دموع نيمار يجب استغلالها لتكون دافعًا قويًّا للاعبى السامبا للحصول على اللقب هل يظهر بديل مميَّز لنيمار «المصاب» كما حدث مع بيليه فى مونديال تشيلى 1962؟ ركبة زونيجا لم تؤذِ ظهر نيمار فقط بل أصابت البرازيل كلها بالأذى؟ كانت الساعة العاشرة مساء يوم الجمعة، كنت أشاهد التليفزيون لمتابعة موضوع واحد فقط فى كل البرامج الرياضية: مصير نيمار. ينبغى لنا أن نتحدَّث على الانتصار الذى حقّقته البرازيل أمام كولومبيا، والهدف الرائع لديفيد لويز أو سرعة رد فعل هدف تياجو سيلفا، لكن البرازيل كانت تبكى. فركبة زونيجا، لاعب المنتخب الكولومبى، لم تؤذِ ظهر نيمار فقط، بل أصابت البرازيل كلها بالأذى. ماذا سيحدث الآن؟ نيمار هو لاعب فقط ذو 22 عامًا، لكنه يحمل على كتفيه مسؤولية أن يكون النجم الأبرز لبلد يعيش فيها قرابة ال200 مليون نسمة. منذ خسرت البرازيل كأس العالم 2010، وبات نيمار الأمل لإنهاء لعنة عام 1950، التى خسرت فيها البرازيل كأس العالم فى عقر دارها. نيمار هو الولد الذى كرَّس نفسه لمهنة كرة القدم فى البرازيل، وأصبح نجمًا عالميًّا فقط بعدما انتقل إلى برشلونة. نيمار هو الولد المفضَّل للبرازيل، هو الولد الذى يقلّده الأطفال فى كل شىء. ماذا سيحدث الآن؟ قدَّم لويس فيليبى سكولارى مباراة طيبة. هدف تياجو سيلفا الأول، فى بداية اللعبة، منح الفريق هدوءًا نفسيًّا، وجعله يؤدِّى مباراة جيدة. بعد الكثير من الجدل لم يبكِ اللاعبون فى أثناء عزف النشيد الوطنى، لقد دخلوا ملعب كاستيلاو وهم فى قمة تركيزهم، والجماهير قدَّمت الدعم المطلوب، وفى الشوط الثانى سجَّل ديفيد لويز هدفًا رائعًا ليزداد اليقين بالنصر البرازيلى، ومن أن السيليساو سيخوض مباراة متوازنة الكفّة أمام ألمانيا. ماذا سيحدث الآن؟ فى الدقيقة ال86، كان هذا هو كل الوقت الذى قضاه نيمار فى أرض الملعب. ركض خلالها 9 آلاف و94 مترًا، وسدَّد ثلاث تسديدات، ومرَّر 24 تمريرة سليمة، وكان الأسرع فى المباراة، إذ وصلت إلى سرعة 30.3 كيلومتر فى الساعة، وفقًا لإحصاءات «الفيفا». زونيجا لعب 90 دقيقة، وركض 8 آلاف و66 مترًا، ومرَّر 27 تمريرة سليمة، وبلغت سرعته 27.4 كيلومتر فى الساعة، ولم يسدِّد ولا تسديدة واحدة. إنه لم يسدِّد الكرة، لكن تسديدته الأولى كانت موجَّهة إلى هالك، الذى أُصيب بإصابة سيئة إلى حد ما فى الفخذ، ثم اتّجه بعد ذلك إلى نيمار بركبته. الحقيقة المذهلة أنه لم يحصل على أى تحذير من الحكم، ولا على أى بطاقة. بعدما تم عض كيلينى (لاعب المنتخب الإيطالى) تم معاقبة نجم أوروجواى لويس سواريز، بالوقف تسع مباريات. ماذا سيحدث الآن؟ عام 1962، بعد أربع سنوات من التألُّق فى السويد، ذهب بيليه إلى تشيلى وهو فى أفضل صورة، وتم تتويجه بالفعل ملكًا لكرة القدم. لكن بسبب مشكلات فى العضلات تم استبعاده من كأس العالم. البرازيل كانت تبكى. ماذا حدث؟ تحمَّل جارينشا المسؤولية، وأصبح أفضل لاعب فى المنتخب البرازيلى وفى البطولة كلها وقاد البرازيل إلى اللقب الثانى. كان أيضًا جزءًا مهمًّا فى هذا الفريق –أماريلدو– بديل بيليه حينها. ماذا سيحدث الآن؟ ستلتقى البرازيلوألمانيا، «الثلاثاء» المقبل، فى بيلو هوريزونتى. غياب نيمار مشكلة كبيرة، لكن ليس وحده المشكلة بالنسبة إلى سكولارى، بل سيغيب قائد الفريق تياجو سيلفا، للوقف بعدما حصل على البطاقة الصفراء الثانية، ولن يلعب فى ملعب مينيراو. يواكيف لوف، مدرب منتخب ألمانيا، أكثر اعتيادًا على غياب اللاعبين فى كأس العالم. حتى قبل بداية البطولة خسر المدرب الألمانى خدمات بادشتوبر وشميلزر ولارس بيندر وسفين بيندر وجوندوجان وريوس وماريو جوميز، وخلال البطولة خسر أيضًا خدمات شكودران مصطفى، لكن جميعهم ليسوا بنفس أهمية نيمار بالنسبة إلى المنتخب البرازيلى. ماذا سيحدث الآن؟ هذا هو السؤال الذى يبذل البرازيلى المزيد من الجهد لإيجاد حل له. ماذا سيحدث الآن؟ ترى هل سيتمكَّن سكولارى من إيجاد طريقة للعب من دون أفضل لاعب لديه. نيمار هو مجرد لاعب واحد فى فريق، الذى يفترض أن يحترم خصمه. فريد ليس فى أفضل حالاته. هالك لم يسجِّل أهدافًا ولا يمكن لأحد أن يقارن بينه وبين نيمار أو يطلب منه أن يضطلع بدور نيمار فى الفريق. بعض الخبراء ينتقدون قرار سكولارى بعدم استدعاء أسماء مثل رونالدينيو أو كاكا أو روبينيو فى قائمة الفريق. هل كان هؤلاء سيكونون هم الحل؟ لا أعتقد هذا فى حقيقة الأمر. دموع نيمار، ينبغى أن يتم استغلالها لتكون دافعًا قويًّا ورئيسيًّا للفريق، كى يحصل على اللقب. ماذا سيحدث الآن؟ ينبغى أن تجد البرازيل أن آلام نيمار تدفعها وتقودها للفوز باللقب السادس. من دونه ومن دون تياجو سيلفا، الضغط على هزيمة ألمانيا سيقل كثيرًا من على كاهل اللاعبين. فلم يعد لديهم نفس الالتزام بأن يكونوا الفريق البطل، كما يقول دومًا سكولارى وكارلوس ألبيرتو بيريرا قبل كأس العالم. الآن، البرازيل تلعب من أجل التغلُّب على المشكلة الكبرى التى يمكن أن تحدث. فالأرجنتين مع ليونيل ميسى، وهولندا مع روبين، وألمانيا مع مولر، فالفرق التى تمتلك أسلحة تجعلها قادرة على التألّق. البرازيل فقدت أقوى أسلحتها الفتاكة. دموع الشعب البرازيلى لا ينبغى أن تذهب سُدى. فالفريق سيلعب من أجلهم، فالفريق سيلعب من أجل نيمار. هذا ما سيحدث الآن.