انتقد كمال حسن على سفير السودان بالقاهرة ومندوبه الدائم لدى الجامعة العربية مواقف الدول العربية الضعيفة فى إدانة عدوان جنوب السودان على بلادة. وقال فى مؤتمر صحفى عقدة بمقر السفارة بعد ظهر اليوم الثلاثاء أن المواقف القطرية للدول العربية على اعتداء جنوب السودان على منطقة هجليج كانت دون المستوى وأقل من مواقف كثير من دول بعيدة سواء كانت دول أوروبية وأسيوية كالموقف الإيرانى مثلا. وأشار إلى أن أول بيان صدر عن الجامعة العربية كان أيضا دون المستوى وقال أنه تم تداركه فى بيان أخر..أدان بقوة الإعتداء والعدوان على الخرطوم..كما تمت فى اطارة الاستجابة لطلب الخرطوم بعقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب يوم الخميس المقبل حتى يكون هناك رؤية وموقف عربى تجاة المحاولات والجهود المبذولة لخنق السودان اقتصاديا. وأضاف السفير كمال حسن على أن الخرطوم يتوقع دعم من الدول العربية فى مواجهة هذة الجهود بما يساعد خطط التنمية والنهضة الجارية فى السودان. وأوضح أن عدوان الجنوب على هجليج جاء فى اطار المساعى لخلق حالة تذمر بشمال السودان حتى يقوم الشماليين بإسقاط حكومة القاعدة العريضة بالخرطوم..الا أن الذى حدث هو العكس تماما فقد وحد هذا العدوان أبناء الشمال. وأشار إلى أن الدور الاسرائيلى واضح ومعلن فى دعم جوبا ويوجد خبراء وأسلحه ودعم اسرائيلى لوجستى لجوبا متواصل منذ عام 1955 حتى الأن. وكشف أن الجيش السودانى عسر فى اعقاب تحريرة لهجليج على جثث اجنبية..وجارى التحقق من جنسياتها. وذكر أن هناك أيضا دعم من أوغندا لجنوب السودان فى عدوانها على الخرطوم..الى جانب الدعم الأمريكى..منوها بأن أزمة هجليج أوضحت مدى تنسيق الأدوار الخارجية تجاة السودان. وعن الإشارات الايجابية التى صدرت من جوبا مؤخرا قال أنها إشارات المهزوم..وليس لدى الجنوب إرادة أو أى روح تصالحية تجاة الشمال..ولابد من استكمال الخرطوم لأهدافها حتى ولو فرضت الحرب الشاملة عليها فأنها سوف خوضها وسوف تعبأ كل طاقات السودان. وأكد أنه بعد فشل الجنوب فى خنق الخرطوم اقتصاديا لن يتم السماح للجنوب ولا للحركة الشعبية بان تكون لها يد طولى فى السودان..منوها ان الاقتصاد السودانى تم تأسيسه دون الاعتماد على صادرات النفط الذى بدأ تصديره بعد عام 1997. وعن امكانية قيام مصر بمد الخرطوم بالغاز الطبيعى بعد توقيف تصديرها الغاز لإسرائيل قال أن مصرسبق أن اعتذرت عن مد السودان بالغاز لقلة انتاجه ووعدت بأنه فى حالة توافر اكتشافات جديدة فأنها سوف تمد السودان بالغاز مؤكدا أن الخرطوم تحتاج الغاز الطبيعى كوقود لمشروعات الاستثمار المشترك بين الدولتين . وحول المعابر الحدودية البرية بين مصر والسودان قال انه سوف يتم افتتاحها فى شهر سبتمبر القادم خاصة انه تم الانتهاء من رصف الطرق فى الدولتين شرق وغرب النيل وربط الطرق بين الدولتين كما انتهى السودان من انشاء منفذه الحدودى وجارى الانتهاء من انشاء المنفذ المصرى..واضاف انه سيتم افتتاح هذه المنافذ فى احتفال يتناسب مع هذا الحدث التاريخى وبما سيترتب علية من زيادة فى حجم التبادل التجارى ..وعلى ضؤ ان الرئيس عمر البشير افتتح منافذ السودان البرية مع اثيوبيا واريتريا. وبالنسبة للدور المصرى بين شمال وجنوب السودان قال كمال حسن على أنه كان فيه اشفاق من الأخ على شقيقه من منطلق علاقات الإخوة وصلات الرحم ولقد اتصل المشير محمد حسين طنطاوى بالرئيس عمر البشير فى هذا الإطار كما زار وزير الخارجية المصرى جوباوالخرطوم فى هذا الصدد فى محاولة لإحتواء النزاع والإصلاح بين الطرفين حتى يعود الجانبين للتفاوض غير أن الجنوب لم يستجب لهذا الجهد المصرى الذى لم يرتق لمبادرة..مشيرا الى الدور الشعبى الرافض للعدوان على هجليج وقال انه الدور المتوقع من مصر.