مَن سيكون الأفضل؟ ومَن منهما سيلعب فى الدور نصف النهائى؟ النجمان البرازيلى والكولومبى يحملان نفس الرقم ويسعيان لكتابة فصل جديد لا يبدو أن ثقل كأس العالم الأولى تثير مخاوفهما، فهما يرتديان القميص رقم «10» لمنتخبى بلديهما، ويتحمَّل كلاهما مسؤولية قيادة البرازيلوكولومبيا. إنه أمر عجيب.. أجل، لكنهما عملاقان ومن الركائز الأساسية لفريقيهما، وحقيقة بسببهما تأهل المنتخبان لدور ربع النهائى. اليوم على ملعب «كاستيلاو» سيلتقى اثنان من اللاعبين الرئيسيين فى كأس العالم، واحد فقط سيتمكن من المرور للمرحلة التالية، نيمار فى مواجهة جيمس رودريجيز. إنها اللحظة الأهم فى المسيرة الكروية الخاصة بكل لاعب فيهما حتى الآن، ورغم أنهما يلعبان فى البطولات الأوروبية الكبرى والدوريات الإسبانية والفرنسية، فإن نيمار ورودريجيز يسعيان إلى كتابة فصل جديد ومهم من تاريخهما فى هذه البطولة. مع حملهما لنفس أرقام القميص، بدأ التنافس بين اللاعبين، فكلاهما تألق فى المرحلتين الأولى والثانية، والآن حان الوقت لأن يصعدا خطوة أخرى، وعيون العالم كله ستكون عليهما. اللاعب الأبرز فى البرازيل، نيمار سجل 4 أهداف فى كأس العالم، نفس العدد الذى سجله ميسى مع الأرجنتين، وتوماس مولر مع ألمانيا. لقد كانت المباريات أمام كرواتيا فى افتتاحية المونديال والكاميرون فى نهاية المرحلة الأولى، أفضل مباراتين شارك فيهما. فى كلتيهما سجَّل هدفين، وتم اختياره رجل المباراة، كما أنه فى المباراة الدراماتيكية أمام تشيلى فى دور ال16، أظهر رباطة جأش كبيرة فى تسجيل ركلة الجزاء، لكن لم يقدم النجم البرازيلى حتى أى مساعدة. جيمس رودريجيز، هو لوحة إبداعية مفاجئة لمنتخب كولومبيا، ففريقه فاز فى جميع المباريات الأربع التى لعبها فى البطولة ضد كوت ديفوار واليونان واليابان، ضمن مباريات المجموعة الثالثة، وضد أوروجوارى فى دور ال16، وسجَّل أهدافا فى جميع المباريات التى خاضها منتخب بلاده فى البرازيل: رأسية جميلة فى فوز كولومبيا على كوت ديفوار بهدفين لهدف وحيد، ومن داخل منطقة الجزاء ضد اليونان فى فوزه عليها بثلاثة أهداف دون رد، ولمسته الرائعة من فوق الحارس بعدما تخطى أحد مدافعى الفريق المنافس فى لقاء كولومبيا مع اليابان، وفوز منتخب بلاده بأربعة أهداف لهدف وحيد، وهدفان ضد أوروجواى «الأول كان هدفا عظيما من خارج منطقة الجزاء بعد أن سيطر على الكرة بصدره ويسقطها»، علاوة على ذلك قدم مساندتين مهمتين لفريقه، فمن 11 هدفا سجلها المنتخب الكولومبى، شارك رودريجيز بصورة مباشرة فى 7 أهداف. تم اختيار جيمس أفضل لاعب فى كل اللقاءات التى خاضها مع كولومبيا حتى الآن. بعد 22 عاما و4 أشهر، وصل نيمار إلى أول كأس عالم يشارك فيها، وعلى كاهله مسؤولية كبيرة. الشاب الذى يرتدى القميص رقم «10» يسير حاليا من أجل الحصول على أهم لقب فى مسيرته الكروية. لقد بدأ كأس العالم بأرقام أفضل مما كان عليها رونالدو قبل 16 عاما، ففى 53 مباراة هى عمر مبارياته كلها مع البرازيل، أصبح هداف السامبا الرئيسى بين عامى 2010 و2014، وأكبر هداف