أكد الدكتور محمود عيسى وزير الصناعة والتجارة الخارجية أنه سيطلب من الحكومة الأمريكية تحديد موقفها بشكل واضح وصريح تجاه دعم مصر اقتصاديا فى الوقت الراهن خاصة وأن الجانب الامريكى يعلم تماما مدى أهمية مصر بالنسبة له ومدى الاستفادة التى حققها من شراكته الاستراتيجية معها طوال الفترة الماضية. وأضاف عيسى فى حديث خاص لمندوبتي وكالة أنباء الشرق الأوسط عشية سفره إلى الولاياتالمتحدة غدا الاثنين أن الظروف التي تمر بها مصر تتطلب تجاوبا خاصا من واشنطن وعدم إحالة القرارات الخاصة بالتعاون المشترك إلى أجل طويل، مطالبا الجانب الامريكى بتحديد موقفه تجاه تقديم المساعدات إلى مصر من عدمه. وقال عيسى، »إنه على الرغم أن القرار الامريكي لا يتخذ بسرعة ويستغرق وقتا طويلا نظرا لاعتماده على تحليل البيانات والمعلومات إلا أن الظروف التي تمر بها مصر تتطلب تجاوبا سريعا من واشنطن وألا تحيل القرارات الخاصة بالتعاون المشترك فيما بيننا إلى أجل طويل، مطالبا الجانب الأمريكي بتحديد موقفه من تقديم المساعدات لمصر وتحديد نوع المساعدات التي ترغب في تقديمها سواء كانت مالية مباشرة أو غير مباشرة«. وأعرب عن اعتقاده بأن صناع القرار في الولاياتالمتحدة لايزالوا فى مرحلة انتظار لما ستؤل إليه الأمور في مصر خلال الفترة القادمة، لكن «الظروف التي تمر بها مصر تحتم علينا الحصول على مواقف واضحة وصريحة أي ما كانت هذه المواقف حاليا، خاصة في ظل شكوى واشنطن في بعض الأحيان من اتجاه مصر لعمل اتفاقيات شراكة مع الاتحاد الاوروبي« وأوضح أن الاتحاد الأوروبى سعى لعقد اتفاقيات شراكة مع مصر وحقق من ورائها مكاسب وكذلك فعلت مصر، مضيفا «أن أمريكا لم تقدم عروضا لعقد شراكات ولا شك أن الاتحاد الأوروبي وأمريكا يسعون إلى مصالحهم ونحن أيضا نحرص على مصالحنا، وأعتقد أنه على واشنطن الآن تقديم مساعدات لمصر إذا ما كانت ترغب في أن تظل مصر الشريك الاستراتيجي لها« وأكد الدكتور محمود عيسى وزير الصناعة والتجارة الخاجية أن مصر ترحب بابرام اتفاقية التجارة الحرة مع الولاياتالمتحدة شريطة ألا يكون هناك شروط أو مطالب سياسية أو اجتماعية خاصة، مؤكدا أننا حريصون على حقوق العمالة وحقوق الانسان ولا نحتاج لرقيب خارجي في هذا الشأن . وقال :«سبق أن ناقشنا إبرام الاتفاقية فى لقاءين سابقين أحدهما فى جنيف مع الممثل التجارى الأمريكى والآخر فى الاردن مع مساعد وزيرة الخارجية الامريكية ومدير المكتب التنفيذى للرئيس اوباما على هامش مؤتمر دافوس«. وأضاف أننا سنركز خلال المباحثات المرتقبة خلال زيارة أمريكا على فتح قنوات للصادرات المصرية تتجاوز اتفاقية الكويز والتصدير العادى لانه لابد أن يكون هناك مزايا واتفاقات تفضيلية للصادرات المصرية تتناسب مع حجم الشراكة المصرية الأمريكية فى المجالات السياسية والاستيراتيجية وتترجم هذه العلاقة على أرض الواقع، خاصة وأن أمريكا تمنح بعض الدول أفضليات فى السلع والقوائم فنحن نريد اتفاقية تجارة حرة غير مشروطه تحقق مصالح لمصر بحجم علاقتها مع الولاياتالمتحدةالامريكية. فيما يخص اتفاقية الكويز، أكد عيسى أن الاتفاقية من الناحية الاقتصادية البحتة مفيدة لمصر بهذا الشكل. وقال “لقد حققنا من ورائها مليار دولار فى العام الماضى فى حين حققت اسرائيل 100 مليون دولار فقط، فهى فى صالحنا خاصة وأن المكون الاسرائيلى يمكن أن تأخذ صورا مختلفة«. وأضاف أن استمرار الكويز فى صالح مصر وان كنا سنسعى خلال المباحثات مع الجانب الامريكي إلى خفض المكون الاسرائيلى من 11.2 % إلى 8 % حتى وان كان هذا الجانب يناقش مع اسرائيل، إلا أن واشنطن شريكا فى الاتفاقية.