أجواء ال18 يوما التى سبقت تنحية مبارك عن السلطة فى 11 فبراير من العام الماضى، تجددت لتثبت أن الثورة مستمرة، لكن أُريدَ لها هذه المرة أن تكون ضد حِلف الإخوان والعسكر. «اتنين مالهمش أمان.. المجلس والإخوان»، و«بيع، بيع، بيع، الثورة يا بديع»، تصدر الهتافان ظهر أمس، المشهد المهيب لآلاف المتظاهرين، الذين أدوا صلاة العصر وصلاة الغائب فوق كوبرى قصر النيل على أرواح الشهداء، الذين سقطوا فى نفس اليوم، فى 28 يناير 2011 على يد رجال شرطة حبيب العادلى، وزير الداخلية الأسبق، السجين. بعد الانتهاء من الصلاة رفع المصلون أكفّهم إلى السماء، داعين الله أن يتقبل الشهداء فى جنته ويتغمدهم برحمته، وأن ينتقم من كل ظالم قتل هؤلاء الشباب، ثم رددوا عددا من الهتافات منها «يسقط يسقط حكم العسكر»، و«اتنين مالهمش أمان، العسكر والإخوان» قبل أن يتحركوا فى مسيرة كبيرة من كوبرى قصر النيل إلى ماسبيرو انضم إليها عديد من المسيرات الأخرى وأغلق المتظاهرون شارع الكورنيش أمام مبنى ماسبيرو ورددوا هتافات «الشعب يريد تطهير الإعلام»، و«أهم أهم أهم الكدّابين أهم» و«يا إعلام الكاس والبيرة روح اتفرج على الجزيرة»، كما رددوا هتافات تطالب برحيل المشير، قائلين «الشعب يريد إسقاط النظام»، و«ارحل ارحل يا مشير»، و«المرة دى بجد.. مش هنسيبها لحد»، ورفع المتظاهرون صور الشهداء. هشام عطية الخطيب بوزارة الأوقاف، أمّ المصلين، وقال خلال خطبة قصيرة قبل الصلاة «جئنا اليوم لإحياء الذكرى الأولى لشهداء ثورة يناير الذين سالت دماؤهم على هذا الكوبرى خلال أداء صلاة العصر من نفس اليوم من العام الماضى بعد اعتداء قوات الأمن المركزى عليهم بخراطيم المياه ودهسهم بالمدرعات خلال الصلاة». وتابع «جئنا لنبعث برسالة إلى الجميع بأن الثورة مستمرة من نفس المكان، وإننا لم ننس أبدا حقوق الشهداء»، منتقدا موقف الإخوان المسلمين الذين حضروا إلى الميدان منذ 25 يناير وحتى 27 للاحتفال بالثورة، مؤكدا أنهم «جاؤوا لإجهاض الثورة، لأنهم حققوا هدفهم ومرادهم بكراسىّ البرلمان، ولكن الشباب مستمرون فى استكمال ثورتهم التى خرج من أجلها الملايين، وضحى من أجلها خيرة شباب مصر، المتظاهرين للاستمرار فى اعتصامهم». من جانب آخر، وجه اتحاد شباب الثورة، إحدى القوى الثورية المعتصمة فى ميدان التحرير، أمس الدعوة إلى كل المحافظات للخروج فى ميادين المحافظات تنديدا باستمرار النظام السابق، ممثلا فى المجلس العسكرى الذى لا يريد ترك السلطة أو تحقيق أهداف الثورة. الاتحاد أشار إلى أن المجلس العسكرى وقف ضد تنفيذ مطالب الثورة، وساعد على صنع الأزمات وتخلى عن تنفيذ المطلب الرئيسى «الخبز، والحرية، والعدالة الاجتماعية»، موضحا أن «المجلس العسكرى واجه مطالب الثوار، بالعنف والقتل وسحل الثوار فى مواقع عدة، وانتهج نفس أسلوب النظام السابق فى إدارة البلاد، مما أدى إلى تدنى الأوضاع الاقتصادية وتفاقم الأزمات». ولأن شباب الثورة لا يكلّ عن الدفاع عن شرف ضربة البداية، وعن ثورته التى تتألم من استمرار حكم العسكر، فقد وقع ظهر أمس، فى مؤتمر صحفى بمقر جريدة الشروق، 36 حركة وحزبا وتحالفا ثوريا على بيان المبادرة، الذى طرحه عدد من شباب القوى الثورية تحت مسمى «مبادرة المطلب الواحد: إنهاء حكم العسكر.. الآن وفورا»، وقد ارتكزت على ثلاثة محاور رئيسية متمثلة فى عودة الجيش إلى ثكناته، ورفض الخروج الآمن للعسكر، أو إجراء الانتخابات الرئاسية أو صياغة الدستور فى ظل حكم العسكر. القوى الثورية اتفقت، طبقا للبيان على أن «المجلس العسكرى هو العدو الحقيقى للثورة ورئيس مجلس إدارة الثورة المضادة»، رافضة الخروج الآمن لأعضائه.