لم يعبأ شباب الثورة فى مدن الصعيد بموجات التهديد الأجوف والأخرق الذى أطلقته الأبواق المنبطحة فى ائتلاف «أرامل مبارك ويتامى المجلس العسكرى» الذين يسبّحون ليلَ نهار بحمد ذوى الأحذية الثقيلة وخرجوا فى شوارع مدنهم للإعلان بوضوح لا يحتمل المواربة أن الثورة مستمرة وأن المطالب لا تزال قائمة «عيش، حرية، عدالة اجتماعية». فمن ميدان الزراعيين فى بنى سويف إلى ميدان الدهار بالغردقة مرورا بميدان الثقافة فى سوهاج كانت الحناجر تطالب بتسليم السلطة للمدنيين، ومحاكمة حقيقية وناجزة لقتلة شهداء مصر، بينما عززت قوات الأمن من وجودها أمام المنشآت الحيوية لتأمينها، وذهاب القرار الرسمى والإسلامى فى اتجاه الاحتفال بثورة لم تكتمل-وآن لها أن تكتمل- عبر تنسم هذا الوطن عبير الحرية والكرامة بعد عقود طويلة من الاستبداد والظلم والفساد بسواعد شباب رفعوا شعارا متجددا «ماتعبناش ماتعبناش.. ثورة كاملة يا إما بلاش». وفى بنى سويف، نظم نحو 200 من شباب ائتلافات وحركات شباب بنى سويف الحر وحركة «شباب 6 أبريل» وحركة «مستقلون» وحزب العدل، ثلاث مظاهرات خرجت من ميدان الزراعيين وجامعة بنى سويف إلى ميدان المديرية مطالبين بتسليم المجلس العسكرى السلطة لرئيس مجلس الشعب المنتخب إلى حين انتخاب رئيس الجمهورية وإنهاء حكم العسكر وإجراء محاكمات عادلة لرموز النظام الفاسد والقصاص العادل للشهداء وتطهير مؤسسات الدولة من فلول الحزب الوطنى وبقايا النظام السابق والتشديد على تطهير القضاء المصرى واستقلاله، وتحقيق العدالة الاجتماعية لفئات الشعب، مرددين هتافات من بينها «قول ما تخافشى المجلس لازم يمشى»، و«مش بندمر ولا بنكسر.. يسقط يسقط حكم العسكر»، و«يا اللى بتسأل عاوزين إيه..حقى وحقك عند البيه». وفى المنيا، اشتعلت شوارع المدينة بهتافات مئات المتظاهرين منذ الصباح الباكر «يا بهية يا بهية مش عايزينها عسكرية». بينما طالب شباب 25 يناير بتسليم السلطة فورا للمدنيين، منددين بالاعتداءات الوحشية والقمع المتكرر الذى تعرض له المتظاهرون السلميون على مرأى ومسمع من الجميع فى ميدان التحرير وباقى ميادين مصر. أما أسيوط، فقد شهدت ميادينها خروج مسيرات ضمت الحركات السياسية من «شباب 6 أبريل» و«ائتلاف الثورة» و«الحركة الشعبية» و«الحرية» و«حملة دعم البرادعى» و«حملة حمدين صباحى» و«الجمعية الوطنية للتغيير» و«كلنا خالد سعيد» وعددا من محامى أسيوط، مطالبين «العسكرى» بتسليم السلطة ومحاكمة رموز النظام السابق من أعضاء الحزب الوطنى المنحل فى أسيوط، بينما كثفت قوات الأمن المركزى ومكافحة الشغب والشرطة العسكرية من وجودها أمام الأماكن الحيوية لتأمينها، وشهد ميدان الهلالى، والجامع الكبير بالوليدية، والملجأ بمركز الفتح، ومكة المكرمة بمدينة أسيوط، تجمعات من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين يحملون لافتات تحتفى بالثورة وتدعو لاستكمال مسيرة التطهير. وفى سوهاج، شهد ميدان الثقافة وقفة لشباب حركة «6 أبريل» والقوى الشبابية، للمطالبة بضرورة تسليم السلطة للمدنيين، ومحاكمة كل رجال النظام السابق، واستكمال ثورة الشعب للوصول إلى أهدافها المرجوة، بينما احتشدت مجموعة من أهالى شهداء ومصابى الثورة للمطالبة بالقصاص لأبنائهم وتوفير الرعاية المناسبة للمصابين وسرعة محاكمة قَتَلة الثوار. أما قنا فقد شهدت مسيرة ضخمة من مسجد «جودة» بشارع الجمهورية“ تضم 300 إمام من أئمة الأزهر وأنصار الدعوة السلفية والإخوان بقنا بمشاركة الجماعات الإسلامية إلى ميدان الساعة، لتحية أرواح الشهداء، بينما تجمعت الحركات والقوى السياسية عقب صلاة الظهر فى الميدان ذاته للمطالبة باستكمال مبادئ ثورة التغيير بشكل سلمى. أسوان عاشت أربع مسيرات انطلقت من ميادين المحافظة المختلفة، وطالبت القوى السياسية المشاركة باستكمال الثورة إلى حين تحقيق مطالبها، ومن بينها تسليم الحكم لسلطة مدنية منتخبة، والقصاص العادل من قَتَلة المتظاهرين، والإسراع فى إجراء محاكمات الفساد ووضع برنامج زمنى لتحقيق العدالة الاجتماعية للبلاد. وفى البحر الأحمر، احتشد المئات من المتظاهرين بميدان الدهار، بالغردقة فى مسيرة انطلقت من أكبر الميادين متجهة إلى ميدان مسجد الميناء الكبير طافت شوارع الغردقة، بينما ترددت الهتافات تطالب بسرعة تسليم السلطة، ومحاكمة عناصر النظام السابق فى محكمة ثورية.