«كر وفر .. مناوشات واشتباكات» كان العنوان الرئيسي للوضع الذي شهده محيط مديرية أمن الإسكندرية، بمنطقة سموحة ليلة أول من أمس على خلفية محاولات المتظاهرين للاحتكاك بالشرطة واقتحام منبى المديرية أسوة بما شهدته وزارة الداخلية في القاهرة ومديريات الأمن في محافظتي السويس وبورسعيد. المشاهد في محافظة الأإسكندرية كانت أقل حدة من مثيلتها من المحافظات التي شهدت اشتباكات مباشرة، إلا أن محاولات الداخلية لوضع فواصل وعدم الأنسياق وراء أستفزازات المتظاهرين ووعي الثوار وشباب القوى الثورية والحذر من الوقيعة في اشتباكات مع الامن، ينتهي بسقوط قتلى وضحايا جعلهم يبتعدون عن الاحتكاكات المباشرة. تحول ميدان فكتور عمانويل بمنطقة سموحة إلى ساحة أعتراض شعبية ضمت الألاف الرافضين لأستمرار حكم العسكر والمطالبين بسرعة إجراء أنتخابات رئاسية، على خلفية أحداث ستاد بورسعيد الذي شهد مجزرة وإبادة ضد النادي الأهلي ولاعبيه وجماهيره وراح على أثره ضحيتها 77 وأصيب المئات. الحواجز التي وضعتها مديرية الأمن من أسلاك شائكة ومتاريس وموانع وفواصل حديدية واسمنتية، لم تمنع مجموعة من المتظاهرين بلغوا نحو 500 متظاهر من الوصول والأقتراب نحو المديرية والأحتكاك مع الجنود بعد أن نجحوا في أختراقها غير عابثين بعواقبها، حيث قاموا بإلقاء الحجارة على المديرية لأكثر من 3 ساعات على الجنود، فيما شهد الشارع الخلفي مناورات وأشتباكات طفيفة بين الجانبين. المتظاهرين قطعوا الطريق ومنعوا عبور السيارات وافترشوا الطرق مشددين بعد أن نجحوا في الدخول لمسافة تصل إلى 10 أمتار للأقتراب من المبنى، بينما رد عليهم الجنود في المديرية إلى إلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع مع قرب دخول المتظاهرين دخول مقر المديرية، وذلك لتفريق التجمعات ومنع الاشتباكات المباشرة. وشهدت الأشتباكات سقوط العديد من المتظاهرين أثر اختناقات بسبب الغاز بينما أضطر جنود الشرطة لمبادلتهم بإلقاء الحجارة على المتظاهرين وأصابوا نحو 5 أشخاص منهم، وتم نقلهم إلى المستشفى الأميري الجامعي، فضلاً عن وجود حالات اختناق متعددة بين المتظاهرين واصابات بجروح مختلفة، بحسب تصريحات من الدكتور سلامة عبدالمنعم وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية. وأستمرت المناوشات بين حالة من الكر والفر بين المتظاهرين وجنود الشرطة واستخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين وسقوط مصابين وحالات إغماء بين المتظاهرين بينما أصيب أخرون بإصابات في الرأس. اللواء خالد غرابة مدير الأمن نفى إطلاق الغاز المسيل للدموع، مشيراً إلى أنه اكتفى باستخدام المدرعات لتفريق المتظاهرين الذين قاموا باستخدام الحجارة لرشق أفراد من الأمن المركزي. وقال في تصريحات صحفية أنه شدد على جنوده وعساكر الشرطة أقصى درجات ضبط النفس تجاه استفزازات المتظاهرين تجنباً لتكرار الأحداث التي شهدتها محافظتي القاهرةوالسويس، بعد التعليمات التي تلقوها من الذي شدد على عدم استخدام العنف مع المتظاهرين. وقال غرابة: أن الذين أحاطوا بالمديرية شباب ما بين السادسة عشر من عمرهم وحتى منتصف العشرينات، ولا أعرف ما الذي يريدونه خاصة وأن المديرية وضعت الحواجز لمنع أي أحتكاكات أو أزمات بين الجانبين. وأضاف أننا نلتزم بأقصى درجات ضبط النفس، وأنه رغم الأحداث فأن جهاز الشرطة قادر على ضبط النفس في الشارع السكندري ومنع أعمال البلطجة، لافتاً إلى أنه في حال عدم استطاعته القيام بذلك سيتقدم باستقالته. من جانبها استنكرت اللجنة التنسيقية لحماية الثورة والثوار تصريح مدير الأمن وأكدت اللجنة في بيان لها أمس أن التصريحات التي أدلى بها غرابة من شأنها التأثير والتغيير في الحقيقة ووصفوها ب الافتراء على المواطنين وتسعى للوقيعة بين الأطراف المختلفة، معلنين رفضهم لمن أسمو الثوار ب فوضويين وبلطجية. ونفى البيان وجود متظاهرين من أعضاء اللجنة المشكلة من40 كيان سياسي من شباب القوى الوطنية والسياسية، وأنهم التزموا بعد الهدنة التي وقعت بين الشباب وقوات الأمن لوقف العنف فضلا عن اسهام شباب اللجنة في فتح الطريق بعد قيام مجهولين بغلقها. وحملت اللجنة القانونية مدير أمن الإسكندرية مسئولية الأحداث وطالبوا بإقالته، وإقالة جميع القيادات الامنية الفاسدة، بحسب ذكر البيان وتطهير الداخلية منهم، وأوضحوا أن اعتصام ميدان سموحة يعلن تبرأة ذمته من الأحداث الواقعة أمام مديرية الأمن وأنهم مستمرين في الاعتصام لحين تحقيق مطالبهم. وواصل المعتصمين المستقلين بالميدان اعتصامهم بفكتور عمانويل، من شباب القوي الثورية بينما خلت مقرات الاعتصام من الكيانات السياسية واكتفي أعضائها بالتظاهر والمسيرات. وكان الألاف من شباب إئتلاف الثورة والألتراس الأهلاوي و الوايت نايتس الزملكاوي و الألتراس الاتحداوي تظاهروا عقب صلاة الجمعة في مسيرة ضمت الألاف من المتظاهرين هتفوا خلالها ضد الشرطة والجيش، وطالبوا بتسليم السلطة في مسيرتين خرجتا من أمام مسجد القائد إبراهيم والثانية من شارع الجلاء بفكتوريا.