يكتب: غياب نجوم السامبا.. بين الدراما والمفاجآت 1962 بيليه كان عمره 21 عاما، ووصل بيليه إلى تشيلى كملك لكرة القدم. فهو بطل كأس العالم فى 1958، وكان اللاعب رقم 10 هو اللاعب الرئيسى فى الفريق، ولكن فى المباراة الثانية للبرازيل ضد تشيكوسلوفاكيا، عانى النجم البرازيلى من إصابة فى العضلات منعته من العودة إلى أرض الملعب طوال كأس العالم. كانت الصدمة، ومع ذلك، بدت وكأنها ستكسر فى المباراة التالية بالفعل. ولكن أرمايلدو، مهاجم بوتافوجو، بدا وكأنه هو من أمسك بعصا الريادة فى الفريق، وسجل هدفى الانتصار أمام إسبانيا ومكن البرازيل من التأهل إلى ربع النهائى. مع العروض الكبيرة التى قدمها اللاعب، جنبا إلى جنب مع جارينشا، الذى كان زميله أيضا فى هجوم بوتافوجو، كان أرمايلدو واحدًا ممن سجلوا الهدفين اللذين قادا البرازيل إلى المباراة النهائية، ليلتقى مرة أخرى مع التشيك، وعاد ليسجل مرة أخرى. 1986 زيكو أفضل لاعب برازيلى فى الثمانينيات، وحارب كثيرًا كى يخوض ويشارك فى آخر كأس عالم له، فقبلها ببضعة أشهر كان يعانى من إصابة خطيرة فى الركبة، وكان زيكو يستعيد عافيته سريعا، كى يتمكن من اللعب فى المكسيك. النجم البرازيلى اعترف بأنه لم يكن جاهزًا للمنافسة فى كأس العالم، ولكنه قبل التحدى بإصرار من المدرب تيلى سانتانا. ارتدى زيكو القميص رقم 10، لكنه لم يحظ بمكان فى التشكيلة الرئيسية، ولعب بضع دقائق فقط. كانت مباراته الرئيسية يوم 21 يونيو، فى لقاء البرازيل أمام فرنسا فى استاد خاليسكو فى جوادالاخارا، تحت أشعة الشمس الحارقة والجو الحار، وكانت مباراة صعبة ومتوازنة، وتمكن البرازيل من التقدم بهدف من كاريكا، ولكنه تم إهدار فرص عديدة، وتمكن ميشيل بلاتينى من التعادل فى الوقت الأصلى. بعد 25 دقيقة من الوقت الإضافى، نزل زيكو من أجل تغيير نتيجة المباراة، وبعد دخوله بدقيقتين فقط، أرسل صاحب القميص رقم 10 عرضية إلى برانكو، ودخل المدافع البرازيلى إلى منطقة جزاء الفرنسيين، وأعادها لزيكو، ولكنه تم عرقلته داخل المنطقة، وحصل زيكو على ركلة جزاء، ولكن حارس المرمى أنقذها. دخلت المباراة إلى الوقت بدل من الضائع، ولم يتم تسجيل أى هدف آخر، وكان القرار بركلات الترجيح، وسجل زيكو ركلته، ولكن سقراط وخوليو سيزار أهدرا ركلتيهما، وخرجت البرازيل من كأس العالم. 1998 روماريو المنتخب البرازيلى بلغ نهائيات كأس العالم ولديه يقين أن الفريق الذى يضم روماريو ورونالدو «الرو والرو» وتسعة آخرين معًا يمكنه الفوز باللقب بسهولة، فأنت أمام فريق مسحور بتسجيل الأهداف، وأمام أبطال يمكنهم أن يفوزوا بكأس العالم مجددًا، خصوصا أنهما كانا فى كأس العالم السابقة ظاهرة جديدة من نوعها. ذهب روماريو إلى صفوف المنتخب البرازيلى وهو لديه إصابة فى ساقه، فى البداية كانت ليست خطيرة، وأجريت له اختبارات طبية إضافية لمعرفة سبب التأخير فى التئام الإصابة، وشخّص الأطباء حالته بأنها أكثر خطورة، وأن اللاعب بحاجة إلى شهر كى يستعيد عافيته، وخرج روماريو من كأس العالم. وتم هذا الإعلان من قِبل الطبيب ليديو توليدو، والمنسق الفنى زيكو والمدرب زاجالو، الذى دعا لاعب خط الوسط إيمرسون ليرتدى القميص رقم 11 الشاغر، وبكى