تنبئ التصريحات الدولية المتبادلة بين الحلف الصينى-الروسى المؤيد للأسد والمجتمع الدولى المعارض له عن إصرار جبهة موسكووبكين على الحفاظ على مصالحها المرتبطة بالنظام القائم، فى مقابل محاولات دولية لضمان مصالح مستقبلية بالمنطقة من خلال الدفع أكثر فأكثر باحتمالية التدخل الدولى العسكرى على غرار النموذج الليبى دون أن يصل الجانبان بعد إلى نوع من التسوية. وتوازيًا مع التحركات الدولية المتراوحة بين التمسك بخطة عنان والتلويح بإمكانية التدخل الخارجى فى الأزمة، يتواصل التصعيد الميدانى دون توقف من جانب قوات الأسد، وهو ما يزيد بدوره من محاولات الرد العسكرى المقابل حيث شهدت العاصمة التركية إسطنبول إعلان مجموعة من الناشطين والمعارضين السوريين تشكيلهم ما سمى ب«جبهة ثوار سوريا» بهدف توحيد الكتائب الفاعلة على الأرض فى الداخل السورى فى مواجهة النظام. من جانبه، أعرب المجلس الوطنى السورى عن دعمه جبهة ثوار سوريا، موضحًا فى الوقت ذاته فى بيان صحفى، نشر عبر موقعه، أن الائتلاف الجديد لا يتبعه وأن التصريحات التى تعبر عن المجلس ومواقفه هى فقط تلك الصادرة عن المكتب التنفيذى. فى المقابل، واصلت أمس قوات الأسد عملياتها العسكرية، مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى فى عدة مناطق، معظمهم فى حمص ودرعا وإدلب، إثر قصف عنيف تعرضت له هذه المدن. كانت لجان التنسيق المحلية قد تحدثت عن مقتل نحو 2102 شخص منذ بدء تطبيق خطة عنان لوقف إطلاق النار فى أبريل الماضى، ودعا المتحدث باسم عنان المجتمع الدولى إلى ضرورة تغيير سياسته تجاه الأزمة السورية، بينما قالت أمس وزارة الخارجية الصينية إن بكينوموسكو تعارضان التدخل الأجنبى فى سوريا أو تغيير النظام بالقوة تزامنًا مع وصول الرئيس الروسى فلاديمير بوتين إلى الصين لحضور قمة أمنية. فى المقابل، اتهم المتحدث باسم البيت الأبيض جاى كارنى، الرئيس السورى بالكذب لنفيه مسؤولية نظامه عن مجزرة الحولة، بينما توقع وزير الخارجية الفرنسى قرب انهيار النظام السورى تحت وطأة الأزمة الحالية محذرًا من امتدادها إلى لبنان ودول الجوار، بينما لا يزال الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، متمسكًا بخطة عنان باعتبارها محورية لحل النزاع فى سوريا.