بعدما جاءت اللجنة التأسيسية للدستور بعيدا عن مبادىء الثورة وتحقيق العدالة الاجتماعية بتمثيل متوازن بين أطياف الشعب داخلها وإعطاء المدنيين حقا أكبر في تشكيل الدستور بعد ثورة 25 يناير، وبعدما احتكر الإسلاميون من داخل البرلمان للجنة، بينما حصلت بعض الشخصيات العامة على الفرصة في وضع التأسيسية، ولكن هنا يمكننا التساؤل هل ستتمكن النسبة الصغرى من الليبراليون من الدفاع عن حقوق الثورة والمواطنون في التأسيسية أمام سيطرة الاسلاميون، وكيف سيتم وضع دستور غير متكافىء بين أطيافه ليعبر عن إرادة شعبية، صاغتها ثورة شعبية. ومن هنا أعلن الدكتور عمرو حمزاوي انسحابه من اللجنة التاسيسية بعدما جاء التمثيل داخلها بعيدا على معايير الكفاءة والتوازن بين كافة الأطياف السياسية والمجتمعية المختلفة –على حد قوله. وأضاف الدكتور عمرو حمزاوي في بيان انسحابه الذى نشره صباح اليوم على صفحته على فيسبوك أن النسبة العددية الكبرى لحزبى الحرية والعدالة والنور داخل مجلسى الشعب والشورى تترجم في صورة مقاعد أكبر من الأحزاب والقوى السياسية الأخري بالجمعية التأسيسية، رافضا تشكيل الجمعية علي نحو يغلب فيه معيار الولاء علي معيار الكفاءة ويبتعد عن تمثيل متوازن يترجم لعمل توافقي من أجل خروج الدستور الجديد بصورة تليق بمصر بعد الثورة . وأعرب حمزاوي عن رفضه تهميش المرأة والشباب والأقباط في الجمعية، واستبعاد الكثير من كفاءات مصر القانونية والاقتصادية وتقديم أهل الثقة عليهم بالمعني السياسي الضيق، فتشكيل الجمعية التأسيسية بهذه الصورة، بما تضمنه من غياب الشفافية عن بعض إجراءاتها على نحو أسس داخل مجلسي الشعب والشورى لثنائية ضارة قائمة على أغلبية تعرف وأقلية لا تعرف وكذلك الضعف الموضوعي حين لم يتح وقت كاف للنقاش وطرح أسماء لشخصيات عامة ومرشحي هيئات ومؤسسات دون سير ذاتية، جاء صادما للرأي العام ولا يرق للتوقعات المشروعة . وكان الدكتور عمرو حمزاوي قد طالب أول من أمس من المؤيدين له مساندته بشأن مشاركته في الجمعية من عدمه في استطلاع للرأى تضمن 3 اختيارات. وجاءت نتيجة الاستطلاع الذي وصل عدد المشاركين به إلي 10 الاف مواطن ومواطنة، وتم جمع النتائج فيه بواسطة فريق عمل ميداني وإلكتروني، إلي تأييد 55 % من المشاركين بالاستمرار في عضوية الجمعية التأسيسية مع حق الانسحاب مقابل 35 % بالانسحاب الفوري لكون تشكيل الجمعية صادم . وقال حمزاوي في بيان انسحابه «وفي هذه اللحظة الفارقة ولأنني لا أملك أن أخالف ضميري وتقديري لمصلحة الوطن وهما يمليان علي وبعد تفكير عميق القول بأنه في ظل التشكيل الحالي لا يمكنني أن أقبل المشاركة في عضوية الجمعية التأسيسية، فإنني أستأذن من انتخبني وأستأذن مواطنات ومواطني هذا البلد العظيم الانسحاب من الجمعية التأسيسية ومخالفة تصويت أغلبية من شارك في استطلاع الرأي. أدرك جيدا خطورة المشهد السياسي في اللحظة الراهنة وأرغب في تجنيب مصر التراجع عن المسار الصحيح لبناء مؤسساتها بشكل ديمقراطي وكتابة دستور يليق بالوطن. كما أنني أرفض وبشدة الاستقواء بالرأس غير المنتخب للسلطة التنفيذية على أحزاب منتخبة مهما اختلفت معها في الرؤية والتقدير، أبدا لن أتورط في استدعاء المجلس العسكري للسياسة وتنازعاتها التي أريد إخراجه منها كي لا تتكرر بالفعل تجارب الماضي». إلا إنني أهدف من انسحابي تقويم اعوجاج خطير في مسار المرحلة الراهنة وإعادة النظر كجماعة وطنية مصرية في تشكيل جمعية تأسيسية بها من الكفاءة والتوزان ما يقارب بيننا وبين دستور نتمناه جميعا ويضمن الدولة المدنية الديمقراطية . مواضيع مرتبطة * حرارة ينسحب من تأسيسية الدستور .. وأنباء عن انسحاب عاشور * حمزاوي يطرح استفتاءا على مؤيديه لاعانته على اتخاذ قرارا بشأن عضويته فى التأسيسية