تحدثت بالأمس عن تباطؤ أو تواطؤ أو تراخى أو فساد الإعلام الرياضى فى تجاهل بعض الأخبار عن عمد أو عن مصلحة أو حماية لبعض رموز فلول النظام السابق، وقلت إن الثورة لم تصل للإعلام الرياضى، وإن قضية تورط المهندس هانى أبو ريدة مع بن همام فى فساد الاتحاد الدولى لها أبعاد كبيرة ومؤثرة على الكرة المصرية، حيث إن أبو ريدة ورَّط الاتحاد المصرى ورئيسه سمير زاهر (المتواطئ سلفا) فى تأييد ترشح محمد بن همام على رئاسة الاتحاد الدولى ضد جوزيف بلاتر، ورفعوا وقتها شعارا أجوف عن أن العروبة وإيمانهم بالقومية العربية هى التى تدفعهم إلى تأييد محمد بن همام، وهو كلام قد أفهمه، وربما أتحمس له إذا خرج من أشخاص تؤمن بوحدة الوطن، أو لشخص يؤمن بالعروبة. فالطرفان لهما سوابق تاريخية مثبتة ومسجلة فى تغليب المصالح الشخصية على مصلحة الأوطان، وأنا هنا لا أقول كلاما مرسلا، فهانى أبو ريدة الذى دفع اتحاد الكرة إلى تأييد بن همام من منطلق عروبى هو نفسه الذى لم يقف مع مصر فى قضيتها مع الجزائر فى الاتحاد الدولى، حيث أعلن وقتها -والكلام منشور- إن عضويته فى الاتحاد الدولى ليست كممثل عن بلده مصر، بل عن القارة الإفريقية، وإن حياده يمنعه من التدخل بشكل معلن، فكيف أصدق أن الرجل الذى لم يقف مع مصر هو الذى سيقف مع العروبة والعرب؟ أما محمد بن همام، فالسوابق التاريخية المثبتة تقول إن مصالحه الشخصية تتغلب على عروبته، وإنه سبق وأعلن تأييده للمرشح الكورى ضد المرشح الأردنى فى انتخابات الاتحاد الدولى عن قارة آسيا، وقال وقتها تصريحا شهيرا، مفاده إن المصلحة العامة أهم من الانتماءات الضيقة والقطرية، وإن السياسة يجب أن لا تتدخل فى لعبة الكرة. أقصد أن محمد بن همام، المعاقب من الفيفا والموقوف مدى الحياة، وصديقه هانى أبو ريدة ليست العروبة من ضمن أولوياتهما، وإن استخدامها يأتى للمتاجرة بمشاعر الشعوب على حساب مصالحها. ناهيك عن أن القطرى محمد بن همام، الذى صارع الاتحاد المصرى لتأييده، وأقام الحفلات من أجل الدعاية له ضد جوزيف بلاتر، هو نفس الرجل الذى لم يعط مصر صوته فى تنظيم كأس العالم 2010، التى حصلنا فيها على (صفر) كبير، عرف بصفر المونديال، وهى الفضيحة التى تزين جبين الرياضة فى عصر النظام البائد. فكل الظروف والمعطيات كانت تقول إن مصر ليس لها ناقة أو جمل فى معركة الرئاسة بين بن همام وبلاتر، وإن المصلحة الوطنية كانت تقتضى أن يصمت ولا يجاهر بالتأييد، لأن المجاهرة لن تفيد، نظرا لأن مصر وزنها السياسى والرياضى فى المجتمع العربى والدولى والإفريقى فى العهد السابق لم تكن له قيمة، وإن العالم لن ينساق خلفها عندما تعلن رأيها، من هنا كان تأييد الاتحاد المصرى لبن همام وإقامة حفل ضخم له فى أحد الفنادق، نكاية فى بلاتر، لم يكن هدفها سوى إرضاء أبو ريدة لصديقه همام، ومش مهم مصر ولا مصلحتها، المهم أجامل صاحبى وحبيبى. الآن وبعد كشف فضيحة الرشاوى فى هذه الانتخابات وإيقاف بن همام مدى الحياة، خسرت مصر الجلد والسقط، فنحن نواجه شبهة الحصول على رشوة، وينتظر رجلنا أبو ريدة عقوبة لجنة الأخلاق، بينما مصير علاقتنا بالفيفا على كف عفريت، فى ظل شهوة الانتقام التى تتملك الديكتاتور الفاسد جوزيف بلاتر. للأسف.. مصر ستدفع فاتورة باهظة لطلبات أكلها وشربها سمير زاهر وصديقى هانى أبو ريدة، الذى أفسدته بطانة السوء، وغرته المناصب وأعمته الألقاب عن أصله الطيب. أبوريدة عد إلى أهلك وناسك ومن يحبوك قبل أن تضيع إلى الأبد.