كتب- محمد البرمى ومحمود خالد ويوسف محمد: فى تحد للحملات الأمنية، استعرضت «أنصار بيت المقدس» الإرهابية وجودها على أرض سيناء فى رسالة واضحة أنها ما زالت موجودة، حيث بثت فيديو على شبكة الإنترنت عن إقامتها لصلاة وخطبة عيد الفطر، إضافة إلى استعراض قوتها عن طريق تصوير عربات الدفع الرباعى المدججة بالأسلحة الرشاشة والمضادة للطائرات والتى تستخدمها فى شن عملياتها الإرهابية، وتصوير أعضائها وهم يحملون الآر بى جيه. جماعة أنصار بيت المقدس فيديو التنظيم الإرهابى، زعم أن خطبة العيد ألقاها «أبو أسامة المصرى»، وبدا من الشريط المسجل أنه فى مناطق جنوب رفح من الهيئة الجغرافية للمكان، وقد تم طمس أرقام العربات التى ظهرت فى الشريط المصور، وكذلك وجوه الأشخاص الموجودين به، والذين ظهروا وهم يرتدون زى الأعراب، وبعضهم يرتدى زيًّا قريب الشبه من زى القوات المسلحة، وتبين من خلال الفيديو أن عدد الأعضاء لا يتجاوز ال100 فرد. وظهر أبو أسامة المصرى فى الفيديو وهو يرتدى جلبابًا أبيض وشالًا على رأسه، معترفًا خلال خطبته بوقوع عدد من القتلى فى صفوف التنظيم، معتبرًا ذلك «سنة الله فى الأرض»، مقارنًا بين ما تعرض له التنظيم وما تعرض له الأنبياء، قائلًا «ما جاء من نبى إلا وكذبه قومه» متوعدًا بمواصلة الجهاد ضد ما وصفهم بالحكام الطواغيت. وقال خطيب أنصار بيت المقدس، إن «ما يحدث لإخواتنا فى غزة هو ابتلاء واختبار لنا من الله»، متسائلًا «هل نحن قصرنا معهم أم لا؟ ونقول لهم نحن لن ننساكم، وما يمنعنا عنكم إلا الحكام الطواغيت»، مطالبًا أعضاء التنظيم الإرهابى بالثبات على ما هم فيه لأنه ابتلاء من ربهم أن يتعرضوا للقتل والسجن من أجل رفع راية الإسلام، داعيًا فى نهاية خطبته إلى نصرة الدولة الإسلامية المعروفة باسم «داعش». أنصار بيت المقدس من جهته، أوضح صبرة القاسمى مؤسس الجبهة الوسطية والقيادى الجهادى السابق، أن أنصار بيت المقدس تريد إيصال أكثر من رسالة، فهى تسعى منذ زمن بعيد لإقامة خلافة إسلامية فى سيناء فى عهد مبارك، كما أن قوتهم ازدادت فى عهد محمد مرسى، الذى سمح بتسليحها، مضيفًا أنها تريد تأكيد وجودها من خلال الفيديوهات التى تبثها، وأن تجهيزات الصلاة وانتشار سيارات التنظيم تستغرق أكثر من 5 ساعات على الأقل، وهم يريدون بهذا الفيديو القول إن الدولة ضعيفة. وأوضح نبيل نعيم، مؤسس تنظيم الجهاد، أن أنصار المقدس يسيرون على خطى «داعش»، مشيرًا إلى أن بث الفيديو هو محاولة لتوصيل أنهم قادرون على تحدى الجهات الأمنية، موضحًا أن الجيش استطاع القضاء على الكثير من التيارات التكفيرية، وهو ما يدفع ذلك التنظيم للظهور وتأكيد أنهم أقوياء. فى ذات السياق، تواصلت الحملات الأمنية للقضاء على البؤر الإرهابية فى شمال سيناء، حيث نفذت القوات المسلحة عمليات أمنية جنوب رفح، وقد وصلت القوات على هيئة أرتال من المدرعات بلغت نحو 70 مدرعة، قامت بمداهمات وعمليات هدم لبيوت يستخدمها الإرهابيون. وقد أوضحت مصادر أمنية بشمال سيناء، أن الحملات تمكنت من ضبط ثلاثة مخازن للأسلحة والذخيرة، ضمت خرائط لاستهداف المنشآت الأمنية، مضيفة أن المخازن الثلاثة تحتوى على أسلحة آلية وقذائف «آر بى جى» وصناديق للذخيرة، إلى جانب خرائط ورسومات لعدد من أقسام الشرطة والمناطق السياحية التى كان الإرهابيون يخططون لاستهدافها. وأضافت المصادر- التى فضلت عدم ذكر اسمها - أن قوات الحملة استهدفت جنوب رفح، وتم ضبط 9 أشخاص من المشتبه بهم وجار فحصهم أمنيًّا، كما تم تدمير 43 بؤرة إرهابية من العشش والمنازل التى تستخدمها العناصر الإرهابية كقواعد انطلاق لتنفيذ هجماتها ضد قوات الجيش والشرطة، إلى جانب تدمير 8 سيارات وحرق وتدمير 14 دراجة بخارية دون لوحات أو تراخيص خاصة بالعناصر الإرهابية، إضافة إلى ردم نفقين كانا يستخدمان للتهريب بين مصر وقطاع غزة. وأكد أهالى وشهود عيان أن تنظيم «أنصار بيت المقدس» الإرهابى يواجه مأزقًا فى الوقت الحالى، بسبب خلافاته مع الأهالى، والتى تكررت مؤخرًا بسبب قيام الأهالى بإغلاق الطرق قرب بيوتهم لمنع عناصر التنظيم من اتخاذها مسلكًا لهم لزرع العبوات والهجوم على قوافل الأمن، مشيرين إلى وجود خلافات أخرى بين التنظيم الإرهابى وجماعات سلفية بسبب استمراره فى عمليات قتل الجنود وجر المنطقة لويلات وتداعيات أضرت بالأهالى الأبرياء. من جهتها، نفت المصادر الأمنية والطبية ومرفق الإسعاف، ما نشر فى بعض المواقع على الإنترنت عن سقوط صاروخ إسرائيلى على موقع أمنى قرب الحدود فى رفح، وأسفر عن مقتل 6 جنود مصريين وإصابة 12 آخرين، حيث أكدت المصادر بشمال سيناء أن تلك الأخبار عارية تمامًا عن الصحة. من جهة أخرى، لا يزال معبر رفح البرى مفتوحًا أمام المسافرين والجرحى الفلسطينيين والمعتمرين.