتي تحول دون إعادة إعمار قطاع غزة. وتابع: "حماس تريد من المصالحة أن تؤدي إلى دفع رواتب موظفيها وفتح المعبر وحسب، أما فيما يتعلق بالسماح لحكومة الوفاق الوطني بالعمل في غزة وأن تسلم الأمن فهذا ما ترفضه بعناد، وهذا يعني أن المصالحة لم تتحقق بعد ولن تتحقق طالما استمرت حماس في هذا السلوك المشبوه". وفيما يتعلق بملف مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية، أوضح أبو مازن أن السبب الرئيسي لتوقف الملف هو الموقف الإسرائيلي الذي يريد مفاوضات بلا مرجعية وبلا سقف زمني وبلا شهود مع استمراره في عمليات الاستيطان والتهويد والاعتداء اليومي على المواطنيين وعلى الأقصى وسائر المقدسات. وأضاف: "واضح تماما أن إسرائيل لا تريد سلاما بل تريد الاستيلاء على الأرض وتهجير السكان والسيطرة على القدس خصوصًا الأقصى وبناء دولة يهودية عنصرية لا مكان فيها للفلسطيني صاحب الأرض وصاحب الحق، وللأسف فإن الموقف الإسرائيلى المتعنت لا يجد مقابله جبهة دولية واسعة تجبره على التراجع وبالتأكيد فإن على الولاياتالمتحدة مسؤولية خاصة باعتبارها تحمي إسرائيل من أى قرار دولي ضدها وتمنع من ممارسة الضغوط عليها لإرغامها على الرضوخ لمتطلبات السلام بل إن الحكومة الإسرائيلية هي من أفشلت جهود وزير الخارجية الأمريكي جون كيرى، ونأمل أن تدعم الولاياتالمتحدة توجهنا إلى مجلس الأمن لاستصدار قرار بإنهاء الاحتلال بعد أن تبين للإدارة الأمريكية نفسها أن إسرائيل غير معنية بمفاوضات جادة. ونفى الرئيس الفلسطيني ما يتردد كل فترة عن تهديده بحل السلطة الفلسطينية بعد الفشل فى تنفيذ اتفاق "أوسلو"، وقال: "لم أهدد بهذا مطلقًا، أنا أعلنت أننا لم نقبل استمرار الوضع القائم وسنذهب إلى خوض معركة دبلوماسية وسياسية كبرى في الأممالمتحدة لانتزاع قرار يضع برنامجًا زمنيًا لإنهاء الاحتلال". وتابع: "إذا لم ننجح فسننقل المعركة إلى كل المنظمات الدولية بما فيها محكمة الجنايات الدولية، وسنراجع كل الاتفاقيات مع إسرائيل ونعيد النظر فى أوجه التنسيق بيننا على اختلافها وإذا كان ذلك لا يعجب إسرائيل فلتأت هي لتسلم السلطة ولتمارس حقها كسلطة احتلال لأنها هي من فشل في احترام الالتزامات والتعهدات المؤسسة على إعلان المبادئ في أوسلو ولا عيب في هذه الاتفاقيات بحد ذاتها، ولكن يكمن العيب في الحكومات الإسرائيلية التي تنصلت بعد مقتل، إسحاق رابين، الزعيم الشجاع، الذي وقع الاتفاقية وكان يعتزم تنفيذها.