طريق بلا عودة، يوغِل فيه نظام الرئيس السورى بشار الأسد يوما بعد يوم، وما زال تماسك جسم النظام بشكل كبير، رغم الانشقاقات العسكرية، والغطاء الروسى-الصينى، يمنحانه الثقة لمواصلة ما بدأه قبل نحو 10 أشهر، عندما اعتمد الحل الأمنى سبيلا وحيدا للقضاء على أكبر حركة احتجاج ضد نظامه المستمر منذ 11 عاما. فى بداية «جمعة حق الدفاع عن النفس.. سوريا دولة مدنية لكل مواطنيها» قتل نحو 30 شخصا، بينهم 14 عثر على جثثهم فى حماة، وتركز العدد الأكبر من بقية القتلى اليوم فى حمص وإدلب، حسب الهيئة العامة للثورة السورية، ليضافوا إلى 62 قتيلا سقطوا أول من أمس فى أنحاء متفرقة من سوريا. على الأرض، حول النظام كل المدن السورية تقريبا إلى ساحات قتال، ففى حمص، سُمع دوى انفجارات متعددة بشكل متواصل، وقال ناشطون إن جيش الأسد ارتكب مجازر جديدة عندما قصف بالمدفعية عددا من المنازل فانهارت على ساكنيها. ودارت اشتباكات بين الجيش النظامى وعناصر من الجيش الحر المنشق فى عدد من مناطق ريف دمشق، خصوصا حرستا وعربين، فى حين اقتحمت الفرقة الرابعة من الحرس الجمهورى، مدينة الحميدية فى حماة وسط قصف عشوائى للمنازل. يأتى هذا بعد واحدة من أبشع الهجمات الطائفية حيث قتل الشبيحة الموالون للنظام 14 من أفراد أسرة سنية بمدينة حمص يوم الخميس، بينهم 8 أطفال تتراوح أعمارهم بين 8 أشهر و9 سنوات أطلق عليهم الرصاص أو قطعت أشلاؤهم حتى الموت فى مبنى بحى كرم الزيتون المختلط فى المدينة. وقال السكان والنشطاء فى المدينة ل«رويترز» عبر الهاتف إن الشبيحة دخلوا الحى بعد أن أطلقت قوات الاسد قذائف مورتر ثقيلة على المنطقة فقتلوا 16 شخصا آخرين، ولم يرد تعقيب من السلطات السورية، بينما قالت وكالة «سانا» إن مجموعات إرهابية مسلحة هاجمت أحياء بحمص بقذائف «آر بى جى» مما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى من المواطنين، أدى إلى استشهاد 4 بينهم امرأتان وبلغ عدد الإصابات نحو 20 بينهم أطفال. وسياسيا، استبقت روسيا اجتماعا لمجلس الأمن كان مقررا له أمس لمناقشة الوضع فى سوريا، وقالت على لسان نائب وزير خارجيتها جينادى جاتيلوف إن مسودة القرار الغربى العربى بشأن سوريا فى الأممالمتحدة غير مقبولة، لأنها لا تضع موقف موسكو فى الاعتبار. وتصريحات المسؤول الروسى تعد أحدث مؤشر على أن روسيا ستضغط بقوة من أجل تغيير مسودة القرار الذى يدعم دعوة الجامعة العربية الأسد لتسليم السلطة إلى نائبه.