الجميع معترف أن الأندية الجماهيرية تمر بأزمة مالية طاحنة وأن الحياة داخلها ضنك وبعضها لا يجد ما يدفع به الملاليم التى يتقاضاها صغار العمال والموظفين، والأزمة على الكبير والصغير، الأهلى والزمالك والاتحاد والإسماعيلى، والجميع فى الهم سواسية إلا الزمالك الذى لا يمر يوم إلا ونسمع عن مفاوضات مع لاعب دون أن يقولوا لنا من أين ستأتى الأموال لتمويل كل هذه الصفقات؟ وكيف يمكن للنادى أن يدفع للأندية الأخرى، بينما هو مدين بما يقرب من 15 مليون جنيه فى صفقات الموسم الماضى «6 ملايين للجونة عن نور السيد، و5،5 مليون جنيه لإنبى عن إسلام عوض، و400 ألف دولار للإفريقى التونسى عن الكاميرونى إليكسس، ومليون جنيه للمحلة عن اللاعب صلاح سليمان»، فبأى عين نسمعهم يتحدثون بكل بجاحة عن إبرام صفقات أخرى؟ فمجرد الكلام حتى ولو على سبيل الهزل فيه انتقاص من قيمة وقدر النادى والتقليل من احترامه أمام الأندية الأخرى واللاعبين، وعلى الكابتن حسن شحاتة أن لا ينساق وراءهم ويعلم أنه سيبدأ الموسم الجديد بهؤلاء اللاعبين وأن قوام الفريق الحالى هو الذى سيكمل البطولة الإفريقية، اللهم إلا إذا نجح فى التعاقد مع حارس مرمى لتعويض العجز فى تلك المنطقة الحساسة، وإن كان هذا أمرًا مستبعدًا بعد أن طار علِى فرج حارس مرمى فريق حرس الحدود السابق، إلى تليفونات بنى سويف، بينما أحمد الشناوى حارس المصرى والمنتخبين الأول والأوليمبى أقرب للتعاقد مع ليرس منه لفريق الزمالك. ولكن إذا كان هذا هو حال الزمالك وإدارته الصبيانية، فماذا عن الأهلى الذى تورّطت إدارته هى الأخرى فى شراء اللاعب وليد سليمان من إنبى بشيكات دون رصيد؟ والإجابة تأتى على لسان الصديق عدلى القيعى الذى استنكر فى حديثه معى وضع الأهلى فى مقارنة مع الزمالك فى ما يخص الشراء على النوتة، قائلًا: «صحيح الأهلى لديه أزمة مالية مثل باقى الأندية، ولكنه لم يتورط فى الشراء على النوتة، وأزمة شيكات إنبى هى فشل النادى فى تحصيل مستحقاته التى تبلغ ما يقرب من 40 مليون جنيه لدى الشركات الراعية للفريق والقناة التليفزيونية وعائد بث المباريات من اتحاد الكرة، فالأزمة هى أزمة تحصيل بسبب الظروف المالية القاسية التى تمر بها كرة القدم منذ الثورة، وتبعتها كارثة مذبحة بورسعيد التى أغلقت الحنفية تماما وألحقت بالأهلى تحديدًا خسائر ضخمة باعتبار أن عقد رعاية الفريق هو الأعلى والأضخم وأقرب الأندية له يقل ب50 مليون جنيه». ولكن الأهلى هو الآخر يناوش من بعيد لشراء لاعبين مثل أحمد سعيد أوكا، وباسم على، ومحمد الننى، ويرد القيعى قائلًا: «نحن معترفون أن الأزمة ضخمة وحتى لو تم تحصيل المتأخرات فإنها بالكاد ستغطى التكاليف وعقود اللاعبين والأجهزة الفنية لقطاع الكرة، ومن ثم يخطئ من يظن أننا سنتهور ونشترى لاعبين جددا بمبالغ ضخمة أو شيكات، فالعملية ليست فهلوة أو لعبة كوتشينة، بل حسابات وميزانية، ومن اللحظة الأولى تعلم دخلك وإنفاقك والهامش الذى تتحرك فيه لدعم الفريق، وهذا الموسم وفى ظل الأزمة أقولها بكل صراحة إن الأهلى سيتعاقد مع لاعبين جدد بقدر ما سيحصل من عائد بيع أو إعارة بعض لاعبى الفريق، وبالتالى وبكل صراحة ووضوح، الأهلى لا يملك رفاهية دفع الملايين فى اللاعبين المعروضين ولا أبالغ بالقول إنه إذا لم تعدل الأندية من قائمة أسعارها ويخفض اللاعبون من رواتبهم فإنهم لن يجدوا لهم مكانًا للعب فى الأهلى أو غيره، ونصيحتى لمن يرى نفسه يستحق أن يقصر الطريق ويحترف فى الخارج». ما يقوله القيعى هو الحقيقة والكلام المسؤول والمحترم، أما تجار الكلام والمفاوضات فى الزمالك فهؤلاء هم من يبيعون الوهم!