روماريو، وقال إنه مستاء بشكل واضح وإن القرار يبدو أنه أسعد الكثيرين فى الاتحاد البرازيلى لكرة القدم الذين لم يحبوه، ولكنه أكد أن مشواره مع القميص الأصفر لم ينتهِ بعد. 1998 رونالدو من دون روماريو، كان رونالدو هو النجم الأكبر فى فريق زاجالو، قبل ساعات من انطلاق مباراة البرازيل أمام فرنسا فى النهائى، كان اللاعبون يسترخون فى غرفهم بعد الغداء، بينما كان رونالدو لا يزال نائما، حيث كان يعانى من انهيار عصبى، وفقا لطبيب المنتخب البرازيلى فى ذلك الوقت ليديو توليدو، حيث كان يعانى من نوبات صرع. شهد زميل رونالدو فى الغرفة، روبرتو كارلوس على هذا الأمر، ودعا اللاعبين الآخرين وكان سيزار سامبايو، وليوناردو، وإدموندو أول من وصلوا إلى الغرفة، وبعد فترة وجيزة غط المهاجم البرازيلى فى نوم عميق. عندما استيقظ، تم تنبيه رونالدو لما حدث، وذهب إلى عيادة طبية فى العاصمة الفرنسية باريس. وعندما بدأ اصطفاف اللاعبين لدخول المباراة. المفاجأة كانت أن إدموندو سيكون بديل رونالدو فى تلك المباراة، أفضل لاعب فى العالم سيغيب، والصحفيون يحاولون أن يفهموا ما كان يحدث، وذهب رونالدو إلى عيادة للاختبار السريرى والعصبى، وتم تشخيص الحالة بأنه لا شىء خطيرا، وخاض رونالدو المباراة من بدايتها بناءا على طلبه. 2002 كافو اشتهر كافو بأنه قائد المنتخب البرازيلى الذى حمل لقب كأس العالم عام 2002، لكن التاريخ كان يمكن أن يكون مختلفا، قبل يوم واحد من مباراة البرازيل الأولى فى كأس العالم، ولم يكن قائد المنتخب البرازيلى بعد. لم تكن هناك تعديلات عديدة فى هذا الشأن، كان كل شىء جاهزًا لمباراة السامبا أمام تركيا فى اليوم التالى، حيث يحاول هدافو الفريق تسجيل الهدف فى التدريبات، بينما يقف جميع المدافعين فى مواجهتهم. المشكلة وقعت فى تلك اللحظة، عندما حاول إيمرسون أن يتصدى لتسديدة ريفالدو، كان يقف هو فى حراسة المرمى كنوع من الترفيه، ولكن كان رد فعله غريبا، حيث قفز وسقط برعونة على ذراعه، وسارع الجميع ليرى مدى خطورة ما حدث ليتفاجأ الجميع أن قائد المنتخب البرازيلى عانى من خلع فى الكتف اليمنى. 2014 نيمار عاشت البرازيل حالة من الصدمة إزاء خروج نيمار من كأس العالم. للأسف، فهو لن يلعب أمام ألمانيا. ومن الصعب حاليا قياس مدى تأثير غيابه على فريق لويس فيليب سكولارى على الرغم من تلك الصدمة، فإنها ليست أول صدمة كبيرة يعانى منها المنتخب البرازيلى فى كأس العالم، فهناك أمثلة جيدة وسيئة واجهها السيليساو، وعلى فريق السامبا أن يتعلم منها حتى يصل إلى النهائى على أرضه، فبيليه وزيكو ورونالدو وروماريو نجوم كبيرة مثل نيمار، لكن البرازيل تخطتهم وصنعت التاريخ من دونهم. الحقيقة أن دموع نيمار، وهو داخل سيارة الإسعاف، وصوره وهو يغادر أرض ملعب «جرانج كومارى» وهو يركب الهليكوبتر كان السيناريو الأكثر دراماتيكية. فالبرازيل بكت كثيرًا بسبب معاناة نجمها ومحبوبها، الذى لن يحظى بفرصة فريدة للعب نهائى كأس العالم فى استاد الماراكانا. ورغم أنه فشل فردى كبير، فإن غياب نيمار على الأرجح سيكون الشماعة التى يلقى اللوم عليها فى حالة هزيمة البرازيل أمام ألمانيا فى مينيراو. دعونا حاليا نتذكر الماضى للتفكير فى المستقبل.