كتب عمرو النقيب منذ أن ظهر تنظيم "داعش" وأحداثه الدامية علي الساحة الدولية، ولفت الأنظار إليه باعتباره البديل الأساسي لتنظيم القاعدة وجرائمه في المنطقة. الواقع يكشف عن كيان جديد ربما أكثر خطورة وتهديدًا بالنسبة للمصالح الأمريكية والأوربية، وهو «تنظيم خراسان» الذي يضع علي أجندته استهداف المؤسسات الأمنيّة الغربيّة، ويقوده محسن الفضلي السُّني الذي ينتمي لعائلة شيعية، ووفقًا للمعلومات، التي كشفت عنها «CIA»، فإن تنظيم خراسان تجمع لبعض الجهاديين التابعين لتنظيم القاعدة ومن جنسيات أجنبية مختلفة اتخذوا من سوريا مكانا للتدريب علي فنون القتال والتجهيز لعمليات خارج حدود سوريا تجاه المصالح الأمريكية. قنابل معجون الأسنان "!" ويضم في صفوفه بعض الدوائر الجهادية المتخصصة في العمل العسكري المسلح أمثال إبراهيم العسيري، الخبير الجهادي في المفرقعات، وهو التنظيم الذي يقلك أوباما ما دفعه إلى ذكر اسم محسن الفضلي، أثناء خطابه للشعب الأمريكي وشرحه لمبررات الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروف إعلاميًا باسم "داعش". وأوردت صحيفة «إندبندنت» البريطانية، تصريحات لمسؤولين في المخابرات الأمريكية أن التنظيم يعمل مع صانعي القنابل من اليمن التابعين لتنظيم القاعدة لإتقان المتفجرات التي يمكن أن تخدع تدابير أمن المطارات الغربية بما في ذلك انفجار قنبلة في أنبوب معجون الأسنان، وأفادت وزارة الدفاع الأمريكية، «البنتاجون»، بأن تنظيم «خراسان» كان يخطط لشن هجوم وشيك ضد الولاياتالمتحدة والمصالح الغربية بعد الهجوم على معسكرات التدريب ومصانع المتفجرات والذخائر ومبنى للاتصالات ومنشآت القيادة والتحكم المرتبطة بالتنظيم خلال ثماني ضربات في غرب "حلب". "خراسان".. واستنفار المطارات الأمريكية رأس رئيس التنظيم ب 7 ملايين دولار
ونوّهت الصحيفة بأن وزارة الخارجية الأمريكية وضعت مكافأة قدرها 7 ملايين دولار لمن يدلي عن معلومات حول مكان محسن الفضلي، قائد التنظيم، والذي صعدت أسهمه في صفوف تنظيم «القاعدة»، منذ 2012. ونقلت الصحيفة عن مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية، جيمس كلابر، قوله إنه «فيما يخص التهديد لوطننا، فإن خراسان يمكن أن تشكل خطرًا يماثل خطر تنظيم « داعش». وذكرت شبكة «سي بي اس CBS» التليفزيونية الأمريكية الأسبوع الماضي، أن المطارات الأمريكية تعرّضت لتعزيز الفحص الأمني بسبب مخاوف من أن «خراسان» كانت تستهدف صناعة الطيران من خلال تجنيد مقاتلين غربيين لحمل القنابل والعودة بها إلى البلاد.
