«القلق ..الخوف.. الترقب.. الاستنفار» مفردات تعبر عن الوضع الذي يشهده محيط منطقة النهضة بحي العامرية وبالتحديد في قرية الشربات، بعد صدور قرار بتهجير 8 أسر مسيحية من القرية على خلفية انتشار فيديو يؤكد ويوضح وجود علاقة غير شرعية بين شاب مسيحي يعمل «ترزي» وسيدة مسلمة سيئة السمعة. وتسبب قرار مجلس الشعب بتحويل القضية إلى لجنة حقوق الإنسان بالمجلس للبت في أمرها بما يتفق مع سيادة القانون، في زيادة حال الترقب، وتقرر تحويلها للجنة حقوق الإنسان للبت فيها بما يعلى من سيادة القانون ويحقق العدالة الاجتماعية ويراعى الأوضاع الأمنية الحالية، حيث تضم لجنة تضم كل من الشيخ شريف الهوارى وعضويته وسوزى عدلى وماريان ملاك وبعض نواب البرلمان بالإسكندرية وبعض الشخصيات العامة لدرس الأزمه. لم تنتظر جريدة «التحرير» كثيرا، قبل اشتعال الموقف من جديد، وأنتقلت في جولة ميدانية إلى القرية التي تبعد نحو أكثر 25 كيلو عن وسط الإسكندرية، حيث توسط قرية «الشربات» احدى قرى النهضة التي تضم نحو 30 قرية صغيرة ويلقبها أهلها بأنها «المنطقة التجارية» رغم تميزها بالطابع الريفي حيث يعمل الكثير من سكانها في الزراعة لانتشار الأراضي الزراعية بها، فضلاً عن وجود مسجد وكنيسة وفروع نقابية لعدد من النقابات المهنية وعيادات طبية وعدد من المحال التجارية وكذا الورش معارض الأثاث والموبيليا، وهي أشياء لا تتوافر في باقي قرى النهضة حيث تُعد قرية الشريات أحد أهم مواقع تقديم الخدمات. وكان قرار تهجير الأسر المسيحية جاء بعد الجلسة العرفية التي عقدت بجوار قسم العامرية وذلك في الأول من فبراير الماضي، بحضور عدد من القيادات الأمنية الحالية، وذلك لمنع الاحتقان بين المسلمين والمسحيين في المنطقة، فوافق نحو 8 أسر على ترك القرية ورحلوا خارجها بعد صدوراأحكام العرفية. إحراق أكثر من ثلاثة منازل وعدد من المحلات بالقرية كان المشهد الأبرز ولا يزال حاضراً أمام الجميع، حيث قال خالد الطوبي ل «التحرير»، أسفل هذه المنازل التي لم يتم إصلاحها حتى الأن منذ احراقها، أن الأزمة لم تخمد حتى الأن ورغم التزام المسحيين بالقرارات التي أقرتها الجلسة العرفية، مشيراً إلى وجود مناوشات على فترات متباعدة. فيما أكدت أم مينا – أحدى السيدات القبطية بالحي – أننا نشعر وكأننا مضطهدين وهنا من يتربص بنا وأصبحنا لا نأمن على أنفسنا ولا على أولادنا رغم علاقتنا الجيدة بكل المسلمين، حتى أننا نرفض ذهابهم للمدرسة أو حضور الدروس الخصوصية خوفاً من المشاكل بعدما أصبحت القرية لا حديث لها سوى ارتكاب الجرم وضرورة تهجير الأقباط في وهو ما نفاه أهله القرية الذين أكدوا على اكتفائهم بطرد 8 لارتباطها بالحدث وخوفاً من الاحتكاك بهم، زحفاظا على سلامة باقى اهالى القرية من الاقباط. وحصلت التحرير على أسماء «المُهجرين»، أو الذين تم طردهم ، وهم مراد سامى جرجس و أسرته صاحب الموقعة التي أشعلت الأزمة ويعمل «ترزي»، وطرد روماني سامي جرجس و أسرته، وطرد المقدس اباسخيرون خليل سليمان أحد أكبار تجر الموبيليا بالقرية، متزوج وله 4 أولاد لديهم متزوجين ولهم 4 أسر، حيث تم طرد سليمان اباسخيرون خليل وأسرته، وميلاد اباسخيرون وأسرته. وكشف أقباط الحي، أن أزمة الحي تدخلت فيها مصالح شخصية وتم طرد ناس لا علاقة لهم بالأزمة، رغم اعترافهم بضرورة معاقبة الواقعة، حيث أكدوا على أن المقدس اباسخيرون خليل سليمان تم طرده لمحاربته في أكل عيشه لاسيما وانه أحد أكثر المواطنين سعادة، وهو كبير الأقباط وسبب طرده لوقف نشاطه، كونه يعمل صاحب معارض اجهزة كهربيه و منزليه بالتقسيط. غياب الأمن كان واضحاً عن الحي، وهو ما أكده أحد المصارد الأمنية رافضة ذكر اسمها أن الأمور عادت لطبيعتها بالحي الجميع يعيش في وئام وأصبح أنه لا ضرورة للأمن وتواجد الجنود والضباط، مشيراً إلى أسرتين خرجا بالتراضي من القرية وفقاً لأحكام العرفية للقرية حتى أنه اختفى عن الأنظار. المفاجأة الأكبر تمثلت في كشف عدد من أهالي الحي على أن الشاب الذي وزع صور وفيديوهات على الموبايل، للفتاة توضح وجود علاقة بينهما توسعت على أن هذا الشخص اعتاد ذلك الأمر وانه لم يقم علاقة مع سيدة واحدة وأن هناك أكثر من سيدة تم ضبط صورها في وأضاع غير جيدة، بعد أن استغل الأخير طبيعة عمله في التعامل مع السيدات. العمدة عطية أبو دومة، قائد اللجان الشعبية في قرية النهضة، أكد ان لامور عادت لنصابها الطبعي ووقف أي أعمال عنف أو مشادات بين المسلمين والأقباط وأن الأسر القبطية راضية عما يحدث. وأضاف، عاد جنود الأمن من الجيش والشرطة إلى مواقعهم إلا أننا نشكل لجان شعبية لمنع حدوث أي اشتباكات قبل وقوعها. الأنبا بقطر راعي كنيسة العامرية قال أن ما حدث سبب رعباً للمواطنين الأقباط، مشيراً إلى أنه مرعوبين، وأن لديه قناعة أن الخطأ لابد وأن يعود بالضرر على أصحابه الذين ارتكبوه، محذراً في الوقت ذاته من وقوع أزمة جديدة، في ظل رغبة “سليمان” للعودة إلى منازله والتصرف في ممتلكاته التي تبلغ ملايين الجنيهات. رضا صلاح – أمين حزب الحرية والعدالة بحي العامرية- قال أن الأمور بعض الشيء منذ الأسبوع الماضي، ورفض اطلاق كلمة تهجير، خاصة وأن ما حدث ليس إلا تصرف فردي مؤكداً على أنه لا توجد مشكلة بعينها في هذا الشأن.