توافدت قوافل حجاج بيت الله الحرام، مع إشراقة صباح اليوم (الجمعة) التاسع من شهر ذي الحجة، بالتوجه إلى صعيد عرفات الطاهر مفعمين بأجواء إيمانية يغمرها الخشوع، والسكينة تحفهم العناية الإلهية، ملبين متضرعين، داعين الله أن يمن عليهم بالعفو، والمغفرة، والرحمة، والعتق من النار. ويتابع الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وزير الداخلية السعودي، رئيس لجنة الحج العليا، والأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز، أمير منطقة مكةالمكرمة، رئيس لجنة الحج المركزية، عملية تصعيد الحجاج إلى مشعر عرفات، موجهان بتوفير أفضل الخدمات لينعم ضيوف الرحمن بأداء النسك، وهم آمنين مطمئنين. وواكب قوافل ضيوف الرحمن إلى مشعر عرفات الطاهر، متابعة أمنية مباشرة يقوم بها أفراد مختلف القطاعات الأمنية التي أحاطت طرق المركبات، ودروب المشاة لتنظيمهم حسب خطط تصعيد، وتفويج الحجيج إلى جانب إرشادهم، وتأمين السلامة اللازمة لهم. وعلى امتداد الطرقات الموصلة بعرفات، انتشر رجال المرور يساندهم أفراد الأمن، والكشافة باذلين قصاري جهدهم لتأمين المرونة بالحركة. وبجاهزية تامة لمختلف القطاعات الحكومية العاملة في خدمة الحجاج، وفرت في مختلف أنحاء المشعر الخدمات الطبية، والإسعافية والتموينية، وما يحتاج إليه ضيوف الرحمن الذين قطعوا المسافات، وتحملوا المشقة من أنحاء المعمورة ليؤدوا الركن الخامس من أركان الإسلام حامدين العلي القدير على ما هداهم إليه . وعرفة أو عرفات مسمى واحد عند أكثر أهل العلم لمشعر يعد الوحيد من مشاعر الحج الذي يقع خارج الحرم، وهو عبارة عن سهل منبسط به جبل عرفات، المسمى بجبل الرحمة الذي يصل طوله إلى 300 متر، وبوسطه شاخص طوله ( 7 ) أمتار، فيما يحيط بعرفات قوس من الجبال، ووتره وادي عرنة، ويقع على الطريق بين مكة والطائف شرقي مكةالمكرمة بنحو ( 22 ) كيلو مترًا وعلى بعد ( 10 ) كيلومترات من مشعر منى و ( 6 ) كيلو مترات من المزدلفة بمساحة تقدر ب ( 4,10 ) كيلومتر مربعة وليس بعرفة سكان أو عمران إلا أيام الحج غير بعض المنشآت الحكومية . وبعرفة جبلها المشهور وهو أكمة صغيرة يصعد عليها بعض الحجاج يوم الوقوف وليس الوقوف على الجبل خاصة من واجبات الحج لقوله صلى الله عليه وسلم ( وقفت هاهنا بعرفة وعرفة كلها موقف(.