ووفقًا لتقرير الشبكة، فإن القنابل تم صناعتها من قبل خبراء تدربوا على يد صانع القنابل بتنظيم القاعدة إبراهيم العسيرى الذى وصفه جون بيرنارد نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي لشؤون الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب، بأنه «شخص خطير جدًا». وعقب الغارات التي شنتها الإدارة الأمريكية علي سوريا انتشر خبر مقتل الكويتي محسن الفضلي زعيم«تنظيم خراسان»، إلاّ أن جون كيربى، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية أعلن في مؤتمر صحفي حول تفاصيل العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة الاسلامية أنه لا توجد تأكيدات لدى بلاده بشأن مقتل قيادات تنظيم «خراسان» . يشار إلى أن محسن الفضلي كان يحظى بثقة كبيرة لدى قادة تنظيم «القاعدة» وتم اختياره ليكون ممثلا لأيمن الظواهري بدلاً من أبوخالد السوري الذي اغتاله تنظيم «داعش» بسبب انحيازه إلى أبومحمد الجولاني زعيم «جبهة النصرة »، وكان اسم الفضلي، الذي أدرج على قائمة المطلوبين ال36 من قبل وزارة الداخلية السعودية في 2005، قد برز للمرة الأولى كأحد المطلوبين عام 2000 وقت إلقاء السلطات الأمنية الكويتية القبض عليه بتهمة محاولة تفجير مؤتمر التجارة العالمي الذي عقد في العاصمة القطرية الدوحة بمشاركة إسرائيلية، حيث بُرّئ من هذه التهمة، فيما أدين زميلاه الآخران في القضية. أبو طلحة.. وتفجيرات "كول" محمد الدوسري، المعروف بأبو طلحة الذي سجن 7 سنوات، وبادي العجمي الذي سجن لمدة عامين. وخلال الفترة التي سبقت انطلاق الحرب الأمريكية الأخيرة على العراق ألقت قوات الأمن الكويتية القبض عليه مجددًا مع آخرين بتهمة التورط في تفجير الناقلة الأميركية «كول» قُبالة السواحل اليمنية من خلال دعم الشبكة التي نفذت العملية بالتمويل المالي، وحكمت محكمة الجنايات الكويتية بسجنه 5 سنوات، وأيّدتها محكمة الاستئناف، لكن محكمة التمييز برأته من التهمة الموجهة إليه لعدم اختصاص القضاء الكويتي بالنظر في أحداث وقعت خارج أرض كويتية، ليتم إطلاق سراحه بعدها. وكانت الخارجية الأمريكية، قالت إن الفضلي «يستخدم شبكته الواسعة من المتبرعين الكويتيين للجهاديين من أجل إرسال الأموال إلى سوريا عبر تركيا». والفضلي 33 عامًا، يعد أحد قادة «القاعدة» القلائل الذي تم اطلاعهم مسبقا على مخطط اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) 2011، ولا يقتصر البحث عن الفضلي على السلطات الأميركية فحسب، بل يندرج اسمه في قائمة أهم المطلوبين في السعودية التي تتهمه بالوقوف خلف العديد من الاعتداءات على أراضيها. وتقول مصادر استخباراتية إن «الفضلي»، وكان زعيم «القاعدة» في إيران، حيث ظل بها لسنوات وشارك في القتال في الشيشان وأفغانستان واتُهم بتوفير التمويل اللازم لعمليات التنظيم في العراق. كان محسن الفضلي في مقدمة المطلوبين في القائمة التي قدمتها كريستين تاوسند، مساعدة كوندوليزا رايس، مستشارة الأمن القومي للمسؤولين الكويتيين في 2004، أثناء زيارتها للكويت، وأشارت إلى أنه «ضمن الأشخاص الذين يمثّلون خطورة على أمريكا». 5 ملايين دولار لاصطياد ال «صقر»
بينما يتولي السعودي عادل راضي صقر الحربي، نائب تنظيم خراسان وقد رصدت الولاياتالمتحدة 5 ملايين دولار لمن يقودها إليه، فقد أدرج اسمه أيضا على لائحة المطلوبين بالسعودية في 2011 لذهابه إلى أفغانستان للالتحاق ب«القاعدة» ودعمه عن طريق الإنترنت للتنظيم. ويندرج اسم الحربي، البالغ من العمر 25 عامًا، في قائمة المطلوبين لدى وزارة الداخلية السعودية في 2011 ضمن قائمة 47 مطلوبا لعناصر تنظيم القاعدة، وتم وصفهم حينها ب«الخطرين جدا»، وقتما أعلنت السلطات السعودية إصدار شرطة الإنتربول الدولية بحقهم «نشرات حمراء»، مزودة الدول بالمستندات القانونية التي تجيز القبض عليهم. كما أكدت تقارير المخابرات الأمريكية ارتباط التنظيم بالسعودي إبراهيم العسيري (32 عاماً)، كبير صانعي المتفجرات في تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب»، والذي يسعى إلى تطوير قنبلة يصعب على أجهزة أمن المطارات كشفها، من خلال زرع متفجرات داخل الجسد البشري. ولد إبراهيم حسن العسيري، الملقب ب «أبو صالح»، في أبريل 1982، في الرياض، انضم وشقيقه الأصغر عبدالله، إلى تنظيم "القاعدة" في اليمن في 2007، وبرز كخبير في صناعة المتفجرات، بعد اندماج جناحي القاعدة اليمني والسعودي، ليشكّلا "تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية".