أمس (الجمعة)، لم يكن كأى جمعة فى مدينة القدس، سبقته 3 ضربات موجعة فى قلب الجيش الإسرائيلى أفقدت منظمة تل أبيب السياسية والعسكرية والأمنية توازنها، ودفعتها إلى وصف الهجمات بالمدروسة والمنظمة والمؤلمة، لكن فقدان التوازن لم يتوقف على الحدود فقط بل وصل إلى داخل القدس والمسجد الأقصى. وعلى طريقة «دول عاملين علينا أسود وبيضربوا على الحدود»، أحد شعارات الثورة المصرية، لم يخش الفلسطينيون، أمس، من جنود تل أبيب، وقاموا بالتدفق بالمئات على المسجد الأقصى، محطمين بعض المتاريس الحديدية التى وضعتها الشرطة الإسرائيلية لمنعهم من الدخول لأداء صلاة الجمعة، الأمر الذى لم تستطع تل أبيب السيطرة عليه إلا بعدها بعشر دقائق، حينما قامت باستدعاء سيارات رش المياه والخيالة الإسرائيلية. الشبان الفلسطينيون الذين منعوا من دخول المسجد وأبقتهم إسرائيل خارج بوابات البلدة القديمة، تجمعوا وراء المتاريس الحديدية لأداء الصلاة فى هذه الأماكن كرمز لتحدى تل أبيب. وفى مزيد من الوحشية منعت الشرطة الإسرائيلية طاقم قناة «الجزيرة» من البقاء فى المكان للتغطية، وتعرضت مراسلة قناة «الجزيرة» شيرين أبو عاقلة، والمصور نبيل مزاوى، إلى الاعتداء من قبل رجال الشرطة، التى قامت أيضا بتحطيم كاميرات التصوير، طاردين إياهما خارج المكان، مما أدى إلى توقف البث المباشر للقناة الفضائية من القدس. ويأتى الاعتداء على طاقم القناة الفضائية بعد قيام إسرائيل باعتقال مدير مكتب «الجزيرة» فى كابول سامر علاوى، عند مغادرته الضفة الغربية بعد زيارته لعائلته، وهو فى طريقه إلى الأردن عند جسر اللنبى، الذى تسيطر عليه إسرائيل، ومثل علاوى مؤخرا أمام محكمة عسكرية إسرائيلية فى جنين شمالى الضفة الغربية. لجنة حماية الصحفيين ومقرها نيويورك نددت فى بيان منذ أيام باعتقال علاوى، ودعت إسرائيل إلى «توضيح الأسس القانونية لاحتجازه».