قالت صحيفة تليجراف البريطانية، إن وزير الخارجية المصري سامح شكري، استغل زيارته أمس الإثنين إلى لندن للدفع نحو نهج جديد من قبل بريطانيا والغرب للتصدي إلى العنف الإسلامي في مصر وجيرانها، على غرار الحملة التي تستهدف تنظيم داعش. وفي حديثه مع التليجراف، قال شكري: «تمثل الموارد الطبيعية في ليبيا حوضًا كبيرًا جدًا من الثروة والأموال التي تستخدم في تمويل النشاط الإرهابي، ليس فقط هناك بل وفي أجزاء أخرى من العالم». مضيفا «كما ترون داعش يستفيد من البترول والسوق السوداء في العراق، وفي ليبيا يعتبر شيء كهذا خطرًا لأنه سيكون له تأثير بالغ علينا». وتابع وزير الخارجية المصرية أنه بعد 6 شهور من انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي، عقب الإطاحة بمحمد مرسي والإخوان المسلمين، كانت الجماعة وراء أعمال عنف على طريقة داعش في مصر، وليبيا وأماكن أخرى في شمال إفريقيا. لافتا أن مصر دعمت الحكومة الليبية ضد الميليشيات الإسلامية التي تسيطر الآن على معظم المدن الكبيرة ومساحات شاسعة من الأراضي في ليبيا. وأضاف شكري «نحن في صراع ضد تنظيمات متشابهة هي فروع وتشعبات لأيديولوجيات إرهابية أخرى، مثل الإخوان المسلمين، كل هذه التنظيمات تدعم بعضها بعض. رأينا إرهابيين من داعش انتقلوا من العراق وسوريا إلى سيناء، وحتى نيجيريا. يجب إدراك الطبيعة المتداخلة لكل هذه التنظيمات». ونظرًا للأصول الإيديولوجية المشتركة بين الإخوان المسلمين والحركات الإسلامية العنيفة، قال شكري إنه لا يمكن الانتصار في المعركة في العراق وسوريا فقط. وأوضح شكري: «بينما نحاول جميعا استئصال تنظيم إرهابي في أحد المناطق، سنحتاج إلى تعاون أكبر في أخرى إذا كنا نريد التعامل بشكل شامل مع هذا التهديد». مضيفا «الهدف ذاته في سيناء، سواء كانت مصر أو العراق أنه تدمير الدولة وتأسيس للدولة الإسلامية». وأكد شكري «تعاون أكبر من المجتمع الدولي لنكون قادرين على صد تدفق تمويل التنظيمات المتطرفة أمر ضروري. يجب علينا جميعا مضاعفة جهودنا للتأكد من أننا لا نمنح ميزات غير مستحقة لهؤلاء المتورطون في جميع أشكال الإرهاب». كما لفت إلى أنه ينبغي على بريطانيا استهداف الموارد المالية للإخوان وهياكلهم التنظيمية و«قدرتهم على الاستمرار في الترويج للتطرف والعنف». وأوضح: «من المهم جدًا أن نتعامل مع كافة أشكال الإرهاب وهؤلاء المتورطون في التشجيع على الإرهاب حيثما وجدوا – في المنطقة نفسها أو في بريطانيا أو أي مكان آخر. يجب التعامل مع تلك الهياكل التنظيمية التي دعمت أو روجت لأنشطة إرهابية عنيفة، ويجب تطبيق القوانين المختلفة التي تشمل قضايا الإرهاب». وأخيرًا قال شكري إنه بالرغم من الانتشار السريع والمفاجئ للإرهاب في مصر منذ تشكيل الحكومة الجديدة، إلا أن البلد لن يتردد في مساعدة جيرانه في سحق الإسلاميين. وأوضح «مصر تعتبر الآن معقل الاستقرار والأمن في المنطقة، ومن خلال قدرتنا على التواصل مع جيراننا وباتباع نموذجنا سيتمكن كثير من جيراننا في استعادة استقرارهم. نحن المقاومون الأساسيون للإيديولوجية الإسلامية». ولفتت تليجراف إلى أن مصر رحبت بقرار دواننج ستريت بإعداد تقرير عن نطاق أنشطة الإخوان المسلمين في بريطانيا وحول العالم، حيث تسعى حكومة ما بعد الثورة إلى عزل منافسها الأكثر قوة، على حد قول الصحيفة البريطانية. وأشارت الصحيفة إلى أنه بالرغم من أن الوثيقة لن تنشر قبل نهاية العام الحالي، إلا أن التسريبات توضح أن بريطانيا ستتخذ إجراءا ضد التنظيمات المرتبطة بالإخوان المشتبه في تورطها في أنشطة أو تمويلات مريبة. وقالت تليجراف إن شكري حث وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند على تعزيز التعاون حول «التهديدات الأمنية المشتركة» أثناء مأدبة غذاء في كارلتون هاوس تيراس يوم الاثنين، وإن وزير الخارجية المصري التقى أيضًا جماعات حزبية في مجلس العموم.