قلق بالغ وتوتر واضح ظهرت عليه وسائل الإعلام الغربية فى تغطيتها تطور الأحداث فى الأزمة المندلعة بين مصر وإسرائيل إثر استشهاد جنود مصريين جراء قصف جوى إسرائيلى. فصحيفة «نيويورك تايمز» وصفت الأحداث الجارية بأنها أسوأ تطور فى العلاقات بين الجانبين منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد قبل 32 عاما. وأعربت الجريدة عن قلقها من أن المظاهرات الحاشدة أمام السفارة الإسرائيلية بمصر، تؤكد أن الثورة التى أسقطت الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك تتجه لتحويل دفة علاقات وثيقة بين البلدين.. صحيفة «وول ستريت جورنال» تطرقت إلى أن التوتر الحادث فى مثلث غزة وإسرائيل ومصر، يثبت أن المنطقة بأسرها اهتزت منذ سقوط مبارك، ومدى قدرة الجماعات المتطرفة على إثارة الاضطراب. القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية أخذت بيان رئاسة الوزراء الذى تحدثت فيه عن استدعاء السفير المصرى بمحمل الجد، على الرغم من سحب ذلك البيان، ذلك كان تصريحا نقلته الصحيفة على لسان السفير الإسرائيلى السابق إيلى شاكيد، أكد فيه أن الأمور لم تهدأ داخل الحكومة الإسرائيلية إلا بعدما أكد مسؤول كبير بالسفارة المصرية بتل أبيب أنه لم يتم بعد اتخاذ أى قرار بسحب السفير. علق موقع «أوكالا فلوريدا» الإخبارى الإمريكى على الأحداث المتوترة بين مصر وإسرائيل بعد هجوم الخميس الماضى، بأنه بإطاحة الثورة المصرية باستبدادية حكومة مبارك المخلصة لإسرائيل، نزعت «حصن» إسرائيل فى المنطقة، وأطلقت العنان لعامة المصريين ليعبروا عن غضبهم تجاه إسرائيل بسبب وحشيتها ضد الفلسطينيين، فى الوقت الذى تحارب فيه الحكومة الانتقالية للاحتفاظ بشرعيتها فى الشوارع المصرية. شلومو أفنيرى (عالم سياسى فى الجامعة العبرية ومدير عام سابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية) يرى أن بعض الأشخاص فى مصر يرغبون فى الضغط على المجلس العسكرى لقطع العلاقات مع إسرائيل. كما أضاف أنه يجب على الإسرائيليين القيام بأى شىء ممكن لتجنب أى مواجهات أو تدهور فى الأوضاع. ونقل الموقع ما قاله السفير السابق فى إسرائيل محمد بسيونى، الذى يرى أن هذه الأحداث بمثابة «درس» لإسرائيل عن سياسة مصر الديمقراطية الجديدة. وحذر من أن استمرار إسرائيل فى التعامل بهذا الشكل مع الفلسطينيين ومعاهدة السلام، سيؤدى إلى تصاعد الأمور بشكل أكبر مما هى عليه الآن. وإسرائيل الآن فى حالة مشاورات داخلية مستمرة لتحديد خطوتها القادمة، حسب ما ذكره إيجال بالمور المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية.