ماس يلمح إلى إلغاء الاستفتاء والبحث عن بدائل أخرى.. وبعدها بيوم: «سنجريه في موعده»! رئيس الوزراء الإسباني يصف التصريحات ب«أخبار ممتازة».. وبدء محادثات حول الأمر بعد نبرة التحدي التي تبانها رئيس حكومة إقليم كاتالونيا الإسباني آرثور ماس بخصوص إجراء استفتاء حول استقلال الإقليم، تشير بعض التصريحات المتضاربة له ب«تردده» حول الخطوة التي ينبغي عليه اتخاذها الفترة المقبلة وسط غضب عارم من المعارضة في العاصمة مدريد. عقد ماس أمس الاثنين اجتماعًا مع الأحزاب المؤيدة للاستقلال، وألمح فيه إلى «إلغاء الاستفتاء والبحث عن بدائل أخرى». ثم عاد وأعلن اليوم الثلاثاء في مؤتمر صحفي أن «الاستقلال سيجرى في موعده المحدد 9 نوفمبر». مستطردًا أن هذا ربما لا يكون «القول الفصل». وتابع أن الاستفتاء غير الملزم ربما يعقد ضمن إطار قانوني مختلف. وربما يرتبط تردد حاكم الإقليم بانحدار عدد المؤيدين لاستقلال كاتالونيا، وفقا لأحدث استطلاعات الرأي التي يؤيد فيها 23% فقط من الكاتالونيين الاستفتاء، في حين يريد 45% الامتثال لقرار المحكمة الدستورية. فضلا عن الضغط الذي يواجهه ماس من الانفصاليين في الشوارع وبين حلفائه السياسيين، وأعضاء من اليسار الجمهوري الكاتالوني لتحدي قرار المحكمة الدستورية الإسبانية التي علقت الاستفتاء الذي كان مقررًا أن يعقد في 9 نوفمبر المقبل. من جانبه أخذ رئيس الوزراء الإسباني مارينو راخوي الجانب «الجيد» فقط من التصريحات، مرحبا بفكرة إلغاء الاستفتاء واصفها تصريحات حاكم كاتالونيا ب«الأخبار الممتازة»، مشيرًا إلى أنه مستعد لبدء محادثات حول الأمر. وقالت رئيسة حزب الشعب الإسباني المعارض للاستقلال: «الانتخابات المبكرة هي الفرصة الأخيرة لدى ماس، لكنه واقع في قبضة بعض الأحزاب المتشددة والمنادية بالاستقلال وهي لا تريد انتخابات مبكرة». وفي بيان بعد انتشار هذه الأخبار، قال اليسار الجمهوري الكاتالوني: «لا يوجد غير طريق واحد: أن يصدر البرلمان إعلانا فوريا بالاستقلال». وتشير استطلاعات الرأي إلى أن اليسار الجمهوري الكاتالوني سيحقق مكاسب هائلة إذا دعا ماس إلى انتخابات مبكرة، ما يجعل مدريد تواجه حكومة كاتالونية أكثر شراسة. كان ماس قد وعد مسبقا بأنه سيحترم القانون في حملته لإجراء تصويت غير ملزم حول انفصال كاتالونيا عن إسبانيا. كما ألمح أنه إذا أعاقت الحكومة المركزية تصويت الاستقلال، سيدعو لإجراء انتخابات إقليمية مبكرة تكون بمثابة استفتاء. باقتصاد يبلغ تقريبا نفس حجم اقتصاد البرتغال، يعتبر إقليم كاتالونيا وسكانه البالغين 7.5 مليون نسمة 16% من الشعب الإسباني محركًا لاقتصاد البلد ككل. لكن عدد كبير من الكاتالونيين مستائون من توزيع ضرائبهم على أجزاء أخرى من إسبانيا، ويعتقدون أن الإقليم سيكون أفضل إذا ما كان مستقلا بذاته. يضاف إلى هذا استفتاء استقلال اسكتلندا عن المملكة المتحدة، الذي شجع الكاتالونيين على القيام بخطوة مماثلة بالرغم من التصويت بلا لاستقلال أسكتلندا.