نبوى: العمل يحاكى «ألف ليلة وليلة».. و«أطاطا» تحل محل «شهرزاد».. وإيمى سمير غانم «شهريار» السيدة العجوز المسماة «أطاطا» تطل عبر شاشة التلفزيون هذا العام، فمنذ ظهورها فى فيلم «عوكل» عام 2004 حققت شهرة فاقت كل شخصيات محمد سعد فى أفلامه، لتعود هذه المرة من خلال مسلسل «فيفا أطاطا» الذى يعرض ضمن ماراثون الدراما الرمضانية لهذا العام. الفريق القائم على العمل كانت له تجارب سينمائية سابقة، حيث كتب قصته محمد نبوى وسامح سر الختم، وأخرجه سامح عبد العزيز. «أطاطا» ومسلسلها أثارا جدلا واسعا فى موسم دراما رمضان لهذا العام، أيضا محمد سعد بكل قدراته كممثل أثار جدلا أكبر وأصبح استخدامه للشخصيات موضوعا يختلف عليه النقاد ويطرح تساؤلا دائما مفاده: هل تكرار الشخصيات عامل للنجاح أم مجرد إفلاس واستغلال للنجاح؟ وما بين هذا وذاك انقسمت آراء النقاد، فتارة يتفقون على قدرات سعد التمثيلية واستغلاله لأدواته، وتارة أخرى يختلفون فى توظيف هذه القدرات ومدى استغلالها وتوظيفها. تجدر الإشارة إلى أن «أطاطا» سيدة عجوز تلقى بها الظروف فى السجن لتقابل اللواء عباس النهرى، مأمور السجن الذى يجسد شخصيته الفنان سامى العدل، الأخير وبسبب خوفه الشديد على حفيدته «لميس» التى تجسد شخصيتها الفنانة إيمى سمير غانم، يخالف القوانين ويجمعها ب«أطاطا». سيف: كوميديا تعتمد على المبالغة.. لكن الإضحاك خارج السياق الدرامى «تهريج» محمد سعد وفريق عمل مسلسله «فيفا أطاطا» يعودون لشخصيات محببة للجمهور تفاعل معها ومنحها إيرادات ضخمة فى شباك التذاكر، لكن هذه المرة من خلال شاشة التليفزيون ومن خلال قصة تسير على خطين متوازيين، أولهما «أطاطا» التى تورطت فى عملية نصب، وتسببت طيبتها الشديدة فى أن يستغلها نصاب ويستولى على أموال آخرين عن طريقها وتركها تواجه مصيرها بالسجن، الأمر الذى يقودها للقاء مأمور السجن الذى تعانى حفيدته من عقدة نفسية، لكن أطاطا تداويها بالحكايات والتى يعتمد عليها الخط الثانى فى المسلسل، وهو رحلة بحث حفيد أطاطا، اللمبى، عن كنز العائلة ومجدها. الناقد وليد سيف يرى هدف العمل الأساسى تحقيق الابتسامة، هو كوميدى ينتمى إلى نوعية «الفارص»، وهو نوع يعتمد على المبالغة والإسفاف فى أسلوبه، هناك بالطبع روح جيدة جدا فى النص من كاتبيه سامح سر الختم، ومحمد نبوى، هناك مضمون فى ما تحكيه «أطاطا» لكنه تائه وسط كل هذا الكم من التهريج، القصة التى تتركز على اللمبى الذى يبحث عن الكنز والذى تركته له عائلته، وفى أثناء بحثه عبر الأزمنة عن مجد عائلته وكنزه يكتشف أن كل أفراد العائلة يبحثون عن الكنز ويعملون فى مهن وضيعة لأنهم مشغولون بالبحث عن الكنز وليس العمل. مؤلف العمل محمد نبوى، اتفق مع رأى سيف، مؤكدا أنه خلف كل هذا الكم من الضحك هناك هدف لا يناقشه البعض، هناك قصة تحث على السعى والعمل لا البحث عن الأحلام والسراب، سعى هو وشريكه فى الكتابة سامح سر الختم أن يكون العمل مثل «ألف ليلة وليلة» تحل أطاطا محل «شهرزاد»، ولميس هى «شهريار»، مشيرا أن العمل يدور فى أكثر من زمن يستعرض خلاله اللمبى تاريخ عائلته، وكل هذا جزء مما تحكيه أطاطا. الآراء اختلفت حول أطاطا واستغلال محمد سعد لشخصيته، هل هو نوع من الإفلاس الفنى أم رغبة فى تجويد الشخصية؟ الناقدة حنان شومان ترى أن شخصية اللمبى هى التى تتسيد العمل وإن حمل اسمه وتصدر دعايته شخصية أطاطا، والعودة لهذه الشخصيات هو نوع من الفلس الفنى، وقالت إن أكثر الشخصيات المحببة للجمهور لو أعادها أصحابها مرة أخرى ستفشل. وضربت مثلا لشخصية «ماما نونا»، التى سبق وقدمتها كريمة مختار من خلال مسلسل «حمادة عزو»، وهى الشخصية التى أحبها الجمهور بمختلف مراحلة العمرية، لو تكررت سيعزف عنها الجمهور، وستفقد المحبة التى اكتسبتها. فى حين قال سيف: «أنا ضد فكرة أن أطاطا هى نوع من الفلس لأن الشخصيتين، أطاطا واللمبى، من الممكن أن تستمرا لمئات الأعمال، المشكلة ليست فى الشخصيات لكن فى كيفية تقديمها من خلال مواقف جديدة، والمسلسل يمنح الشخصيتين هذه المساحة، على سبيل المثال إسماعيل ياسين استغل شكل فمه طوال حياته فى الكوميديا، وقدم أعمالا جيدة، نجيب الريحانى فى كل ما قدمه من أفلام وعددها 7 كان شخصا بسيطا منحوسا ذكيا، ولم يحد عن هذه الشخصية، لكنه كان يتجدد طوال الوقت، ليس من الضرورى أن يكون كل ممثل مثل أحمد زكى». حنان وصفت سعد بأنه ممثل يملك الموهبة والقدرة، لكن عندما يتوقف أى ممثل عند شخصية واحدة يفقد القدرة على بث الدهشة عند الجمهور، وقالت إن الإكثار فى عرض الشخصيات المشوهة طلبا للضحك يفقد القدرة على الإضحاك عند تكراره، وأضافت أن هناك مشكلة كبيرة فى طريقة إلقاء شخصية أطاطا للإفيهات، تجعلها غير مفهومة، وبالتالى هى ليست مضحكة، وقالت أيضا إن إقبال الجمهور على المسلسل ليس مقياسا، لأنه لا يوجد عمل لا جمهور له سواء كان قيما أو سيئا، كلاهما له جمهور، حتى أسوأ الأعمال تجلب إيرادات ضخمة فى السينما، كما أنها ترى أن فكرة التنقل عبر العصور هى نوع من الإفلاس عند المؤلفين، جعلهم يلجؤون إلى هذه الحيلة حتى يمكن أن يستمر المسلسل ل30 حلقة. الجزء الأخير عارضها فيه نبوى بقوله: «إن المسلسل هو فى الحقيقة مسلسلان: ما يحدث لأطاطا وتطورات قضيتها وسجنها، والمسلسل الثانى هو رحلة اللمبى عبر الأزمنة المختلفة»، وقال أيضا إن طريقة حديث أطاطا وكلماتها المتداخلة قد تسبب عائقا فى فهم «الإفيهات» فى البداية، لكن مع الوقت يعتاد عليها المستمع وتصبح جزءا من الكوميديا. سيف تحدث عن قدرات محمد سعد ووصفه بأنه ممثل يملك قدرات بدنية كبيرة، وهو قادر على تقديم الشخصية بشكل باهر لأن أداءها يتطلب وجود هذه القدرات فى الممثل، ومن البداية درجة الإقناع أنها سيدة مسنة موجود وبقوة، والسيناريو جيد لكن هناك الكثير من المواقف التى تشعر معها أنها «تهريج» وليست كوميديا، والفارق هنا ضخم، هناك الكثير من المشاهد بلا أى هدف تشعر معها أنها موجودة فقط لتملأ الفراغ، ربما تكون ارتجالا من سعد نفسه أو أى شخص آخر من فريق العمل، فهناك من يهيمن على العمل فى هذه النقطة، وهناك توجه فى الإضحاك بطريقة بهلوانية، البعض عنده تصور خاطئ أن المشاهد التى لا تتضمن إضحاكا هى وقت مهدر من العمل الكوميدى، وهذا غير صحيح، الإضحاك فى حد ذاته جميل لكن يجب أن يكون ضمن سياق العمل الدرامى، وإلا سيصبح «تهريجا».