«أهل الإسكندرية جدعان ومية ومية.. شكلوا دروع بشرية وحموا المديرية وأسقطوا العشرات من البلطجية» في ليلة أعلنوا فيها رفضهم لكافة أعمال البلطجة والأكتفاء بالتظاهر السلمي وعدم الأنتظار لتدخل من القوات المسلحة واظهار قدرتهم على حماية منشأتهم. شكلت اللجان الشعبية بمعاونة أهالي سموحة دروعاً بشرية أمام مديرية أمن الإسكندرية، لمنع أي أشتباكات مع رجال الأمن فيما أغلق متظاهرون مجهولين شارع فوزي معاذ المؤدي لمديرية أمن الإسكندرية، ب«النعوش السوداء»، لمنع الأشتباكات مما تسبب في إرتباك مروري ضخم، فيما أطلق الشيخ حافظ سلامة وعدد من نواب الاسكندرية مبادرة لفض الإشتباكات. وشهدت الساعات الأولى من مساء أول من أمس السبت حشد كبير للمتظاهرين بالقرب من مقر المديرية وحشدوا للتظاهر ضد حكم العسكر، وطالبوا بإسقاطه ورددوا هتافات تطالب بإسقاط الداخلية لتراخيهم في حادث مباراة بورسعيد بين النادي الأهلي والمصري البورسعيدي، والذي شهد مقتل نحو 77 واصابة المئات. وتصدت اللجان الشعبية بمعاونة أهالي منطقة سموحة لكل المناوشات ومحاولات التعدي على المديرية الذين قاموا باختراق الحواجز وألقوا بالحجارة عليهم، فيما لجأت الداخلية بمعاونة اللجان الشعبية إلى سياسة جديدة تعتمد على تتبع مثيري الشغب ونجحوا في إلقاء القبض على أكثر من 40شخص غالبيتهم لأعمار تتراوح بين 14 إلى 19 سنة، فيما أصيب أحد المتظاهرين بجرح قطعي في الرأس وتم نقله لمستشفى الأميري. وكان الهدوء ساد منطقة فكتور ميدان فكتور عمانويل وتم منع الشباب المتواجد بكثافة أمام المديرية بالقيام بأعمال عنف من جانب العديد من البلطجية الذين ألقوا بالمولوتوف والحجارة على الأمن حتى بدأت الاشتباكات بعد زيادة الهجمات عليهم، بينما تعرض بعض النشطاء من التحالف الاشتراكي للسرقة. من جانبه نجح الشيخ حافظ سلامة – أحد أكبر أئمة محافظة السويس، وعدد من نواب حزب الحرية والعدالة – في فض الأشتباكات التي شهدتها الشوارع المحيطة بمديرية أمن الإسكندرية وذلك بعدما قاموا بإجراء مبادرة تهدئة بين المتظاهرين ورجال الشرطة . وقام وفد من حزب الحرية والعدالة تقدمهم النائبان صابر أبو الفتوح – رئيس لجنة القوى العاملة بمجلس الشعب، وصلاح نعمان عضو مجلس الشعب بدائرة شرق الإسكندرية، بمقابلة الشباب المتظاهرين واستمعوا لمطالبهم التي تتلخص في الإفراج الفوري عن جميع المتظاهرين الذين تم أعتقالهم خلال اشتباكات اليوم، وكشف المتورطين في مجزرة بورسعيد .
وعقد النائبان والشيخ حافظ سلامة والسيد بسيوني ناشط سياسي، اجتماعاً مع اللواء خالد غرابة مساعد وزير الداخلية مدير أمن الإسكندرية، واللواء أحمد حمدي رئيس قطاع الأمن المركزي بالإسكندرية، واللواء فيصل دويدار مدير المباحث الجنائية و العميد خالد شلبي رئيس مباحث إسكندرية وعدد من قيادات المديرية، لمحاولة تهدئة الأجواء . وقال الشيح حافظ سلامة- إننا نحمل مبادرة لمدير أمن الإسكندرية للمصالحة مع المتظاهرين، مشيراً إلي أن المبادرة تستهدف تشكيل لجان شعبية لحماية مديريات الأمن بمختلف المحافظات وكافة المنشآت العامة، وأن الاشتباكات التي تحدث بين المصريين وبعضهم البعض لا تصب إلا في مصلحة مبارك وعصابة طرة . وأضاف للمتظاهرين كامل الحق أن يتظاهروا ضد أي مؤسسة حتى ولو كانت الشرطة ولكن لابد أن يكون التظاهر سلمياً، مستنكراً ما يقوم به بعض المحتجين من إلقاء الحجارة والمولوتوف على مبنى مديرية الأمن . من جانبه أستجاب اللواء خالد غرابة لطلبات النواب والشيخ حافظ، وقامت قيادات المديرية مع نواب الإسكندرية بالدخول إلى الزنازين التي يتم فيها احتجاز المحتجين في الدور الأرضي بمبنى المديرية ، وتحدث نائبا الحرية والعدالة مع المحتجزين ثم أخذوهم وخرجوا بهم من مقر المديرية وسط سعادة وفرح من المتظاهرين . وفور أنتهاء اللقاء أكد اللواء أحمد حمدي رئيس قطاع الأمن المركزي بالإسكندرية، إنه تم وقف الاشتباك مع المتظاهرين بعد أن توقفوا عن رشق قوات الأمن بالحجارة وشرعوا في الهتاف «سلمية سلمية». ونظمت القوى الثورية بالإسكندرية التي تضم حركات «كفاية و 6أبريل» والحملة الشعبية لدعم مطالب التغيير «لازم» وقفة صامتة بالملابس السوداء تحمل صور ولافتات لشهداء الثورة من يناير 2011 حتى فبراير 2012، أمس الأحد بعنوان «صمتكم يقتلنا.. صامدون» وذلك أمام مسجد يحيى بمنطقة زيزينيا، بشارع ابو قير. وتوجهت القوى الثورية عقب أنتهاء الوقفة بمسيرة إلى أعتصام ميدان فكتور عمانويل للتأكيد على غياب دولة العدل والقصاص الحق المفقود والمطالبة بدولة العدل وتنفيذ سيادة القانون بحسب البيان الإعلامي للجنة التنسيقية لحماية الثورة والثوار.