رسالة غير مباشرة أنقلها من الحسابات الشخصية على «فيسبوك» لمؤرخ الأسرة العلوية د.ماجد فرج والأديب هشام الخشن، هما الطرف الأول، أما الطرف الثانى فتمثله الكاتبة الكويتية هبة مشارى حمادة مؤلفة مسلسل «سرايا عابدين»، كلا الرجلين أكد أن الحلقة الأولى مليئة بالأخطاء التاريخية، وتطابقت الشهادتان إلى حد كبير، كون الأحداث بدأت بعيد ميلاد الخديوى الثلاثين أى عام 1860، فى هذه الفترة لم يكن قصر عابدين قد شيد من الأساس، حيث تم الانتهاء من بنائه عام 1872 كما يقول فرج، كما أن إسماعيل لم يكن خديوى وعمره 30 سنة، حصل على اللقب رسميا عام 1867، وحسب الحلقة الأولى أيضا كان الأمير فؤاد يلهو فى القصر، بينما حسب كتاب التاريخ لم يكن قد ولد بعد -مواليد 1868- كذلك كان يقال لإسماعيل يا أفندينا أو عظمة الخديوى أو جناب الخديوى، لا جلالة الخديوى كما كتبت حمادة، وأضاف الخشن أن والدة الخديوى التى تجسدها يسرا كان اسمها هوشيار قادن لا خوشيار، وكلاهما يكتبها «خديو» وهى الأدق طبعًا لكننى أكتبها بالرسم الشائع وهو «خديوى»، ومع الاعتراف بأن المحبين لحكايات الحرملك والجوارى أبدوا إعجابهم بالمسلسل، وبتذكر تصريح هبة مشارى حمادة فى مؤتمر صحفى أقيم مؤخرًا بأنها لم تهتم بالتوثيق التاريخى وإنما بالدراما خلف أسوار القصر، يصبح السؤال هل تعتبر المؤلفة المعلومات التاريخية تحصيل حاصل على اعتبار أن المشاهدين مهمومون بعلاقات الحب والغيرة والانتقام والسيطرة، وهل بمرور الحلقات سنكتشف أنها أحضرت معها خديوى من الكويت يبتعد بتفاصيل حياته شيئا فشيئا عن أبو السباع، خصوصًا أن فريق العمل أكد عدم خضوع الحلقات لمراجعة تاريخية من خبراء مصريين، فهل يحق لأى كاتب يتصدى إلى تاريخ بلد آخر أن لا يهتم بتلك التفاصيل الأساسية، إذا كانت الإجابة بنعم نرجو أن تكتب القناة التى تعرض المسلسل على بداية التترات عبارة «هذه الأحداث غير واقعية والشخصيات التى نراها على الشاشة مستوردة من دولة عربية شقيقة». بعد التتر راوية «جرافيت» لهشام الخشن تدور حول نضال سيدات مصريات نحو العلم والحرية فى عام 1928 لكن للأسف ستظل الدراما مهووسة فقط بحريم السلطان أو الخديوى لا فرق.