حروب فى ليبيا وأفغانستان والعراق، وأزمات نووية مع كوريا الشمالية وإيران، ومحاولات لإزاحة طاغية سوريا، قائمة طويلة من المشكلات تواجه السياسة الخارجية الأمريكية بخلاف الأمور الملحة داخليا كالأزمات الاقتصادية والانتخابات الرئاسية المقبلة والأعاصير والعواصف، ولكن يبدو أن الولاياتالمتحدة وضعت على قمة أولوياتها حاليا مسألة الدولة الفلسطينية المحتملة فى سبتمبر وباتت تحاربها بكل الوسائل الممكنة لتعطى دليلا جديدا، لا لزوم له فى الواقع، لإثبات أن واشنطن تضع اهتمامات تل أبيب ربما فوق ما يؤرق أمنها ومواطنيها. صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» تساءلت عن سر زيارة قرابة خمس أعضاء الكونجرس الأمريكى إلى إسرائيل الشهر الحالى، وأوضحت أن زياراتهم المدعومة من لجنة الشؤون العامة الإسرائيلية-الأمريكية (أيباك)، التى تمثل اللوبى اليهودى النافذ المؤيد لإسرائيل بالولاياتالمتحدة فى ظل التخوف الإسرائيلى من مواجهة مزيد من العزلة الدولية إثر تحرك الأممالمتحدة بشأن احتمال الاعتراف بدولة فلسطينية فى سبتمبر القادم.
81 من أعضاء الكونجرس توافدوا إلى إسرائيل عن طريق ترتيبات قامت بها المؤسسة التعليمية المرتبطة ب(أيباك)، رتبت لهم لقاءات مع نتنياهو وزعيمة المعارضة ليفنى وأعضاء الكنيست «الذين يساندون الاستيطان»، هذه الزيارات أعطت رسالة واضحة للبيت الأبيض بضرورة الوقوف بجانب إسرائيل، وهى الرسالة التى يبدو أنها لاقت استجابة سريعة، خصوصا أن خطاب نتنياهو الأخير فى الكونجرس ما زال ماثلا فى الأذهان بعدما صفق النواب الأمريكيون وقتها ووقفوا لرئيس الوزراء الإسرائيلى 35 مرة بعد أيام قليلة من خلافه مع أوباما. المهم أن استجابة البيت الأبيض ظهرت الجمعة الماضية عندما أعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أن الولاياتالمتحدة هددت بقطع مساعداتها للفلسطينيين (البالغة 470 مليون دولار سنويا) إذا مضوا قدما فى تقديم طلب الاعتراف بدولتهم للأمم المتحدة، وجاء هذا التهديد على لسان القنصل العام الأمريكى فى القدس دانييل روبينشتاين الذى توعد «بإجراءات عقابية أمريكية للفلسطينيين» خلال لقائه عريقات. طرابلس.. بلد الظلام والجوع والقتل