أعلنت وحدة دراسات الرأى العام بمركز الأهرام للدراسات السياسية عن نتائج ما قالت إنه أول استطلاع رأى معلن له إزاء مشاركة المواطنين فى الحياة السياسية تم إجراؤه على مستوى الجمهورية. الاستطلاع أوضح أن 51% من الشعب المصرى يرغب فى تكوين دولة مدنية ديمقراطية فى مقابل 41.5% يرغبون فى قيام دولة إسلامية، بينما 7% يرغبون فى دولة قوية بغض النظر عن أيديولوجيتها. حزب الحرية والعدالة احتل المرتبة الأولى فى نسبة التصويت المنتظرة فى الانتخابات القادمة بنسبة 32% يليه ائتلاف شباب الثورة بنسبة 16.7% ثم الوفد 14.25 ، بينما ذهبت النسبة الأكبر فى المشاعر الإيجابية للمواطنين تجاه الأحزاب إلى ائتلاف شباب الثورة 64.7%، ثم حزب الوفد بنسبة 54%، يليه 48.3% لحزب الحرية والعدالة، فى مقابل 26.6% لحزب النور السلفى. وإلى مرشحى الرئاسة أوضح الاستطلاع أن 63.9% يفضلون عمرو موسى رئيسا للبلاد، و32% يفضلون الفريق «احمد شفيق»، ويأتى فى المركز الثالث اللواء «عمر سليمان» بنسبة 28%، فى مقابل 16.9% للدكتور محمد البرادعى. التعليق: عيسى: نتائج لا تعكس التنافس العملى على مقعد الرئيس.. وتمنح مساحة كبيرة للإخوان د.حسام عيسى، أستاذ القانون بجامعة عين شمس: لا أثق مطلقا فى نتائج وإحصائيات هذا الاستطلاع، خصوصا وأن المواطن المصرى ليس لديه من التراكم التاريخى ما يؤهله لفهم طبيعة مثل هذه الاستطلاعات. من الممكن أن تتم مثل هذه الاستطلاعات حسب الأهواء الشخصية، بعيدا عن واقع الشارع المصرى ولذلك أعتقد أن مشهد المعركة على كرسى الرئاسة يتصدره عمليا الدكتور محمد البرادعى وعمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، مستبعدا أن يحتل الفريق أحمد شفيق المرتبة الثالثة بنسبة 28% مثلما جاء فى الاستطلاع، أما احتلال حزب الحرية والعدالة المرتبة الأولى بنسبة 32% من نسبة التصويت المنتظرة من الشعب تجاه الأحزاب فإنى أستبعد ذلك عن الذراع السياسية لجماعة الإخوان. التحليل: المشكلات الأمنية تدفع بالتصويت ل«مرشح من جهاز الدولة».. وصعود ائتلاف الثورة مفاجأة إلا قليلا الكشف عن حجم العينة والمناطق الجغرافية التى أجرى فيها الاستطلاع، وطريقة اختيار وصياغة الأسئلة التى وجهت للمشاركين فى الاستطلاع، والفترة الزمنية التى أجرى خلالها، خصوصا إذا جرى فى ذروة حدث معين، كل هذا من شأنه أن يساعدنا فى تعرف مدى واقعية النتائج، وهل هى معبرة عن نبض الشارع وتوجهاته أم لا. مجىء رموز النظام السابق الفريق أحمد شفيق واللواء عمر سليمان فى المركزين الثانى والثالث من حيث تفضيل المواطنين للرئيس القادم، بعد احتلال عمرو موسى المركز الأول يزعج قطاعا من النخبة السياسية والمثقفين إلى حد تشككهم فى مصداقية الاستطلاع. ولكن النتائج ليست ببعيدة عن الواقع، خصوصا إذا تبين أن الاستطلاع أجرى مثلا فى ذروة الحديث الإعلامى عن المشكلات الأمنية وما صاحب ذلك من آراء ودعوات عن ضرورة وجود رئيس قوى قادر على استعادة الأمن مرة أخرى. وهو ما جعل توجهات قطاعات من المواطنين العاديين ممن شاركوا فى الاستطلاع تتجه إلى الميل إلى مرشح عسكرى سابق قادم من قلب جهاز الدولة، أما باقى النتائج فيميل إلى المنطقية من حيث تقدم حزب الإخوان على باقى الأحزاب، أما المفاجأة فتمثلت فى ظهور ائتلاف شباب الثورة فى مرتبة متقدمة، وهو ما يعكس فرصا عظيمة لشباب الثورة فى الانتخابات القادمة إذا ما صحت هذه النتائج.