إذا كان رمضان شهر التراويح، فإن مريدى الطرق الصوفية يعيشون عبادتهم فى ذكر الله ومدح رسوله، فضلا عن الصلاة.. هؤلاء لن يرتاحوا إلا بنظر الله إليهم، فحسب مشايخهم «من ينظر إليه الله لا يعذبه أبدا»، كلمة السر هى «الله.. الله» أو «حى.. حى». لا مكان لسهرات رمضانية حول موائد الملذات، ولا فى المقاهى والساحات العامة، ولا للنوم والنهوض المتأخر فى قاموس مريدى الطرق الصوفية، ومع ذلك فالجميع يصفونهم ب«أهل الفتة». فشهر رمضان بالنسبة إلى الصوفيين، صيام وصلاة وذكر لله، بالإضافة إلى إقامة الليالى المحمدية التى يتم فيها ذكر الله، ومديح سيد المرسلين، محمد صلى الله عليه وسلم. «يبدأ يومنا كسائر المسلمين فى العالم بصلاة الفجر، ثم قراءة القرآن، كل حسب مقدرته الصحية، وحسبما يشاء الله له، ثم يخلد المريدون إلى النوم، حتى يحين موعد الذهاب إلى العمل»، يقول مصطفى متولى، المريد بالطريقة الجازولية، ويضيف «بعد العمل تختلف طقوس كل فرد، فهناك من ينام حتى صلاة العصر، ويستيقظ ليكمل يومه مع قراءة القرآن حتى أذان المغرب، ومنهم من لا ينام ويستكمل يومه حتى موعد الإفطار فى العبادة وذكر الله، بالأوراد الخاصة بطريقتنا للإمام الجازولى». لا يختلف صيام باقى أتباع الطرق الصوفية عن مريدى الطريقة الجازولية، فالطريقة العزمية وشيخها علاء الدين أبو العزائم، يقيم كل ليلة طوال شهر رمضان مأدبة طعام، كما يقيمون ما يسمونه بالليلة المحمدية، التى تبدأ بصلاة العشاء والتراويح، ثم حلقات الذكر.. المريد بالطريقة العزمية حامد موسى، يتحدث عن هذه الليالى «إن الليالى المحمدية فى شهر رمضان تبدأ بحفلات الإفطار الجماعى»، يروق لحامد، المريد بالطريقة العزمية، العودة إلى بيته ليقضى ما تبقى من يومه مع أسرته حتى يحين موعد السحور، ليتجدد اليوم بعد ذلك، ويتكرر ما حدث، حتى تأتى أيام «العشر الأواخر» من رمضان، لتبدأ مرحلة الاعتكاف فى ساحة الطريقة العزمية، وهكذا يقضى المريدون 30 يوما من الهيام فى حب الله.