ما زالت سياسة الألاعيب الإسرائيلية هى المتبعة تجاه المفاوضات مع الفلسطينيين، وذلك لرغبة تل أبيب فى كسب المزيد من الوقت لاستمرار استيطانها وعدم اتخاذ الجانب الآخر، حكومة رام الله، خطوة تراها إسرائيل خطرا عليها، كإغلاق باب المفاوضات للأبد، والسعى لإقامة الدولة الفلسطينية سواء باللجوء إلى المنظمات الدولية والأممية أو باختيار طريق الانتفاضة الشعبية. فى ضوء هذا، أشارت صحيفة «معاريف» العبرية، أمس، إلى قيام يتسحاق مولخو سكرتير بنيامين نتنياهو رئيس حكومة تل أبيب، بالتأكيد للجانب الفلسطينى أن الأخير مستعد لتخلى إسرائيل عن منطقة غور الأردن للفلسطينيين، بشرط وضع ترتيبات أمنية مشددة على نهر الأردن ل«حماية إسرائيل». وتعد غور الأردن أكبر منطقة تضم أراضى بالضفة الغربية «120 كم»، وتسعى تل أبيب منذ إعلان قيامها عام 48 إلى ضمها واحتلالها بالكامل، ومن أجل ذلك قامت ببناء عديد من المستوطنات هناك، ولم تتوقف عن هدم منازل الفلسطينيين هناك، بل وتمنع الماء المخصص للزراعة عن أهلها الذين يبلغ عددهم نحو 48000 فلسطينى. ولأن الحدأة لا تلقى بالكتاكيت، فقد نفى مكتب نتنياهو فور صدور تقرير «معاريف» الأمر، واصفا إياه بأنه يهدف إلى تشويه مضمون المفاوضات، مؤكدا أن «نجاح هذه المفاوضات يتوقف على بقائها سرية وبعيدة عن الإعلام وفقا لما تعهد به الطرفان». ألاعيب تل أبيب المستمرة دفعت حركة فتح إلى شن هجوم على إسرائيل، حيث انتقدت اللجنة المركزية لفتح فى بيان لها، أمس، استمرار البناء الاستيطانى بالضفة، مطالبة بوقفه واعتماد حدود 67 كشرط أساسى لاستئناف المفاوضات، وكان نبيل أبو ردينة الناطق باسم الحركة، قد أعلن مؤخرا أن فتح ستقوم بتقييم اللقاءات التى أجرتها بعمان مع الجانب الإسرائيلى، لاتخاذ التوصيات والقرارات اللازمة، مضيفا فى الوقت نفسه أن تل أبيب قدمت تصورا لحدود دولة فلسطينية «من المستحيل» قبوله.