دعوة الولاياتالمتحدة إلى تدخل الدول العربية، والوساطة لإيقاف إطلاق النار بين إسرائيل، وحماس تواجه تحدي تغيير المشهد السياسي في المنطقة التي تجعل من الصعب العثور على هذا الوسيط، هكذا استهلت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية تقريرها بعنوان: "بينما تشهد مصر تغييرات.. الولاياتالمتحدة تفتقر إلى وسيط بين إسرائيل وحماس". قالت الصحيفة إن مصر منذ عقود وسيط فعال بين الفلسطينيين والغرب، لكنها أصبحت الآن تحت حكم جنرال سابق في الجيش جاء إلى السلطة بعد سحق جماعة الإخوان المسلمين ذات الصلة بحركة حماس. الرئيس عبد الفتاح السيسي، لم يتحدث كثيراً عن الصراع المستمر، وأصدر مكتبه بياناً الأسبوع الماضي دعا فيه إسرائيل للتوقف عن قصف غزة، وحمل إسرائيل مسؤولية زهق الأرواح باعتبارها قوة محتلة، بحسب وول ستريت جورنال. في ما أصدرت وزارة الخارجية المصرية أول من أمس الجمعة بياناً عبرت فيه عن حزنها من ما أطلقت عليه "عناد ومكابرة" الطرفين؛ إسرائيل وحماس في الاستجابة لدعوة مصر بالتوقف عن التصعيد. الصحيفة قالت إنه إلى جانب كون بيانات مصر حول الأزمة "فاترة"، الإلحاح الدبلوماسي خلف الأبواب المغلقة قليلاً أيضا، ونقلت عن مسؤول في مكتب السيسي لم تذكر اسمه، إن مصر لا ترغب في تقديم تنازلات لحماس، مثل فتح معبر رفح وتطبيع العلاقات التي تدهورت مع الإطاحة بمرسي، حتى تسرع من وقف إطلاق النار. وأضاف هذا المسؤول: "نحن نشن حرب ضد الإرهاب في سيناء، التي تأججها حماس جزئيا". لافتا: "لا توجد لدينا أي ضمانات لأي تعاون من جانبهم". وأشارت وول ستريت جورنال إلى أن مصلحة القاهرة في رؤية حماس ضعيفة، وعلاقاتها المتوترة مع القوى الإقليمية الأخرى مثل قطر وتركيا، تسبب في أن يكون خيار واشنطن الأفضل من أجل الحصول على مفاوض هو على ما يبدو إقصاء نفسها عن الصراع. الصحيفة الأمريكية تابعت أن الرئيس الذي تمت الإطاحة به محمد مرسي تلقى ترحيب دولي عندما توسط في وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل في 2012، لكن علاقته بحماس أثار غضب الأجهزة الأمنية في مصر لأنها حركة إرهابية. ولفتت أنه منذ الإطاحة بمرسي شهدت مصر مستوى منخفض من التمرد في شمال سيناء، وأن المسؤولين المصريين يتهمون حماس بدعم المجاهدين الذين يستهدفون قوات الشرطة والجيش هناك، وهو ما تنكره حماس. إيلي شاكيد، السفير الإسرائيلي السابق لمصر، قال لوول ستريت جورنال: "حقيقة أن حماس في موقف صعب يخدم مصالح مصر". وتابع: "في النهاية، لا أري أي طرف قادر على لعب دور الوسيط الصادق بين إسرائيل وحماس غير مصر". أما عن دور قطر وتركيا، فقالت الصحيفة إن العلاقة بين مصر والدولتين سيقود جهود حل الصراع.