65 شاحنة مصرية بسائقيها احتجزتها الميليشيات الليبية المسلحة فى مدينة «أجدابيا» على الحدود المصرية فى أثناء دخولها الأراضى الليبية، فى مأساة إنسانية يسرد تفاصيلها شيخ سائقى الشاحنات بكفر الزيات جمال عون، موضحا أن السائقين تم احتجازهم على مراحل منذ 5 أيام مع شاحنات أخرى من محافظة البحيرة، واستولت الميليشيات على بضائع بعض الشاحنات مقابل تركهم، وهو ما تم مع 5 شاحنات فقط بعد تدخل بعض الليبيين للإفراج عنهم. الميليشيات استولت على البضائع وبطاقات السائقين وجوازات سفرهم وهواتفهم طعام السائقين قارب على الانتهاء.. ولا يُسمح لهم بالخروج من الشاحنات أبدًا أحد السائقين وفقا لرواية عون، اتصل به من تليفونه سرًّا، وأكد له أنهم على الحدود الليبية، ومحتجزين داخل الشاحنات بعد استيلاء الميليشيات على البضائع وبطاقات وجوازات سفرهم وهواتفهم، وأن طعامهم قارب على الانتهاء، ولا يُسمح لهم بالخروج من الشاحنات التى يتخذونها مبيتا لهم منذ احتجازهم قبل 8 أيام، وأن عددهم نحو 35 سائقا غيره، وتم احتجاز 30 سائقا آخر على مراحل خلال الأيام القليلة الماضية، وأوضح السائق أنهم يتعرضون لإهانات بالغة من المسلحين الذين سرقوا كل ما لديهم من أموال. وعن باقى السائقين من كفر الزيات أكد عون أنه تم الاستيلاء على هواتفهم وبطاقاتهم وجوازات سفرهم وجميع متعلقاتهم الشخصية، ولم يتلقَّ منهم أى اتصال ولم تَرِد له عنهم أى أخبار منذ سفرهم، مشيرا إلى أنها ليست المرة الأولى التى تحتجز فيها الميليشيات الليبية السائقين دون تدخل واضح من الحكومة المصرية. زوجة أحد السائقين: نفسى يحضر العيد مع أولاده زوجة أحد السائقين المختطفين فى ليبيا، وتدعى نادية العزازى، من كفر النحارية، قالت إنها حاولت إثناء زوجها عن السفر إلى ليبيا، وكان رده عليها: «العمر واحد والرب واحد»، مشيرة إلى أن آخر اتصال تم بينهما كان الأسبوع الماضى، وطلب منها أن تشترى ملابس العيد لأبنائه قبل أن يصل، وقالت: «مش عارفة دلوقتى هيرجع ويحضر معانا العيد ولّا هيفضل هناك». زوجة السائق المحتجَز طالبت الرئيس عبد الفتاح السيسى بالتدخل لحماية السائقين من الميليشيات الليبية المسلحة التى تعودت على إهانة المصريين واحتجازهم وسرقتهم منذ عزل محمد مرسى، لكنها قالت فى نفس الوقت للرئيس السيسى: «مصر أهم من أولادنا، ومش عايزينهم يلووا دراع بلدنا أو رئيسنا مهما كان الثمن». لم تكن تلك هى المرة الأولى التى يُحتجز فيها السائق عطية مصطفى محيى الدين على يد الميليشيات الليبية، هذا ما أكده لنا والده والدموع تنهمر من عينيه قائلا: «لم يأتِ لى أى خبر عنه بعد سفره منذ 20 يوما، كنا نتلقى اتصالا منه كل 3 أو 4 أيام، ولكن فجأة انقطعت اتصالاته، وهو على حدود ليبيا من 6 أيام، ولا نعرف عنه شيئا». والد أحد السائقين: ليبيا أصبحت مقبرة لأولادنا والد السائق عطية قال أيضا: «ليبيا أصبحت مقبرة لأبنائنا الذين يتعرضون للمخاطر والمطاردات والسرقة وأحيانا للقتل دون وجود رد واضح من السلطات المصرية على تلك الإهانات». من بين السائقين الذين تم احتجازهم فى ليبيا سابقا وتم الإفراج عنه السائق منير عبد العاطى حسن، من كفر الزيات، يروى تجربته ل«التحرير» قائلا: «السائقون المصريون يتعرضون لانتهاكات عديدة على الحدود الليبية، حتى أصبحت ليبيا بالنسبة إلينا مقبرة، فنحن نرى الموت بأعيننا أمام كل بوابة تفتيش وعلى مداخل المدن، حيث نمرّ على قرابة 25 بوابة خلال رحلتى الذهاب والعودة، وكل بوابة تدار بطريقة خاصة تبعا للمسيطرين عليها، وكل بوابة لها قوانين خاصة، ونتعرض فى الكثير منها للتفتيش بشكل مسىء، ويتم فرض الإتاوات علينا، وفى حالة عدم الدفع يتم قتل السائق والاستيلاء على الشاحنة بالكامل». منير أضاف قائلا: «نحن نتمنى عدم الذهاب إلى ليبيا مرة ثانية، فنحن نشاهد الموت فى كل نقلة أو سفرية، ولكن ما باليد حيلة فنحن ندفع أقساطا والسوق المحلية والنقل الداخلى لا يغطى حاليا قيمة تلك الأقساط ومصاريف السيارات ومصاريف السائقين»، وناشد السائق الرئيس السيسى التدخل للإفراج عن زملائه المحتجزين فى ليبيا.