حديث الأمين العام لحزب «الحرية والعدالة»، الدكتور سعد الكتاتنى، حول موقف الحزب التابع لجماعة الإخوان ، من السياحة، أثار جدلا واسعا فى الأوساط السياسية، ومخاوف عميقة بين العاملين فى القطاع السياحى أنفسهم. الكتاتنى حاول توضيح بعض ما نسب إليه من تصريحات، تعلقت بلبس «المايوه البكينى» فى الشواطئ العامة، وقصر مثل هذه الأمور على الشواطئ الخاصة. وقال ل«التحرير» إن ما قصده هو «ضرورة وضع ضوابط لأماكن استقبال السائحين فى مصر، وليس فرض ضوابط على السائحين أنفسهم». سياسيون علقوا على تصريحات الكتاتنى، واعتبروها خوضا فى توافه الأمور. الخبير فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور حسن أبو طالب، قال إنها «ستؤثر سلبا على كل أنواع السياحة فى مصر». ودعا إلى التعامل مع السياحة فى إطارها الصحيح، كمصدر دخل هام. عضو الأمانة لحزب «التجمع» حسين عبد الرازق، قال إن الحديث عن ملابس السياح ومنع تقديم الخمور لهم «نموذج لانشغال الحركة السياسية بتوافه الأمور». رئيس قطاع السياحة الدولية بهيئة تنشيط السياحة سامى محمود وصف تصريحات الكتاتنى بأنها «تهريج»، وقال: لا يوجد أى تعارض بين الإسلام والسياحة وهناك دول إسلامية سياحية ولا تفرض أى قواعد مانعة على السائحين، مثل تركيا التى يزورها نحو 28 مليون سائح سنويا. رئيس ائتلاف دعم السياحة المصرية إيهاب موسى قال «إننا بهذه التصريحات سوف نعرض أدق التفاصيل الخاصة بالسائحين على مجمع البحوث الإسلامية، لنستصدر منه فتوى، مثل السماح للأجانب بالوجود فى غرفة واحدة معا دون وثيقة زواج، علما بأن معظمهم يأتى إلى مصر لقضاء شهر العسل، ثم يكملون إجراءات الزواج فيما بعد، كما أن 99% من الغرف الفندقية فى مصر غرف مزدوجة، وبالتالى فإن منع السياح من الاختلاط سيؤثر بشكل كبير على الإشغالات الفندقية». الغريب، حسب موسى، هو كيف سيعوض الكتاتنى فرق الدخل من السياحة. رئيس غرفة السلع السياحية محمد القطان يقول إن حزب «الحرية والعدالة» لم يقدم رؤية واضحة لمستقبل السياحة، واكتفى بتحريم الخمور والملابس الشاطئية، رغم أن السياحة الشاطئية تمثل نحو 80% من حجم السياحة المصرية. نقيب المرشدين السياحيين محمد غريب قال إن السائحين يلتزمون بعاداتنا وتقاليدنا فى أثناء دخولهم المساجد والكنائس. ولكن مثل هذه الدعاوى للتضييق عليهم على الشواطئ وفى الفنادق ستدمر السياحة.