تعرض الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح للسجن في عهد الرئيس المصري السابق حسني مبارك، لكنه أصبح الآن من المرشحين الأوفر حظا في انتخابات الرئاسة بعد أن تعززت فرصه بتأييد القطاع الوسطي في المشهد السياسي للديمقراطية الناشئة في مصر لبرنامجه الاسلامي المعتدل. كان أبو الفتوح 60 عاما شخصية بارزة في جماعة الإخوان المسلمين حتى فصل من الجماعة العام الماضي، وينتمي الى جيل من النشطاء الاسلاميين في مصر أفرز أيضا أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة، وسجن أبو الفتوح والظواهري في زنزانتين متجاورتين في عام 1981 لكن في الاعم لا يتعدى التشابه بين الرجلين كونهما طبيبين. ويقدم أبو الفتوح نفسه على أنه نموذج للإسلام الوسطي لكنه تمكن من كسب تأييد سلفيين لأسباب من بينها كما يقول كثيرون تمتعه بعقل سياسي يبعده عن نهج الاخوان، بل أن بعض الليبراليين المتأثرين بحماس أبو الفتوح للإصلاح يقولون انهم قد يصوتون له. ويفتح أبو الفتوح بترشحه للرئاسة الطريق أمام روافد جديدة للتيار الإسلامي الرئيسي في مصر تصل الى عشرات الملايين من المصريين، الذين لم يكن لهم دور في السياسة طوال عهد مبارك لكن يتوقع توافدهم على مراكز الاقتراع يومي انتخابات الرئاسة في 23 و24 مايو.. وقال أبو الفتوح في مقابلة تلفزيونية مع تلفزيون الحياة أجريت معه يوم 23 ابريل: أنا بقول المواطن العادي هو الذي يشكل التيار الرئيسي لمصر.. التيار الرئيسي المصري الذي أراهن عليه وبشتغل عليه منذ بدأت حملتي والذي يشكل أكثر من 90 % من المصريين مسلمين أو مسيحيين.. الذين يفهمون الشريعة الإسلامية صح. وأضاف: حينما نبحث عن مصالح الناس ونؤديها.. احنا بنقيم شرع الله. وإذا كانت استطلاعات الرأي المتاحة والتي لا تحتوي على تفاصيل كثيرة، يمكن أن تؤخذ كمؤشر حقيقي يعبر عن ميول الناخبين المصريين فان أبو الفتوح يبلي بلاء حسنا بالفعل. وكان استطلاع للرأي نشر يوم الإثنين وأجراه مركز رسمي لاستطلاعات الرأي أظهر أن أبو الفتوح يحل في المركز الثاني بعد عمرو موسى الامين العام السابق لجامعة الدول العربية، وأفاد الاستطلاع بأن أبو الفتوح يتقدم بفارق كبير على محمد مرسي مرشح الاخوان. وفصل أبو الفتوح من الجماعة العام الماضي بسبب قراره الترشح لرئاسة الجمهورية متحديا قرار الاخوان انذاك، بعدم الدفع بمرشح لخوض الانتخابات الرئاسية. وبدا خروج أبو الفتوح من الجماعة خطوة حتمية لسياسي يؤمن بالاصلاح تعارض رأيه مع محافظين ما زالوا يديرون الامور داخل جماعة الاخوان. وكان أبو الفتوح زعيما طلابيا في السبعينيات ويتذكر كثيرون وقوفه في وجه الرئيس المصري الراحل أنور السادات، خلال مناقشة علنية نقلها التلفزيون قال فيها للسادات انه محاط بمنافقين. وفي عام 1981 اعتقلت حكومة السادات أبو الفتوح في اطار حملة على المعارضة، كما تعرض أبو الفتوح للسجن مرتين في عهد مبارك وقضى في السجن أكثر من ست سنوات في المجمل. وأكد أبو الفتوح الذي ينظم حملته تحت شعار «مصر القوية» على الحاجة لاستكمال ثورة 25 يناير كانون الثاني في مصر بالتخلص من فلول نظام مبارك في أركان الدولة. وتعهد أبو الفتوح بزيادة الانفاق على التعليم والصحة، وجعل جيش مصر هو الأقوى في المنطقة وجعل الاقتصاد المصري واحدا من أقوى 20 اقتصادا في العالم. ويذكر برنامج أبو الفتوح أنه سيلتزم بالشريعة الاسلامية. ويتفق أبو الفتوح مع مرشحين مصريين آخرين للرئاسة في الدعوة لإعادة النظر في معاهدة السلام بين مصر واسرائيل التي وقعت عام 1979 ويرى أبو الفتوح أن المعاهدة فرضت على مصر. وعلى عكس جماعة الاخوان التي واجهت انتقادات واسعة النطاق بإقصاء أطراف أخرى منذ الاطاحة بمبارك العام الماضي، فإن الفضل ينسب لابو الفتوح في التواصل مع مختلف ألوان الطيف السياسي في مصر. ويبدو أن جهود أبو الفتوح تؤتي ثمارها، فعلى الرغم من محاولة جماعة الاخوان دعم مرشحها بالقول انه المرشح الاسلامي الوحيد في السباق الانتخابي فإن أبو الفتوح تمكن من اقناع جماعات سلفية بارزة بتأييده هو وليس مرسي مرشح الاخوان. وأعلن حزب النور السلفي تأييده لأبو الفتوح في الانتخابات، وأعلنت الجماعة الإسلامية التي حملت السلاح ضد الدولة في الماضي لكنها نبذت العنف في عام 1997 دعمها لابو الفتوح. فيما أعلن حزب الوسط الذي يتزعمه أعضاء سابقون في الاخوان تركوا الجماعة في التسعينيات تأييده لأبو الفتوح أيضا. وصرح حبيب بأن جزءا كبيرا من رؤية أبو الفتوح الاسلامية يتماشى مع رؤية الاخوان، لكنه أكثر تحررا من أعضاء الجماعة في بعض القضايا مثل حق الاقباط والنساء في الترشح للرئاسة. ويقول أبو الفتوح في كتاب له نشر حديثا، أنه كان في وقت من الأوقات معاديا للصوفية لكنه خفف من ارائه بعدما التقى مع صوفيين في الجامعة. ويرى بعض منتقدي أبو الفتوح انه يحاول أن يلبي رغبات الجميع، لكنه يقول أن أراءه لم تتغير منذ أن ترك الاخوان. وقال أبو الفتوح في مقابلة الحياة التلفزيونية يوم 23 إبريل: أنا لم أغير لا مبادئي ولا أفكاري ولا مواقفي بغض النظر عن ارتباطي الإداري سواء كنت في إخوان أو الآن وأنا خارج إدارة الاخوان.