«ذعر وبلطجة.. اشتباكات ورصاص.. فوضى وشائعات» كلها مفردات ليلة طويلة عاشها أهالي الإسكندرية ليلة الخميس استمرارا لمسلسل الفوضى التي تشهدها البلاد في ظل الغياب الأمني الملحوظ الذي منح الفرصة للمناوشات والاشتباكات في بعض المناطق بسبب مجموعات من الخارجين عن القانون، جعل البعض يؤكد على أنها أشياء مقصودة ضد القائمين على زعزعة استقرار أمن المدينة الهادئة. في الوقت الذي خرج الألاف من كل صوب وحدب للتظاهر احتجاجا على أحداث مباراة الأهلي والمصري البورسعيدي بالمدينة الباسلة محافظة بورسعيد، حاملين النعوش وتركوها أمام مقر قيادة المنطقة الشمالية العسكرية وأداء صلاة الغائب عليهم، شهدت الإسكندرية أعمال عنف وبلطجة تبدو مقصودة لمسلسل الفوضى الذي أعلن عنه الرئيس المخلوع بالتزامن مع ذكرى الخطاب العاطفي ليلة موقعة الجمل. ففي منطقة فيكتور عمانويل بالقرب من مديرية أمن الإسكندرية قطع متظاهرون الطريق على المارة وقاموا بعدة مناورات بهدف اثارة الذعر ومحاولة اختراق مقر المديرية، الأمر الذي جعل اللواء خالد غرابة - مدير أمن الإسكندرية يعطى تعليماته بسرعة تشديد الحماية الأمنية لمنع أي احتكاكات مباشرة مع المتظاهرين بوضع واسلاك شائكة وحواجز حديدية حول المبني، مع رفع درجة الاستعداد القصوى وإعلان حالة الطوارئ وضعت مديرية أمن الإسكندرية حواجز حديدية وطرق المجاورة لمنع حدوث أي أعمال شغب عليها. وشهدت العديد من الأقسام وجود إجراءات احترازية من بينها قسم شرطة باب شرق، والعطارين، والإبراهيمية بالقرب من شارع اللاجتيه الذي شهد أعمال بلطجة حيث تم إغلاق الأقسام وإطفاء الأنوار بداخلها خشية حدوث اقتحامات لدى المتربصين بالأمن. في الوقت نفسه، أعلنت حركة 6 أبريل عدم فض اعتصامها المفتوح في ميدان فكتور عمانويل، خشية وقوع أي اشتباكات مع الخارجين عن القانون و تورطها في هذه الاحداث، وهو ما أكده سليم الهواري المتحدث باسم الحركة. وقال الهواري أن جميع القوى السياسية قررت فض الاعتصام بعد الدعوات التي خرجت تدعو الناس للتظاهر أمام المديرية، الأمر الذي يفتح مجالا لوجود اشتباكات ومعارك مع الأمن ويثير الفوضى وتجعل القوى الثورية موضع شك واتهام اذا ما جاءت العواقب وخيمة. وأضاف ل «التحرير» أن الميدان خال تماما من أي تواجد لشباب الثورة وانهم لا علاقة لهم بما يدور هناك وأنه تم رفع المخيمات، حتى يتم الايقاع بالمتربصين. وأصدر مركز الشهاب لحقوق الانسان بيان أدان فيه الأحداث التي شهدتها مباراة الأهلي والمصري ببورسعيد مطالبا بسحب الثقة من الحكومة، وإعادة هيكلة شاملة لوزارة الداخلية، والإنهاء الكامل لحالة الطوارئ، وأن يتحمل مجلس الشعب مسؤولياته في تشكيل حكومة جديدة، وسرعة فتح باب الترشح لانتخابات الرئاسة ومحاسبة المجلس العسكري واستجوابه عما حدث. وأصدر حزب «مصر الثورة» بيان طالب فيه بعودة العسكر لثكناته، وأن العسكري لا يمثل الجيش المصري، داعيا القوى السياسة لتوحد مطالبها، مع المطالبة بتقاعد قيادات الداخلية ومنح الفرصة للرتب الصغيرة لتطهير جهاز الامن، وإصدار قانون فورى يعاقب كل من استغل ضعف الدولة لتحقيق مكاسب وخالف التشريعات. وأضاف البيان، يهيب حزب «مصر الثورة» بقضاء مصر سرعة انجاز المحاكمات، كما يناشد النائب العام بأن يوضع الرئيس المخلوع داخل محبسه الطبيعي في مستشفى سجن طره مساواة بالمواطن المصري، داعيا لوقف ما أسماه ب«المسرحيات الهزلية» التي عاشها الشعب المصري العظيم طوال عام مر على الثورة، وتوزيع مساجين النظام السابق على سجون مصر ومعاملتهم كسجناء عاديين دون ايه امتيازات. وطالب البيان، بإسقاط حكومة الجنزوري ومحاكمته هو ووزير داخليته على ما بدر منهم، وتشكيل لجنه تقصى حقائق وطنية وليست هزلية، وسرعه انتخاب رئيسا للجمهورية. على صعيد آخر، شهدت المحافظة حدوث حالات من البلطجة والفوضى والعنف، بمناطق متفرقة حيث أصيبت ربة منزل بطلق ناري لفظت على أثرها انفاسها الأخيرة، أثناء وقوفها بإحدى شرفات منزلها بشارع خليل حماد متفرع من شارع جمال عبدالناصر وبالقرب من كنيسة القديسين التي شهدت انفجارات ليلة رأس السنة ل2011، بعد أن تلقت رصاصة طائشة سكنت رأسها أثناء مشاهدتها لمشاهدة مشاجرة بين عائلتين، وتم نقلها إلي مستشفى شرق المدنية . وشهد شارع اللاجتيه أحدي الشوارع التجارية الذي يضم أكثر من 300 محال تجاري والعشرات من الباعة الجائلين في منطقة الإبراهيمية مشاجرة بين عدد من أصحاب الفراش التجارية في الشارع وأصحاب المحال بسبب مشاجرة مع أشخاص من منطقة الحضرة حيث نشبت المشاجرة بينهم نتيجة معاتبه اصحاب المحال التجارية لهم لمعاكسة الفتيات بالشارع، مما أدي إلي اغلاق ما يقرب من 200 محل تجاري. واستمرت المشاجرات لأكثر من ساعتين بالشوم والعصي والأسلحة البيضاء، وأصيب أهالي الحي بذعر شديد وتم اغلاق الشوارع المجاورة أثر اطلاق النيران بالمنطقة وتم تحطيم نحو 10 سيارات وأصيب 7 أشخاص بجروح مختلفة بينما تحطمت بعض واجهات المحال والبضائع. وقال عدد من شهود العيان- أنهم فوجئوا بهجوم عدد من الاشخاص المسلحين علي المحال التجارية واطلاق اعيرة نارية علي المارة من المواطنين وعلي المحال التجارية مما أدي إلي اصابة 7 اشخاص بجروح طفيفة، وتحطيم عدد من المحال التجارية.