استوقفتنى ثلاث نقاط فى تعاقد الزمالك مع لاعب إنبى إسلام عوض الذى من المفترض أن يكون إضافة إلى خط وسط الفريق ودعما للزمالك فى المنافسة على بطولة الدورى وإفريقيا. النقطة الأولى إدارية ولكنها ترسم شخصية النادى وتحدد ملامح إدارته وتكشف عن عقلية القائمين عليه، فأول من كان فى استقبال اللاعب هو ممدوح عباس رئيس النادى ورأسه الكبير الذى ظهر فى الصور مع اللاعب مثل مشجع مهووس بالتصوير مع النجوم، وهو تصرف إدارى لا يليق برئيس مؤسسة كبيرة وناد من المفترض أنه مصنَّف تاريخيا بين الأندية العظيمة فى مصر وإفريقيا والوطن العربى، يجب أن لا يظهر رئيسه بهذا الشكل مع لاعب جديد من المستوى المتوسط وليس له صيت أو شهرة أكثر من حدود الدورى المحلى ناهيك بأن بروتوكول الأندية المحترمة تحرّم على الرئيس الظهور فى حفلات التوقيع والتصوير مع اللاعبين إلا فى ما ندر، ولنا فى إدارة الأهلى أُسوة حسنة وعبرة تتعلم منها الإدارات المراهِقة أو قليلة الخبرة فحسن حمدى ومحمود الخطيب لا يظهران مطلقا فى أى كادر مع لاعب أو مدرب جديد، فهناك إدارة منوط بها القيام بهذا الدور سواء عند التفاوض أو التوقيع الرسمى، فالجهاز الفنى يرشِّح ولجنة الكرة توافق وعدلى القيعى يتفاوض ويوقِّع ثم يأتى التصوير مع الموظفين لا مع الرؤساء أعضاء مجلس الإدارة ولكن ما يحدث فى الزمالك العكس، فالمجلس يرشِّح والأعضاء يتفاوضون والرئيس يوقِّع ويظهر مثل المشجعين أمام الكاميرات. أما النقطة الثانية فهى المبلغ الكبير الذى سيحصل عليه إسلام عوض (3 ملايين جنيه شاملة الضرائب، أى مليونين و400 ألف جنيه فى الموسم) فإذا علمنا أن اللاعب كان يحصل فى إنبى على 700 ألف جنيه فى الموسم فهذا يعنى أنه سيحصل على ما يقرب من 350٪ مما كان يتقاضاه فى إنبى، وهو أمر ضد العقل والمنطق فاللاعب فى النادى الصغير والأقل جماهيرية يحصل على المبلغ الأكبر بينما يقل راتبه أو على الأقل يتساوى عندما ينتقل للنادى الجماهيرى الذى سيعطيه الأضواء ويرفع من نسب اهتمام الإعلام بأخباره ويزيد من فرص انضمامه إلى المنتخب، فالنادى الجماهيرى يعطى للاعب قيمة وقدرا وفرصا لا تتحقق فى الأندية الصغيرة أو أندية الشركات حيث تنحصر نجوميته بين أصدقاء المدرسة والحى والقهوة، أما الآن فإسلام عوض سيكون نارا على علم وفى نفس ليلة توقيعه للزمالك ظهر كنجم فى الفضائيات وتصدرت صوره الصفحات الرياضية فى الجرائد اليومية والأسبوعية، وعبدالله السعيد مثال واضح وصارخ على تلك النظرية، فعلى الرغم من أنه لاعب موهوب وتميز وتألق مع الإسماعيلى لأكثر من 6 سنوات فإنه لم يحظ بالاهتمام والأضواء طوال حياته الكروية مثلما حظى بها خلال شهرين لعبهما مع الأهلى، ومن المفترض أن هذا العائد يترجَم إلى فلوس على الأقل فى سنواته الأولى مع النادى الجماهيرى، أما أن يحصل اللاعب على زيادة 350٪ مما كان يحصل عليه فى ناديه ويدفع فيه الزمالك 6,5 مليون جنيه فهذا أمر ضد منطق الأشياء حتى ولو تنازل اللاعب عن مليون جنيه من إجمالى 12,5 مليون جنيه، مستحقاته فى 3 سنوات ونصف السنة. النقطة الثالثة والمهمة التى تدفعنى إلى عدم الثقة بإدارة الزمالك الحالية هو تفريقها فى التعامل بين الأجهزة الفنية، فمن تحبه تساعده وتطبع له الفلوس وتحل أزمات لاعبيه المالية، ومن تكرهه وتغضب عليه تغلق الحنفية وتدفعه إلى الفشل. فنفس مجلس الإدارة الحالى بكامل هيئته لم يساعد حسام حسن وكان يتفنن فى الرفض ويبدع فى المبررات، وعلى العكس مع حسن شحاتة حتى ولو طلب لبن العصفور فبمجرد أن هدد بالرحيل إذا لم يتم دفع مستحقات اللاعبين وُجِدَت الفلوس، وعندما قرر أن يرحل إذا لم يتم تدعيم الفريق تعاقد النادى مع ثلاثة لاعبين جدد. ولأن شحاتة يعلم أن على رأسه بطحة لذلك خرج يقول إن مجلس الإدارة يتعاقد مع اللاعبين من أجل الزمالك لا حسن شحاتة، والصحيح أن الإدارة تتعاقد من أجلك أنت لا من أجل الزمالك.