بعد فتح معبر رفح.. صيادون يوسعون نطاق عملهم لمسافة 6 أميال.. ونتنياهو يواجه حربًا داخل إسرائيل بدأت الحياة تعود تدريجيا إلى قطاع غزة وفى أول تطبيق للهدنة المصرية بين إسرائيل وحركة حماس، بدأ الصيادون الفلسطينيون الدخول إلى مسافة 6 أميال بحرية من ساحل غزة بدلا من 3، ورحب نزار عياش -نقيب الصيادين- بتوسيع مساحة الصيد، لافتا إلى أن «البحرية الإسرائيلية منعت قبل بدء الحرب على قطاع غزة بيوم واحد فقط، الصيادين من النزول إلى البحر بشكل كامل»، مضيفا أن «هناك 4 آلاف صياد، يعيلون أكثر من 50 ألف نسمة يعملون فى مهنة الصيد، تعرضوا إلى خسائر فادحة طيلة الحرب الإسرائيلية تجاوزت ال6 ملايين دولار». فى الوقت الذى وصل فيه القيادى الحمساوى موسى أبو مرزوق لقطاع غزة أمس، وكان قد كتب على «تويتر»: «أنا الآن فى طريقى إلى غزة الانتصار، غزة العزة والفخار، إلى غزة وهى تهدى صمودها فى وجه التتار لأمة تنتظر الانتصار»، وكان أبو مرزوق أحد أعضاء الوفد الفلسطينى الموحد بمباحثات وقف إطلاق النار فى القاهرة. فى السياق نفسه نفت حركة حماس مزاعم إسرائيلية حول تدهور صحة إسماعيل هنية -نائب رئيس المكتب السياسى لحركة حماس- مؤكدة أنها تأتى فى إطار حربها النفسية ومحاولة خلق انتصارات وهمية لها، لافتة إلى أن هنية تحدث أمام الجماهير فى المجلس التشريعى وطاف بسيارته المفتوحة بين الجماهير وزار جرحى العدوان فى مستشفى الشفاء، مما يؤكد أنه بكامل صحته. واعتبرت حركة حماس تصريحات نتنياهو الأخيرة بأنه وجّه ضربة قاسية لحماس بأنها محاولة يائسة لتبرير الهزيمة والتغطية على حالة الإحباط بعد عمليات المقاومة البطولية وقدرتها على شل الحياة الإسرائيلية، وقال سامى أبو زهرى -الناطق باسم حركة حماس- «أما ادعاؤه بأنه لم يستجب لأى طلب من طلبات المقاومة فهذه تصريحات تتعارض مع نصوص الاتفاق» مؤكدًا أن «حماس هى من رفضت بحث قضية الجنود الإسرائيليين فى المرحلة الراهنة، ونتنياهو خضع لموقفها». من جانبها كشفت صحيفة «الغد» الأردنية أن «لقاء فلسطينيا إسرائيليا رفيعا غير معلن، عقد فى عمان قبل أيام من توقيع اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة»، ونقلت عن مصادر سياسية قولها إن «اللقاء، الذى جرى برعاية أردنية، جمع فى عمان بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو». وفى تل أبيب يواجه نتنياهو حربا داخلية فى ظل تراجع شعبيته والحملة الشعواء التى تقودها المعارضة ضد حكومته بعد إخفاقها فى تحقيق أى من أهدافها المعلنة فى الحرب الأخيرة على غزة، وعلى رأسها تقليل مدى الصواريخ الفلسطينية والقضاء على قيادات حركة حماس، وأظهر استطلاع للرأى نشرته صحيفة «هآرتس» أنه بعد الهدنة المصرية أكد 40% من الإسرائيليين أنهم غير راضين عن أداء رئيس وزرائهم، وذلك بعد أن كانت نسبة الراضين عن أدائه فى استطلاع سابق قد تعدت 77% مما يدل على تراجع شعبيته بنسبة 30%.. نتنياهو وتزامن الاستطلاع الجديد مع انتقادات لنتنياهو بسبب تصريحاته الأخيرة التى أعلن فيها تحقيقه فوزًا على الفلسطينيين فى الحرب الأخيرة، حيث عقب عوزى أراد -الرئيس السابق لمجلس الأمن القومى- على الأمر بالقول إن «نتنياهو ووزير دفاعه يعالون لم يقولا الحقيقة لجمهورهم وحاولا تجميل الواقع أمام الجمهور الإسرائيلى»، مضيفا أن «مؤتمر نتنياهو جاء بتصريحات للتسويق والاستهلاك المحلى فقط، ولم يأتِ بإنجازٍ على أرض الواقع». بدوره وجّه زعيم المعارضة يتسحاق هيرتسوج هجوما على حكومة نتنياهو قائلا إنها فشلت فى إدارة المعركة أمام حماس، موضحا أن رئيس الوزراء «فقد ثقة الجمهور الإسرائيلى، خصوصا سكان مستوطنات المنطقة الجنوبية والتجمعات الاستيطانية المحيطة بغزة».