للمنتخب البرازيلى فى هذا القرن. سجَّل 35 هدفا وقدم 21 تمريرة حاسمة، كما أنه كان أكبر «منتظر» لكأس العالم 2014 حتى يثبت إمكاناته بها. بالحديث عن الألقاب، نيمار تمكن من الفوز فى مباراتى «سوبر كلاسيكوس داس أمريكا» (لقاء الديربى ضد الأرجنتين) فى 2011 وفى 2012، وفاز بكأس القارات الأخيرة العام الماضى، وكان صاحب القميص رقم «10» فى ذلك الوقت هداف البطولة، مع تقديمه أداءً رائعا. النجم نيمار ذهب إلى برشلونة، وشهد مستواه صعودا وهبوطا فى موسمه الأول فى إسبانيا، حيث سجل 17 هدفا فى 45 مشاركة، بمعدل 0:37 هدف فى المباراة الواحدة. وكان اللاعب البرازيلى صاحب أكبر صفقة فى تاريخ برشلونة، حيث وصلت أرقام تلك الصفقة، التى لم يُكشف عن تفاصيلها، لكنها تدور حول 100 مليون يورو. رودريجيز لوحة إبداعية مفاجئة.. سجَّل أهدافًا فى جميع المباريات التى خاضها منتخب بلاده فى البرازيل وُلد جيمس فى 22 يوليو عام 1991، وسيكمل عامه ال23 بعد يوم واحد فقط من نهائى كأس العالم، وبدأ مسيرته الكروية فى وقت مبكر، حيث كان عمره 15 عاما فقط. لعب جيمس فى الدورى الكولومبى بعدما تم اكتشافه فى إينفيجادو. فى عام 2007 ارتدى القميص رقم «10» مع المنتخب الكولومبى، ببطولة العالم تحت 17 عاما، وفى مباريات بطولة «بان أمريكان»، وكان عمره ما بين 15 و16 عاما فقط. أصبح جيمس نجم كولومبيا الرئيسى، بعد إصابة المهاجم فالكاو جارسيا، الذى غاب عن كأس العالم بسبب إصابة ركبته اليسرى التى أخرجته من البطولة. مثل فالكاو، يلعب جيمس لفريق موناكو الفرنسى. يعدّ هذا الفريق هو الرابع فى مسيرته الكروية، فبعد إينفيجادو، لعب رودريجيز لفريق «بانفيلد» الأرجنتينى، وانتقل منه إلى بورتو فى البرتغال، ومثل نيمار، وصل إلى مرحلة النضج مبكرا. فى عام 2010، فى الوقت الذى كان لا يزال يلعب فيه ببطولات تحت 20 عاما، تم استدعاؤه لأول مرة لمنتخب كولومبيا للكبار، وساعد فى فوزهم بهدفين لهدف على منتخب بوليفيا فى لاباز. فى ذلك الوقت، كان جيمس بالفعل فى بورتو، الذى كان شارك معه بتسجيله هدفا فى مرمى أياكس. فى عام 2013، تركه الفريق البرتغالى يرحل إلى موناكو فى صفقة كبيرة من نوعها، وصلت إلى 45 مليون يورو. وفى موسم 2013/ 2014، كان قد لعب 38 مباراة مع النادى الفرنسى، وسجل 10 أهداف، وساعد الفريق ليحتل المركز الثانى فى الدورى الفرنسى ويعود به إلى دورى أبطال أوروبا. وفى كأس العالم، لعب فى المباريات الأربع لمنتخب كولومبيا. نيمار يتفوق عليه فى عدد دقائق المشاركة فى البطولة، حيث حقق نيمار 369 دقيقة فى مقابل 309 دقائق لصالح جيمس، الفارق بينهما ساعة واحدة، وهى تلك التى قرر خلالها مدرب منتخب كولومبيا خوسيه بيكرمان إراحة 8 من لاعبيه أمام اليابان، ودخل صاحب القميص رقم «10» فى الدقائق الأخيرة فقط. الآن لدينا 90 دقيقة (أو 120 دقيقة لا أحد يعلم...) ليظهر كل منهما نفسه أمام العالم. من سيكون الأفضل؟ من منهما سيلعب فى الدور نصف النهائى؟ نيمار أم جيمس رودريجيز؟ بغضّ النظر عن اسم وهُوية الفائز، فالفوز والانتصار كله لكرة القدم.