فى محاولة للكشف عن طبيعة البرنامج النووى لإيران، دخل محافظو الوكالة الدولية للطاقة الذرية ال35 اجتماعا مغلقا بدءا من أمس (الإثنين) فى مقر الوكالة فى فيينا، ويستمر حتى يوم الجمعة المقبل، للتباحث بشأن الملف النووى الإيرانى المثير للجدل. الوكالة الدولية تريد الوصول بشكل خاص إلى موقع بارشين العسكرى، حيث تشتبه فى أن الجمهورية الإسلامية قامت بتجارب تفجير تقليدى يمكن تطبيقه فى المجال النووى، وهى تخشى من أن إيران تقوم بإزالة الآثار من الموقع. وتشتبه القوى العظمى وإسرائيل فى أن إيران تسعى إلى حيازة السلاح النووى تحت غطاء برنامجها النووى للأغراض السلمية وهو ما تنفيه إيران باستمرار، وكانت آخر التصريحات الرسمية الإيرانية فى هذا الصدد، متمثلة فى اتهام مرشد الجمهورية الإسلامية على خامنئى للغرب أول من أمس ب«الكذب» حول الخطر النووى الإيرانى. وفى تقريره الأخير، حث المدير العام للوكالة يوكيا أمانو، إيران على التوصل إلى اتفاق مع الوكالة الدولية من أجل السماح لمفتشيها بالدخول إلى المواقع النووية الإيرانية والاطلاع على الوثائق، وإجراء اللقاءات ما من شأنه المساعدة على توضيح طبيعة البرنامج النووى الإيرانى. وبعد زيارة خاطفة لطهران أكد مدير عام الوكالة الدولية فى 22 مايو أنه سيتم التوقيع قريبا جدا على اتفاق، وذلك بناء على وعود قطعها كبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلى، وأضاف أنه ينتظر تفاصيل إضافية فى الأيام التالية، وبعد مرور أسبوعين لم يحدث شىء. من جهة أخرى، وبينما كان الملف النووى الإيرانى حاضرا أمام قمة الاتحاد الأوروبى وروسيا فى موسكو يومى الأحد والإثنين، تشهد بكين لقاءات يومى 5 و7 يونيو بين رؤساء الصين وروسيا وإيران لبحث الموقف. ويأتى ذلك قبل استئناف المفاوضات مع مجموعات 5 + 1 (الولاياتالمتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا) يومى 18 و19 يونيو فى موسكو. يأتى هذا بعدما كان اجتماع بغداد للدول الست وإيران قد انتهى فى 24 مايو على إثر خلافات عميقة، خصوصا بشأن مسألة تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% التى تعتبرها القوى الكبرى أنها تقترب مثل خطر إيران من النسبة اللازمة لصنع قنبلة نووية وهى التخصيب بنسبة 90%.