بمجرد أن أذيع بيان الأنبا بيشوي، سكرتير المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، على قناة نبأ نياحة «وفاة»، البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والبابا رقم 117 من بابوات كرسى القديس مرقس، توافد عشرات الآلاف من الأقباط على المقر البابوى بالكاتدرائية الكبرى بالعباسية وسط حالة من الصراخ والبكاء الهستيري. سادت الكاتدرائية حالة من الارتباك، حيث اجتمع أغلب الأساقفة داخل المقر البابوى منذ أن عرفوا بالخبر، ولم يخرج أحدا منهم ليتحدث إلى جموع الشعب الذي حضر ليعرفهم بما سيتم خلال الساعات القادمة. وعلمت «التحرير»، من أحد الأساقفة بالمقر البابوى، أنه يتم «تحنيط»، جسد البابا من خلال فريق طبى عالي المستوى، ثم يتم وضع جسد البابا منذ صباح غدا -الأحد-، بكامل ملابسه البابوية – التي يصلي بها قداسات الأعياد – على الكرسي البابوي بالكنيسة الكبيرة بالكاتدرائية، ممسكا بعصا «الرعية»، لمدة ثلاثة أيام، حتى يستطيع جموع الشعب إلقاء نظرة الوداع عليه، لتنتهى، ثم يتم الصلاة على جسده فى ثالث يوم داخل «صندوق مفتوح» بحسب طقس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. من المرجح أن يدفن البابا شنودة بجوار «رفات جسد القديس مرقس»، مؤسس كنيسة الإسكندرية بالكاتدرائية بالعباسية، وبحسب مصدر من الكلية الأكلريكية بالأنبا رويس قال ل«التحرير»، أن المكان الذى سيدفن فيه البابا سيتم الإعلان عنه عقب اجتماع المجمع المقدس وفتح الوصية التي تركها البابا، والتي قد يكون حدد فيها أين يريد أن يدفن. ومن المتوقع ان يتم اختيار الأنبا باخوميوس مطران البحيرة، «قائم مقام البطريرك»، وثاني أقدم الأساقفة من حيث الرسامة بعد الأنبا ميخائيل مطران أسيوط وهو أقدم الأساقفة الذي تجاوز سنة التسعون عاما ونظرا لظروفه الصحية، فلن يستطيع تولي المنصب. إلى هذا، ظل توافد عشرات الآلاف من الأقباط، وسط حالة بكاء هستيري وصراخ، وهتاف «يارب» وتلاوة بعد الصلوات الكنسية مثل طلبة «ارحمنا يا الله».