«المؤبد» الذي حكم به المستشار أحمد رفعت على مبارك ووزير داخليته العادلي، والبراءة لمساعديه جعلت عشرات الآلاف من المواطنين المصريين يعودون لميادين التحرير، اليوم عقب النطق بالحكم فى القاهرة والإسكندرية وبعض المحافظات. وفى ميدان التحرير كان رد الفعل المتظاهرون، وأسر الشهداء ومصابى الثورة، أن رفعوا صور الشهداء للتذكرة بأن لهم حقوق فى القصاص العادل لم يحصلوا عليها، بينما قام عدد من الصبية صغار السن بحرق لافتات الدعاية للمرشح أحمد شفيق. وهتف المتظاهرون الهتاف الأول للثورة «الشعب يريد إسقاط النظام.. سامع أم شهيد بتنادى.. مين هيجبلى حق ولادي.. بعد الدم فاضل إيه.. أخدت حقك ولا إيه.. الشعب يريد تطهير القضاء.. سامع ام شهيد بتقول.. الحمار هو المسؤول». الميدان الذى امتلاء بكافة ألوان الطيف من المصريين، وكان يقود الهتافات مجموعات من الشباب ومعهم الداعية صفوت حجازي، وقفت إحدى المتظاهرات وحملت لافتة كتبت بها «إذا يئستم من الكفاح.. فتذكروا الجوعى والمعتقلين والفقراء.. لابد ان تستمر ثورتنا.. والله معنا». جاءت مسيرة من شارع طلعت حرب إلى ميدان التحرير نظمها شباب الأشتراكيون الثوريون وحركة شباب 6 أبريل وكان يقودها المحامي العمالي خالد على، الساعة 5.45 مساء،الذي هتف «الله حى الله حى.. صوت الثورة لسه حي». وفي الساعة السابعة مساء دخل المناضل حمدين صباحي للميدان ويده بيد المحامي خالد على والتفت حولهم الجماهير، التي سبقت وجوده بمسيرة جابت أنحاء الميدان جمعت العشرات من الشباب الذين رفعوا صور حمدين صباحي ولافتات مكتوباً عليها «الرئيس نازل الميدان»، وتعالت هتافاتهم المؤيدة له منها «ولا عسكر ولا إخوان صباحي نزل الميدان»، «صباحي هو الرئيس.. مش قابلين واحد خسيس». الميدان بدأ يمتلاء بوصول المسيرات التي جاءت من شبرا وميدان عبد المنعم رياض التي كانت تقودها سيدة مسنة وأغلبها من السيدات، ومسيرات آخرى جاءت من جامع الاستقامة بالجيزة وجامع الفتح برمسيس، ومصر الجديدة وجامع مصطفى محمود بالمهندسين، ومسيرة من مجموعات الألتراس دخلت الميدان من كوبرى قصر النيل بهتافهم المعتاد «حرية.. حرية». وحمل أحد المواطنين لافتة كتب بها «نحن الشعب ونريد تطهير القضاء.. أين المحاكم الثورية.. نطالب بالتطهير.. لن نعود لبيوتنا إلا بعودة حقوقنا.. إمضاء شعب بسيط»، وكتب مواطن آخر يدعى أبو بكر عادل «الثورة الجديدة.. لا أعبأ فالكل جبان.. وطن خانه الفرسان.. سأعود أزلزل أفكاري.. وأبدل كل الأوزان.. وسأنزل تحرير مكاني.. وسأشعل نار الميدان».