قرية بني مر بمركز الفتح في محافظة أسيوط على بعد 350 كم جنوبالقاهرة، يعيش بها أكثر من 50 ألف نسمة وتبعد عن مدينة أسيوط بحوالي 5 كيلو مترات وتضم 3 قرى توابع و16 عذبة تابعة لها.. على الرغم من أنها مسقط رأس رئيس الجمهورية الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، إلا أنها لم تحظ بأي شىء طوال ال 18 عاما التي تولى فيها عبد الناصر الحكم، وتجاهلها السادات ومبارك.. قال عنها عبد الناصر مقولته الشهيرة «إذا قمت بإنشاء جميع قرى الجمهورية قرى نموذجية، سوف تكون قرية بني مر آخرها لأن مصر كلها بلدي». تشترك مع غيرها من أغلب قرى الصعيد بالبساطة والهدوء، وكأى قرية صعيدية بعيدة عن قلب الدولة واهتمامها ومشروعات التنمية التى يجب أن تحظى بها مثل العاصمة والمحافظات الرئيسية، فهي قرية تعانى من التهميش والفقر ونقص الخدمات وتزيد باستهدافها لأنها مسقط رأس عبد الناصر. يتساءل أهالي القرية: كيف تهمل الدولة قرية تمثل مسقط الزعيم عبد الناصر الذى حقق العدالة الاجتماعية للملايين من المصريين، وخلص مصر من الاستعمار والاستعباد الملكى للمصريين؟ ويقولون إن عبد الناصر الذى اهتم بالفقراء، تعمد الرؤساء من بعده «لحقدهم من»ه ومن نجاحاته إهمال قريته وكأنهم ينتقمون من أهله، على عكس ما فعلوه فى محافظاتهم، «فوجدنا الرئيس السادات يطور قريته ميت أبو الكوم، ومبارك الذى حول المنوفية إلى عروس الوجه البحرى، وزود القرية بالخدمات من مياه شرب صحية وصرف صحى». ابن عم عبد الناصر: الزعيم زار القرية 3 مرت وكان بارًا بأهله المهندس على عطية حسين ابن عم الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، قال إن الزعيم زار القرية 3 مرات بعد وفاة جده، وكان يعلم بالظروف الصعبة التي تمر بها عائلته، ولكن كان دائما يقول لأهله «إنني لا أملك شيئا إلا مرتبي وأقوم بصرفه علي وعلى أولادي ولم يميزنا بأي شيء أو امتيازات». السادات والشافعي زارا القرية بعد وفاة عبد الناصر لتقديم العزاء ويضيف علي «بعد وفاة عبد الناصر حضر إلى منزل العائلة السادات وحسين الشافعي وبعض قيادات الثورة وقاموا بأداء واجب العزاء، وقال السادات في المنزل «هذا منزل عبد الناصر والذي به طوبة حمراء وطوبة خضراء، كان عبد الناصر يملك أن يرفع هذا الطوب ويجعله طوبة من ذهب وطوبة من فضة ولكن كانت مبادئ عبد الناصر أن يبقى كما هو حتى الموت وبكى السادات». عم عبد الناصر اعتصم بمجلس الوزراء لاستعادة حق العائلة في دخول المؤسسة العسكرية وقال جمال عبد الناصر، عم الرئيس الراحل: «إن أسرة الزعيم حرمت من ممارسة العمل السياسى أو الالتحاق بالكليات العسكرية والشرطة فى عهد مبارك، مما دعا طه حسين، الجد الأكبر رحمة الله عليه إلى الاعتصام فى مقر رئاسه الوزراء للمطالبة باستعادة حق أبناء عبد الناصر فى القبول بالكليات العسكرية، مثلهم فى ذلك مثل باقى أبناء الشعب إلا أن الدولة فى ذلك الوقت فتحت باب التقدم لكليات الشرطة فقط». قرية بني مر لها باع طويل فى السياسة ولها ثقلها الانتخابى فى أى انتخابات برلمانية أو رئاسية، حيث تملك عددا من الأصوات يبلغ 15 ألف صوتًا انتخابيا يؤثر على انتخابات دائرة الفتح.. فهي القرية التي قالت «لا» لمرسى فى الانتخابات الرئاسية السابقة، وقالت «لا» للإخوان و«نعم» للاستقرار والديمقراطية في استفتاء دستور 2014، وظهر منها المشير عبد الفتاح السيسي في اأول ظهور جماهيري بالفيديو كونفرانس. ويفخر أهالي بني مر أن قريتهم تعانى من المشكلات مثلها مثل باقى قرى الصعيد، لأن عبد الناصر كان زعيمًا عادلًا، لم يرد تمييزها عن الأخريات، فهو لم يكن من هؤلاء المسئولين، الذين يهتمون بأهلهم وعشيرتهم، بل كان رئيسا يرى المصريين جميعا سواء لهم نفس الحقوق ولا تمييز بينهم، وحتى بعد وفاته وبرغم تعمد المسئولين والحكام الذين جاءوا بعده تحطيم صورته، إلا أنهم وكما يقولون فخورين بالعزة والكرامة التى تركها عبد الناصر لقرية بنى مر. محافظ أسيوط أشرف على تنفيذ أول تمثال لعبد الناصر في مسقط رأسه محافظ أسيوط الحالي اللواء إبراهيم حماد، كانت له اللمسة الأكبر تأثيرا، حيث أشرف بنفسه على تنفيذ أول وأكبر تمثال لجمال عبد الناصر في مسقط رأسه، يبلغ طوله 4.25 متر، وتم نصبه أمام البوابة الشرقية لجامعة أسيوط تخليداً للذكرى ال 96 لمولده بحضور عبد الحكيم جمال عبدالناصر نجل الزعيم الراحل، وحفيده جمال خالد عبد الناصر. كما قام حماد بتوفير سيارة إسعاف للقرية وإنشاء مبنى لإدارة الفتح التعليمية بالقرية وإنشاء مجمع استهلاكى، بالإضافة إلى توجيهات سرعة الانتهاء من مشروع الصرف الصحى بالقرية، وتحمل المحافظة لتكاليف تطهير ورفع المطابق الخاصة بالعمارات السكنية بالقرية وإصلاح سيارة المطافى. ينتظر أهالي بني مر الاهتمام بالقرية وتحويلها إلى مزار سياحى، تقام فيه الاحتفالات الخاصة بثورة يوليو ويؤسس فيها متحف يضم مقتنيات خاصة بالزعيم الراحل، ويتحول إلى صالون ثقافى تعقد فيه الندوات والاجتماعات والمناقشات التاريخية والسياسية، وهو ما يساعد فى رفع الوعى الثقاقى والسياسى والجماهيرى للمواطنين، فضلا عن إنه سيصبح مزارا يدعم السياحة ويجذب الزائرين من رحلات مدرسة وجامعية، لكى يتعرفوا على جزء مهم من تاريخهم ومسقط رأس الزعيم عبد الناصر، وهو ما يعود بالنفع على الدولة وعلى القرية والمحافظة بشكل أساسى.