السامبا يحتاج إلى تركيز وإعداد بنسبة 100%.. وأى خطأ يعنى خروجه من كأس العالم سكولارى طلب من أصدقائه الصحفيين ال6 تقديم الدعم وتجنُّب توجيه الانتقادات «اذهب إلى الجحيم»، هذا ما قاله لويس فيليبى سكولارى المدير الفنى للمنتخب البرازيلى، أول من أمس، عندما تم سؤاله فى لقاء خاص مع 6 صحفيين، فى جرانجا كومارى، للحديث عن مشكلات المنتخب السيليساو. هناك أكثر من 700 صحفى معتمدين لمتابعة الأحداث الرياضية من قبل الاتحاد البرازيلى لكرة القدم، ولكن تم إجراء الحوار مع 6 فقط هم مَن تمكَّنوا من التحدُّث مع سكولارى والاستماع إلى أفكاره خلال هذا الحوار. مدرب السامبا قال إنه يود تغيير لاعب واحد من تشكيلة ال23 لاعبًا، وأعرب عن قلقه إزاء مسألة الاضطراب العاطفى للاعبيه خلال لقاء تشيلى. سكولارى طالب الصحافة بضرورة تقديم الدعم وتجنُّب توجيه الانتقادات إلى الفريق، إذ يعتقد أنه بذلك الطريق سيجلب نوعًا من الهدوء للفريق قبل لقاء فريقه المهم أمام كولومبيا. البرازيل لا يلعب بصورة جيّدة، وجميعنا يعلم ذلك، وبكاء اللاعبين قبل ركلات الترجيح أمام تشيلى جلب الكثير من علامات الاستفهام فى وسائل الإعلام. سكولارى هو مَن اختار الصحفيين الستة -وهو مَن يدعوهم ك«أصدقاء»- للحديث حول الفريق، للاستماع إلى آرائهم، وشرح لماذا لا يلعب البرازيل بصورة جيدة. مدرب السامبا أوضح أنه يمكن أن يغيِّر طريقة توزيع لاعبى الفريق، وذلك عن طريق استخدام ثلاثة مدافعين، مثل الطريقة التى فاز بها البرازيل بمونديال 2002. وبعد الحوار بوقت قصير، كل ما كان يدور فى تلك الغرفة الخاصة أصبح على الإنترنت، وأُصيب الصحفيون الذين لم تتم دعوتهم إلى ذلك الحوار بالغيرة، وازدادت أسهم الانتقادات الموجَّهة إلى الفريق، وهى بالأساس مرتكزة على أن البرازيل لم يتدرَّب كثيرًا. من بين المنتخبات الثمانية المتأهلة للدور ربع النهائى، البرازيل، وهو أقل منتخب يتدرَّب منذ انطلاقة كأس العالم. سكولارى منح ثلاثة أيام راحة للاعبين، ولم يحصل أى فرق أخرى على شىء من مثل هذا القبيل، فبعد فوز السيليساو على تشيلى بركلات الترجيح، الأحد عشر لاعبًا الذين بدؤوا المباراة حصلوا على ثلاثة أيام راحة وبدؤوا بعدها فى التدريب بالكرة فى جرانجا كومارى. فإذا ما كان سكولارى، كما يقول، سيغيِّر من طريقة لعب الفريق، فلماذا يضيّع كثيرًا من الوقت؟! ألن يكون من الأفضل أن يتدرَّب اللاعبون مع بعضهم بعضًا لتحسين لعبهم وجماعيتهم؟ هل البرازيل فعلًا على استعداد للعب ضد كولومبيا، وهو المنتخب الأكثر توازنًا فى كأس العالم؟ تم سؤاله أيضًا حول اللاعب الذى يتمنَّى تغييره فى قائمة الفريق، وقال سكولارى: «ما قلته هو أنه، فى هذه المرحلة من المسابقة، إذا ما أمكننى إضافة لاعب إلى القائمة ومنحى ميزة إجراء تغييرات فى الفريق، كنت سأود هذا الأمر، ولو سألت أى مدرب فى كأس العالم، فإنه سيود حقًّا تحقيق هذا التغيير، ولكن لمجرد أنك تخوض مباراتك الخامسة، أما لو كنت تخوض مباراتك الأولى فلن تكون هناك لديك أى رغبة للتغيير، وبطبيعة الحال الكل يريد بعد فترة استبدال ما يرى أنه أنسب فى هذا المكان». قبل بضعة أيام سابقة كتبت مقالًا بأن «العملاق لم يعد نائمًا»، عندما تغلَّب البرازيل على الكاميرون، لكن عندما لا يستطيع العملاق النوم حاليًّا، فإنه كابتن الفريق «تياجو سيلفا» هو مَن يتحمَّل مسؤولية بقائه مستيقظًا. صورة بكاء سيلفا عند خوض البرازيل ركلات الترجيح مع تعاظم خطر خروج السيليساو من كأس العالم مبكرًا جدًّا، صدمت الجميع. انتقد عدد كبير من اللاعبين السابقين تياجو، الذى دافع، أول من أمس، عن نفسه قائلًا: «لا أستمع إلى الكثير من الأشياء، فما حدث كان أمرًا طبيعيًّا، لكن تلك الطريقة من الضغط والتعليقات، لن تساعدنى على الإطلاق نفسيًّا، أعتقد أننا بخير، ودموعى انسالت بسبب الوضع الذى كان فيه الفريق، فلو كان الفريق خسر فى تلك المباراة كان سيخرج ويودِّع البطولة، وأنا شخصية تسير كليًّا وبكل جوارحها فى ما ترغب بأن تسير فيه، والفريق حاليًّا لديه دافع قوى للغاية لمجابهة كولومبيا». بعد يوم واحد من اجتماع سكولارى مع الصحفيين، تم استدعاء طبيبة نفسية، ريجينا برانداو، إلى الفريق فى جرانجا كومارى، هى نفسها التى كانت تعمل مع مدرب المنتخب البرازيلى فى المعسكر الذى عاد منتصرًا من كوريا واليابان قبل 12 عامًا. ريجينا سيتعيّن عليها تحديد الحالة النفسية للاعبين، وستساعد سكولارى فى السيطرة على العواطف الخاصة بهم خلال المباراة، خصوصًا عندما يتم عزف النشيد الوطنى قبل المباراة، وهو ما كان رمزًا وعلامة بارزة فى المنتخب خلال مشاركته فى كأس القارات، ويعد الآن بمثابة شىء مزعج للجميع. وقال سكولارى: «توقّفوا عن التفكير. ريجينا جاءت فقط فى الوقت المحدّد لها، ونحن نستمر فى عملنا، وهى ستذهب إلى معسكر الفريق مرة أخرى يومى الأحد والإثنين، كل شىء مخطَّط له مسبقًا». المنتخب الكولومبى الحالى، هو على الأرجح الأفضل فى تاريخ البلاد فى كل العصور، إذ أظهرت النتائج أنه أفضل حتى من جيل فالديراما، وهيجيتا، وآسبريلا، ورينكون، الذى لم يتخطّ دور ال16 فى مونديال 1990 وهو ما كان واحدًا من كبرى خيبات الأمل فى تاريخ المنتخب الكولومبى. حتى من دون النجم فالكاو جارسيا، فإن جيمس رودريجيز وزملاءه يقدّمون كرة قدم جميلة فى كأس العالم، وربما أفضل بطولة فى تاريخ كولومبيا كلها. البرازيل يحتاج إلى أن يكون تركيز وإعداد لاعبيه بنسبة 100%. فأى خطأ سيعنى تذكرة خروج السيلساو من كأس العالم، وإنهاء حلم أن يكون السامبا بطلًا على أرضه. فالبرازيل كلها فى ذلك الوقت «ستذهب إلى الجحيم».