أعلن محمد أبو حامد، عضو مجلس الشعب، عن نيته إنشاء حزب جديد يعمل على بناء كوادره وقواعده الشعبية أولا قبل خوض العمل السياسى، مشيرا أن أغلب الأحزاب التى ظهرت بعد الثورة وقعت فى خطأ عدم إعداد الكوادر وإرساء القواعد الشعبية مثل أحزاب التيار الإسلامى، قائلا «الممارسة السياسية قبل بناء الكوادر خلقت فلسفة الهزيمة لدى الأحزاب الجديدة»، والأحزاب التى ظهرت بعد الثورة، خرجت من أعلى، ثم بدأت تسأل ماذا يوجد بالأسفل». وأضاف خلال اللقاء الذى جمعه مساء أمس الاثنين بأعضاء نادى روتارى بالإسكندرية، أن هدف الحزب الذى يحمل إسم «حياة المصريين» هو تحقيق ما دعا له الإمام محمد عبده، الذى طور الخطاب الدينى المعاصر، من أجل حل معادلة الصدام بين بعض الأفكار الدينية مع العصر الحديث. وأشار أن هناك مؤتمر سيتم عقده خلال الإسبوع الجارى لتدشين الحزب، لافتا أن الحزب لن يحتوى على المشاهير، لأن وجود الأسماء الرنانة كانت تؤدى لعدم الاتفاق فيما بينهم، مثلما حدث ببعض الهيئات العليا لعدد من الأحزاب، مضيفا أن عمله السياسى والاجتماعى ساعده فى بناء قاعدة شعبية تصل لمليون ومائتان ألف مواطن بمختلف أنحاء الجمهورية. وقال أبو حامد أن التعديلات الدستورية كلها تم صياغتها بما يتناسب مع جهتين فقط وهم المجلس العسكرى، والجماعات الدينية وبشكل أساسى جماعة الإخوان المسلمين، لأنها كانت الأكثر تأثيرا بالشارع، وكانت التعديلات الدستورية لتعكس وجهة نظرهم، مضيفا أنه ترتب على ذلك أخطاء كثيرة من بينها «استبعاد فكرة الدستور أولا، و تشكيل أحزاب دينية، واستخدام الشعارات الدينية بالانتخابات، فضلا عن الأخطاء التاريخية للمجلس العسكرى فى أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء وغيرها». وأردف قائلا أن المجلس العسكرى يتفاوض دائما مع من يرى أنهم مسيطرين، وحتى عندما تتأزم العلاقات وتعارض المصالح، تصبح اللهجة متشددة ولكن مع احترام الطرفين لبعضهم مثل الخلافات العائلية ، مضيفا «المجلس العسكرى يعرف قدرات الإخوان ونقاط ضعفهم، والإخوان على دراية بقوة العسكرى والأشياء التى تخيفه، وكل طرف منهم يعرف قيمة الآخر». واعتبر أبو حامد أن اللجنة التأسيسية للدستور تم بنائها على قواعد «طائفية» أعطت السيطرة بنفس النسبة البرلمانية للإخوان والسلفيين بالمجلس، مشيرا أن عملية اختيار أعضاء التأسيسية تباينت بين ترشيح أشخاص منتمين لأحزاب التيار الإسلامى وبين اختيار بعض الأشخاص بمنطق «أهل الثقة وأهل القرابة». وأوضح أن قائمة الأسماء المرشحة للتأسيسية، كانت تحتوى على أكثر من 2000 اسما تم جمعهم من المجتمع وترشيحات الأعضاء، مشيرا أنه تم توزيع ورقة على الملأ بها «الإجابة النموذجية» دون خجل من أعضاء الإخوان أو السلفيين. وتابع قائلا «الأكثر غرابة أن يتم تعيين الدكتور سعد الكتاتنى رئيس لتأسيسية الدستور من أول اجتماع بالرغم أن هناك من هم أكفأ منه لذلك مثل الدكتور إبراهيم درويش الفقيه الدستورى الذى كان يشارك بإجراء تعديلات دستورية بتركيا فى نفس التوقيت، وكيف يكون رئيس مجلس الشعب الذى يستمد صلاحياته من الدستور هو نفس الشخصية التى ترأس التأسيسية، وهو نفسه من طرح اسمه ضمن ثلاثة من أعضاء الجماعة لرئاسة الجمهورية». وأكد أن محاولات الرموز السياسية فى إجراء تغييرات على تأسيسية الدستور لن تفلح دون مساندة الشعب المصرى لأنه هو القادر على تغيير الطائفية الموجودة باللجنة التأسيسية للدستور، بنزولهم الشارع والتعبير عن اعتراضهم، قائلا «ولا أجد غضاضة أن أقول أن أهم مهامى الآن هى تحريض الشعب المصرى ضد اللجنة التأسيسية، وتحريض الشارع المصرى ضد أى رئيس يغير الهوية المصرية أو يتبنى أفكار تمييزية ضد المصريين أو تحويل مصر لباكستان جديدة» . وحول إعلان جماعة الإخوان المسلمين ترشيح خيرت الشاطر القيادى بالجماعة لرئاسة الجمهورية، قال أبو حامد أنه تنبأ بذلك منذ أكثر من شهرين، واصفا الجماعة بأنه لا يوجد لديهم ما يسمى بالإتفاق، وأنهم يخوضون المعارك السياسية من منطلق الأوضاع الراهنة ، «فإذا كانوا مسيطرين .. سيفرضون شروطهم». وأضاف أن خيرت الشاطر مثله مثل باقى المرشحين الإسلاميين للرئاسة على الساحة، والشعب لا يحتاج للتعرف عليهم من جديد بعد الثورة، لافتا أن الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح بالرغم من انسحابه من الجماعة إلا أنه لم ينتقدها فى أى من مؤتمراته. وهاجم أبو حامد حزبي الحرية والعدالة والنور، قائلا «الشعب انتخب الإخوان والسلفيين لأنهم أقنعوهم أنهم ربنا .. وأتحدى أن يكون هناك من أعطاهم صوته أن يكون قرأ برامجهم الانتخابية»، متابعا «قد يكون لجماعة الإخوان تاريخ عريق فى العمل الخيرى ولكنه جاء عن طريق جمع أموال المسلمين بالزكاة والصدقة .. وقد يكون لهم أنشطة اجتماعية ودينية ولكنها ليست البطولات القومية التى تجعلهم يحصدون كل ذلك». وواصل هجومه على جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسى قائلا «المعركة الحالية ليست معركة نخب, والتيار الدينى خدع الشعب المصرى وليس النخب»، «والإخوان كذبوا عندما قالوا أن البرلمان بالتوافق وليس بالغلبة، وكذلك كذبوا بشأن ترشيح رئيس .. فكيف للشعب أن يصدقهم فى حقوق الأقليات والمرأة، والسياحة وعدم تحويل مصر لأفغانستان جديدة». وألمح إلى علاقة الجماعة بقضية تهريب المتهمين بقضية منظمات المجتمع المدنى قائلا «إذا كان لم يكن دخل للإخوان بتهريب الأمريكان، فلماذا اجتمع جون ماكين وغيره بالاخوان المسلمين فى مقرهم»، وأضاف «إذا كان الاخوان يدعون أنهم جمعية من سنة 48، فلماذا لا يقومون بتقديم تقارير لوزارة التضامن الاجتماعى، ويجب أن يُسأل المجلس العسكرى عن وضعهم القانونى».