اختيار يسرا وليلى علوى للجان التحكيم صائب.. فهما وجهان مشرِّفان لمصر مهرجان القاهرة ليس حفل افتتاح فقط.. ومستاءة من الهجوم عليه نادية لطفى: إقامة المهرجان هذا العام إنجاز نادية لطفى التى قدمت للسينما المصرية عديدًا من الأفلام التى لا يمكن نسيانها، تعيش هذه الأيام حالة سعادة غامرة، حيث احتلت عينا النجمة الكبيرة بوستر الدورة ال36 من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، وتم تكريمها تقديرًا لمشوارها الحافل بالتجارب السينمائية المتنوعة والمهمة فى تاريخ الفن العربى. نادية تحدثت ل«التحرير» عن المهرجان وعودته مرة أخرى وعن أهميته، ورجعت بالذاكرة قليلا مع أفلام الزمن الجميل واللحظات التى لا تنساها حتى الآن. ■ فى البداية كيف ترين الدورة الحالية من مهرجان القاهرة السينمائى؟ - سعيدة جدا بإقامة المهرجان فى هذه الظروف بعد إلغائه العام الماضى وأشكر كل القائمين على المهرجان للمجهودات الكبيرة التى بذلوها طوال الفترة الماضية من أجل عودته مرة أخرى، لأن ذلك يمثل عودة للحياة من جديد، خصوصًا أنه لو لم تُقم هذه الدورة لسُحب من المهرجان الصفة الدولية، وإسرائيل كانت ستحصل عليه. ■ وما رأيك فى الانتقادات التى وُجهت إلى المهرجان خصوصًا حفل الافتتاح؟ - مستاءة جدا من هذه الانتقادات، وبخاصة الهجوم الشرس على رئيس المهرجان سمير فريد، وأعترف بأن حفل الافتتاح كان سيئا جدا، وبه عديد من العيوب، وهذا بسبب الشركة التى نظمته، فالمهرجان ليس حفل افتتاح فقط وإنما هو فاعليات وأفلام مشاركة، وأعتقد أن الأفلام المشاركة هذا العام جيدة جدا، وعلى مستوى الحدث. ■ حدِّثينا عن شعورك بعد تكريمك فى المهرجان؟ - بالتأكيد سعادتى لا توصف، حيث يعتبر هذا التكريم هو الثالث فى تاريخى من مهرجان القاهرة السينمائى، وشعورى بالتكريم مختلف عن المرتين السابقتين، وهذا العام أعتبر تكريمى رسالة حب مليئة بمشاعر الشوق والحنين والشجن، وذكرى جميلة وواقع أجمل، فقد شاركت فى الدورة الأولى لهذا المهرجان منذ نحو 38 سنة، وهذا يعنى أننى شاهدة على تاريخه، كما أننى سعيدة لكونى ألتقى جمهورى من خلاله، فهو جزء من ذكرياتى الحلوة، وهو حبى الوحيد إلى الأبد. ■ ما المغزى من وضع عيونك على بوستر المهرجان هذا العام؟ - الصورة تحمل فلسفة معينة، فترمز العينان إلى أن السينما هى عين المجتمع وعين الحقيقة وعين الحياة، والمهرجان يعنى أن الفن عين الحياة، أتمنى أن يحمل شعار كل المهرجانات وليس «القاهرة السينمائى» فقط صورة فنان أو اسمه، وكنت سعيدة جدا بأن الدورة الماضية من مهرجان الإسكندرية حملت اسم نور الشريف، فهو فنان يستحق ذلك. ■ وما رأيك فى اختيار إدارة المهرجان ليسرا رئيسة لجنة تحكيم المسابقة الدولية وليلى علوى لرئاسة لجنة تحكيم «آفاق السينما العربية»؟ - اختيار فى غاية التوفيق من إدارة المهرجان، لأن يسرا وليلى علوى من النجمات المشرفة لمصر دائمًا فى المحافل والمهرجانات الدولية، ودائمتا السفر خارج مصر والوجود فى جميع البلدان، وهما واجهتان مشرفتان لمصر، أما عن إهداء الدورة الحالية لاسم مريم فخر الدين، فيعد لافتة راقية من رئيس المهرجان، لأنها نجمة لها تاريخ طويل فى السينما، وأعمالها دائمًا ما نتذكرها. ■ هل عودة مهرجان القاهرة السينمائى من شأنه إعادة السينما إلى مسارها الطبيعى؟ - أقول الحمد لله على أننا وُفقنا فى اجتياز مرحلة صعبة، فنجاح هذا المهرجان يعد بداية حلوة، لأن المهرجان هو واجهة مصر المضيئة، وقد تجاوزنا عقبات صعبة جدا، والسينما هى خط الدفاع الأول عن مصر، وكل الانتعاش الذى يعود على البلد سينعكس على السينما الفترة القادمة، فالسينما هى انعكاس للواقع الحقيقى، وتعبر عن جميع شرائح المجتمع، فمن خلالها نعرف مدى رقىّ مجتمعاتنا، فإذا كانت تضم مشاهد غير لائقة أو لائقة، فهذا هو الواقع. ■ ألا تفكرين فى العودة إلى السينما مرة أخرى فى الفترة القادمة؟ - لا تراودنى هذه الفكرة مطلقًا منذ أن تركت الفن قبل 15 عامًا، وقررت أن لا أعود إليه مرة أخرى، واعتقدت أننى توقفت عن التمثيل فى الوقت المناسب، بعد أن قدمت كل الألوان فى أفلامى وحققت نجاحات كبيرة، كما أننى متأكدة أننى لو كنت أكملت سنة أخرى لما تقبلنى الجمهور، لأنهم ليسوا أغبياء، وأعتقد أن جمهورى وافقنى على قرارى بالابتعاد عن التمثيل، كما يوافقنى فى كل القرارات التى أتخذها. ■ وما رؤيتك للحال السينمائية حاليا؟ ومن تتابعين من النجوم؟ - فى الحقيقة السينما مرت بمراحل صعبة خلال الفترة الأخيرة، فهى عانت مثلما كانت البلد تعانى، ولكنى متفائلة خلال الفترة القادمة بعودتها إلى حالها من جديد، وحاليا أشاهد بعض الأعمال التليفزيونية، منها أعمال محمود عبد العزيز ويحيى الفخرانى ونور الشريف وخالد الصاوى الذى أراه مجتهدًا ويتألق فى كل عمل يقدمه، وهؤلاء النجوم بعيدون عن السينما إلى حدٍّ ما، ولكنهم سيعودون خلال الأيام القادمة بعد عودة السينما من جديد، كما أحب مشاهدة أعمال الراحل أحمد زكى. ■ نعود إلى ذكرياتك مع السينما فما الأفلام التى قدمتِها وما زالت قريبه من قلبك؟ - قدمت عديدًا من الأفلام ولا يوجد فيلم أفضله على الآخر، وما دمت شاركت فيه فمعناه أننى كنت مقتنعة به، لكن هناك بعض الأفلام تعلق بها الجمهور وحققت إيرادات عالية جدا فتكون هى الأكثر نجاحًا كما أننى لى ذكريات جميلة مع كل أفلامى ولن أنسى ما قدمته مع يوسف شاهين وكمال الشيخ وحسين كمال وفطين عبد الوهاب، وأفلام «قصر الشوق» و«الخطايا» و«أبى فوق الشجرة» و«الإخوة الأعداء» و«النظارة السوداء» و«صلاح الدين» الأقرب إلى قلبى والأهم فى مسيرتى الفنية. ■ وماذا عن ذكرياتك مع عبد الحليم حافظ بعد تقديمك فيلمين معه من أنجح الأفلام؟ - عبد الحليم حافظ فنان عظيم ومطرب رائع، وأداؤه التمثيلى مؤثر جدا، وفى الحقيقة استمتعت بالعمل معه فى فيلمين من أهم الاألام فى السينما المصرية هما «أبى فوق الشجر» الذى استمر فى دور العرض سنة وشهرين وهى أطول مدة يظل فيها فيلم فى دور العرض خلال تاريخ السينما المصرية. أما فى فيلم « الخطايا» فلا أنسى مشهد تصوير أغنية «قولّى حاجة» فى دار الأوبرا المصرية، والذى استمر 12 يومًا كاملًا حتى خرجت الأغنية بشكل طبيعى ومؤثر جدا، وحقيقة أحببت كل الأغنيات التى غناها عبد الحليم فى الفيلم، منها «مغرور» و«الحلوة» و«قولّى حاجة» و«وحياة قلبى وأفراحه»، وطبعًا نقف عند قلم عماد حمدى للعندليب وأداء حسن يوسف ومديحة يسرى التى أقول لها ألف سلامة عليها «ست تاريخ وشغل» وأفلام تكلمت عن المرأة. ■ كيف ترين المرحلة الحالية من عمر البلاد فى ظل ما نمر به من تحديات؟ - بدأت أشعر بالاسقرار والراحة منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى، ورغم أن الفترة الأخيرة شهدت تفجيرات فى عديد من المناطق والتى أؤكد أنها لن تنتهى بسهولة لأننا محاصرون، وهناك قوة جبارة تحاول أن تدمرنا وتزعزع الاستقرار، فإننا سنكون لهم دائمًا بالمرصاد، وأوضح أننا بدأنا التفكير فى المستقبل، كما أن مصر عادت إلينا من جديد، بعد أن كنا نشعر بغربة فى بلدنا التى نعيش فيها خلال فترة حكم الإخوان.