مارادونا 1986 كان هو رجل كأس العالم فى كل شىء، ليس فقط بألعابه الفردية المثيرة للإعجاب فى كل مباراة، أو بأهدافه الرائعة، لكن مارادونا كان يلعب بطريقة فنية بارزة لانتزاع الأخطاء والبطاقات من الخصوم، يصل بالكرة عند الراية الركنية، ثم يشل حركة المباراة أمام إنجلترا الشهيرة بهدفه المثير للجدل، بعد أن شكا من المساحة الصغيرة الممنوحة له وتعطيله بسبب وجود المصورين. كما سيطر دييجو على مباراة الأرجنتين أمام أوروجواى بتلك الاستفزازات، حتى إنه أسقط وركل مدافعًا قبل أن يسجل هدفًا تم إلغاؤه. ميسى 2014 ليونيل أكثر حذرًا بصورة كبيرة من مارادونا، وأيضًا أقل بكثير من المشاركة فى المباريات. وبعدما أصبح قائد الفريق باتت لديه مسؤولية أكبر. خارج الملعب، ترى ميسى على استعداد لأن يكون المتحدث الرسمى للفريق. وداخل الملعب، فهو يحافظ على صورته العامة فى عالم كرة القدم، والتى خلقها فى السنوات الست الماضية فى منافسته مع كريستيانو رونالدو. مارادونا 1986 من الواضح أن دييجو كان لاعبًا مميزًا جدًّا، كان المشهد الكلاسيكى لحائط بلجيكا فى نصف النهائى ضده رمزيًّا بصورة كبيرة، لكنه كان من غير المألوف أن يحصل صانع الألعاب على الكرة، وتكون لديه حرية التفكير والتصويب وما يجب القيام به. كما أنه فى هدف مباراة أوروجواى، كان يسيطر على الكرة مرتين من دون أن تلمسها قدمه حتى، قبل أن يتجه لإنهاء المباراة بهدف المباراة الوحيد، من دون أن يكون هناك أى تغطية هجومية له. وفى المباراة النهائية ضد ألمانيا تم تقليل المساحات أمامه، وعانى قليلًا من اختلال فى المستوى، لذلك هو منح بوروتشاجا تمريرة جعلته أمام المرمى، بينما كان يقف مارادونا فى منتصف الملعب. ميسى 2014 إذا ما كنت تشاهد ميسى فى كأس العالم، ستجده دومًا يرافقه اثنان على الأقل من الفريق المنافس، وعلى استعداد لعرقلته حتى لا يتقدَّم. مع ذلك، دومًا يجد النجم الأرجنتينى حلًّا. مثل ما حدث، حينما سجَّل فى المباريات الثلاث بمرحلة المجموعات، وقدم مساندة قوية لدى ماريا فى دور ال16. كما يقول بيليه دومًا، فإن الشعب الأرجنتينى هو مَن سيقرر إذا ما كان مارادونا أو دى ستيفانو أو ميسى أعظم لاعب أرجنتينى فى التاريخ، قبل أن يقارن الجميع فى ما بينهم. ميسى لديه حاليًّا فرصة عظيمة ليضع اسمه بين تلك الأسماء الكبيرة، بعد أن فاز بكل شىء مع برشلونة، يمكنه الآن أن يفوز بكأس العالم وعلى أرض ألد خصوم منتخب بلاده. وهو شىء مارادونا لم تسنح له الفرصة لتحقيقه، إنه الآن وقت ميسى. هل سيستغل الفرصة؟ إنه وقت ميسى. التمركز مارادونا 1986 كان لصانع الألعاب الأرجنتينى الحرية الكاملة، فعندما يهاجم الفريق، يتوقع دومًا أن تأتى الكرة على قدمه اليسرى، قبل أن يتخطّى دائرة منتصف الملعب. لذلك، فهو كان يأخذ التمريرة الأولى فى الهجمات المرتدة ويرمى الكرة أمامه خطوة، وهذا فرق واضح بينه وبين ميسى، الذى يجعل الكرة ملاصقة لقدميه، كما كان يفضل مارادونا أيضًا أن يتمركز وراء الجناحين، ويتلقّى كرات طويلة، ليقوم هو بإعدادها من جديد لفالدانو وباسكولى. ميسى 2014 الطريقة التى لعبت بها الأرجنتين تركت ميسى وحيدًا يائسًا. مع النظام الدفاعى للتانجو ضد البوسنة، بطريقة 5-3-2، كان النجم بالكاد يلمس الكرة فى الشوط الأول، وتراجعت كثيرًا مشاركته بصورة أكبر. ماذا كانت النتيجة؟ أو هو أمام خيارين بكل بساطة نزع سلاح الفريق، أو إعادته للعب. فى الشوط الثانى، عاد الفريق ليلعب بطريقة 4-3-3 التى جعلت الأرجنتين تتألق من جديد فى التصفيات. وسجل ليونيل هدفًا عظيمًا، وبدأ، وهو لا يزال فى المنطقة المختلطة بعد المباراة مباشرة، حملة بضرورة أن تكون تلك هى طريقة اللعب التى يعتمدها الفريق حتى يسير قدمًا فى البطولة.